فصل
أقسام الناس في العشق
والناس في العشق ثلاثة أقسام :
منهم : من يعشق الجمال المطلق ، وقلبه يهيم في كل واد ، له في كل صورة جميلة مراد .
ومنهم : من يعشق الجمال المقيد ، سواء طمع في وصاله أو لا .
ومنهم : من لا يعشق إلا من يطمع في وصاله .
وبين هذه الأنواع الثلاثة تفاوت في القوة والضعف .
فعاشق الجمال المطلق ، يهيم قلبه في كل واد ، وله في كل صورة جميلة مراد :
فيوما بحزوى ، ويوما بالعقيق وبال عذيب يوما ويوما بالخليصاء وتارة ينتحي نجدا وآونة
شعب العقيق وطورا قصر تيماء
فهذا عشقه أوسع ، ولكنه غير ثابت كثير التنقل :
يهيم بهذا ثم يعشق غيره ويسلاهم من وقته حين يصبح
وعاشق الجمال المقيد أثبت على معشوقه ، وأدوم محبة له ، ومحبته أقوى من محبة الأول ، لاجتماعهما في واحد ، ولكن يضعفهما عدم الطمع في الوصال ، وعاشق الجمال الذي يطمع في وصاله أعقل العشاق وأعرفهم ، وحبه أقوى لأن الطمع يمده ويقويه .
[ ص: 242 ]