باب الباء المفردة
أكثر ما ترد الباء بمعنى الإلصاق لما ذكر قبلها من اسم أو فعل بما انضمت إليه ، وقد ترد بمعنى الملابسة والمخالطة ، وبمعنى من أجل ، وبمعنى في ومن وعن ومع ، وبمعنى الحال ، والعوض ، وزائدة ، وكل هذه الأقسام قد جاءت في الحديث . وتعرف بسياق اللفظ الواردة فيه .
( هـ ) في حديث
صخر : أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن رجلا ظاهر من امرأته ثم وقع عليها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لعلك بذلك يا أبا سلمة ، فقال : نعم أنا بذلك أي لعلك صاحب الواقعة ، والباء متعلقة بمحذوف تقديره لعلك المبتلى بذلك .
( هـ ) ومنه حديث
عمر رضي الله عنه : " أنه أتي بامرأة قد فجرت ، فقال من بك " أي من الفاعل بك .
[ ص: 177 ] ( س هـ ) وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما : " أنه كان يشتد بين هدفين فإذا أصاب خصلة قال أنا بها " يعني إذا أصاب الهدف قال أنا صاحبها .
( هـ ) وفي حديث الجمعة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=996544من توضأ للجمعة فبها ونعمت أي فبالرخصة أخذ ، لأن السنة في الجمعة الغسل ، فأضمر ، تقديره : ونعمت الخصلة هي ، فحذف المخصوص بالمدح . وقيل معناه فبالسنة أخذ ، والأول أولى .
( س ) وفيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=996545فسبح بحمد ربك " الباء هاهنا للالتباس والمخالطة ، كقوله تعالى :
تنبت بالدهن أي مختلطة وملتبسة به ، ومعناه اجعل تسبيح الله مختلطا وملتبسا بحمده . وقيل الباء للتعدية ، كما يقال اذهب به : أي خذه معك في الذهاب ، كأنه قال : سبح ربك مع حمدك إياه .
( س ) ومنه الحديث الآخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=996546سبحان الله وبحمده أي وبحمده سبحت . وقد تكرر ذكر الباء المفردة على تقدير عامل محذوف . والله تعالى أعلم .