صفحة جزء
( باب النون مع الذال )

( نذر ) فيه : " كان إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم " المنذر : المعلم الذي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم ، من عدو أو غيره . وهو المخوف أيضا .

[ ص: 39 ] وأصل الإنذار : الإعلام يقال : أنذرته أنذره إنذارا ، إذا أعلمته ، فأنا منذر ونذير : أي معلم ومخوف ومحذر . ونذرت به ، إذا علمت .

( س ) ومنه الحديث : فلما عرف أن قد نذروا به هرب أي علموا وأحسوا بمكانه .

( س ) ومنه الحديث : انذر القوم أي احذر منهم ، واستعد لهم ، وكن منهم على علم وحذر .

وفيه ذكر : " النذر " مكررا . يقال : نذرت أنذر ، وأنذر نذرا ، إذا أوجبت على نفسك شيئا تبرعا ; من عبادة ، أو صدقة ، أو غير ذلك .

وقد تكرر في أحاديث ذكر النهي عنه . وهو تأكيد لأمره ، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه ، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل ، لكان في ذلك إبطال حكمه ، وإسقاط لزوم الوفاء به ، إذ كان بالنهي يصير معصية ، فلا يلزم . وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا ، ولا يصرف عنهم ضرا ، ولا يرد قضاء ، فقال : لا تنذروا ، على أنكم قد تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم ، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم ، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا ، فاخرجوا عنه بالوفاء ، فإن الذي نذرتموه لازم لكم .

( هـ ) وفي حديث ابن المسيب : " أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة " أي بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة . وأهل الحجاز يسمون الأرش نذرا . وأهل العراق يسمونه أرشا .

التالي السابق


الخدمات العلمية