صفحة جزء
باب الجيم مع اللام

( جلب ) ( هـ ) فيه : " لا جلب ولا جنب " الجلب يكون في شيئين : أحدهما في الزكاة ، وهو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعا ، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها ، فنهي عن ذلك ، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم . الثاني أن يكون في السباق : وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا له على الجري ، فنهي عن ذلك .

( هـ ) ومنه حديث الزبير - رضي الله عنه - : " أن أمه قالت : أضربه كي يلب ، ويقود الجيش ذا الجلب " قال القتيبي : هو جمع جلبة وهي الأصوات .

[ ص: 282 ] * وفي حديث علي - رضي الله عنه - : " أراد أن يغالط بما أجلب فيه " يقال أجلبوا عليه إذا تجمعوا وتألبوا . وأجلبه : أعانه . وأجلب عليه : إذا صاح به واستحثه .

* ومنه حديث العقبة : " إنكم تبايعون محمدا على أن تحاربوا العرب والعجم مجلبة " أي مجتمعين على الحرب ، هكذا جاء في بعض الروايات بالباء ، والرواية بالياء تحتها نقطتان ، وسيجيء في موضعه .

( هـ ) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : " كان إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء مثل الجلاب فأخذ بكفه " قال الأزهري : أراه أراد بالجلاب ماء الورد ، وهو فارسي معرب ، والله أعلم . وفي هذا الحديث خلاف وكلام فيه طول ، وسنذكره في حلب من حرف الحاء .

( س ) وفي حديث سالم : " قدم أعرابي بجلوبة فنزل على طلحة ، فقال طلحة : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيع حاضر لباد " الجلوبة بالفتح : ما يجلب للبيع من كل شيء ، وجمعه الجلائب . وقيل الجلائب : الإبل التي تجلب إلى الرجل النازل على الماء ليس له ما يحتمل عليه فيحملونه عليها . والمراد في الحديث الأول ، كأنه أراد أن يبيعها له طلحة . هكذا جاء في كتاب أبي موسى في حرف الجيم ، والذي قرأناه في سنن أبي داود : " بحلوبة " وهي الناقة التي تحلب ، وسيجيء ذكرها في حرف الحاء .

* وفي حديث الحديبية : " صالحوهم على أن لا يدخلوا مكة إلا بجلبان السلاح " الجلبان - بضم الجيم وسكون اللام - شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغمودا ، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ، ويعلقه في آخرة الكور أو واسطته ، واشتقاقه من الجلبة ، وهي الجلدة التي تجعل على القتب . ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء ، وقال : هو أوعية السلاح بما فيها ولا أراه سمي به إلا لجفائه ، ولذلك قيل للمرأة الغليظة الجافية جلبانة ، وفي بعض الروايات : " ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح " : السيف والقوس ونحوه ، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة ، لا كالرماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل الأذى بها . وإنما اشترطوا ذلك ليكون علما وأمارة للسلم ; إذ كان دخولهم صلحا .

( س ) وفي حديث مالك : " تؤخذ الزكاة من الجلبان " هو بالتخفيف : حب كالماش ، ويقال له أيضا الخلر .

[ ص: 283 ] ( هـ ) وفي حديث علي - رضي الله عنه - : " من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا " أي ليزهد في الدنيا ، وليصبر على الفقر والقلة . والجلباب : الإزار والرداء . وقيل الملحفة . وقيل هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها ، وجمعه جلابيب ، كنى به عن الصبر ، لأنه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن . وقيل إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر . أي فليلبس إزار الفقر . ويكون منه على حالة تعمه وتشمله ; لأن الغنى من أحوال أهل الدنيا ، ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت .

* ومنه حديث أم عطية : " لتلبسها صاحبتها من جلبابها " أي إزارها ، وقد تكرر ذكر الجلباب في الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية