ومنها
صوم يوم الشك بنية رمضان ، أو بنية مترددة ، أما بنية رمضان فلقول النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31700لا يصام اليوم الذي يشك فيه من رمضان إلا تطوعا } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضي الله عنهم أنهم كانوا ينهون عن صوم اليوم الذي يشك فيه من رمضان ولأنه يريد أن يزيد في رمضان .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : لأن أفطر يوما من رمضان ثم أقضيه أحب إلي أن أزيد فيه ما ليس منه وأما النية المترددة : بأن نوى أن يكون صومه عن رمضان إن كان اليوم من رمضان ، وإن لم يكن يكون تطوعا فلأن النية المترددة لا تكون نية حقيقة لأن النية تعيين للعمل ، والتردد يمنع التعيين .
وأما
صوم يوم الشك بنية التطوع : فلا يكره عندنا ويكره عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، واحتج بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36647من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم } ولنا ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31700 : لا يصام اليوم الذي يشك فيه من رمضان إلا تطوعا } ، استثنى التطوع ، والمستثنى يخالف حكمه حكم المستثنى منه .
وأما الحديث : فالمراد منه صوم يوم الشك عن رمضان لأن المروي أن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=38664نهى عن صوم يوم الشك عن رمضان وقال : من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم } أي : صام عن رمضان واختلف المشايخ في أن الأفضل أن يصوم فيه تطوعا ، أو يفطر ، أو ينتظر قال بعضهم : الأفضل أن يصوم لما روي عن
عائشة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضي الله عنهما أنهما كانا يصومان يوم الشك بنية التطوع ويقولان لأن نصوم يوما من شعبان أحب إلينا من أن نفطر يوما من رمضان ، فقد صاما ونبها على المعنى ، وهو أنه يحتمل أن يكون هذا اليوم من رمضان ويحتمل أن يكون من شعبان ، فلو صام لدار الصوم بين أن يكون من رمضان ، وبين أن يكون من شعبان ، ولو أفطر لدار الفطر بين أن يكون في رمضان وبين أن يكون في شعبان ، فكان الاحتياط في الصوم ، وقال بعضهم : الإفطار أفضل ، وبه كان يفتي
محمد بن سلمة وكان يضع كوزا له بين يديه يوم الشك ، فإذا جاءه مستفت عن صوم يوم الشك أفتاه بالإفطار وشرب من الكوز بين يدي المستفتي ، وإنما كان يفعل كذلك لأنه لو أفتى بالصوم لاعتاده الناس فيخاف أن يلحق بالفريضة ، وقال بعضهم : يصام سرا ولا يفتى به العوام لئلا يظنه الجهال زيادة على صوم رمضان .
هكذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف أنه استفتي عن صوم يوم الشك فأفتى بالفطر ثم قال للمستفتي : تعال فلما دنا منه أخبره سرا فقال : إني صائم .
وقال بعضهم ينتظر فلا يصوم ولا يفطر فإن تبين
[ ص: 79 ] قبل الزوال ، أنه من رمضان عزم على الصوم ، وإن لم يتبين أفطر لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
أصبحوا يوم الشك مفطرين متلومين أي : غير آكلين ولا عازمين على الصوم ، إلا إذا كان صائما قبل ذلك } فوصل يوم الشك به .