( جنن ) فيه ذكر : " الجنة " في غير موضع . الجنة : هي دار النعيم في الدار الآخرة ، من الاجتنان وهو الستر ، لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها . وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من مصدر جنه جنا إذا ستره ، فكأنها سترة واحدة ; لشدة التفافها وإظلالها .
* ومنه الحديث :
" جن عليه الليل " أي ستره ، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار ، ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه .
( س ) ومنه الحديث : "
ولي دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجنانه علي والعباس " أي دفنه وستره . ويقال للقبر الجنن ، ويجمع على أجنان .
[ ص: 308 ] ومنه حديث
علي : " جعل لهم من الصفيح أجنان " .
( هـ ) وفيه : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=997137أنه نهى عن قتل الجنان " هي الحيات التي تكون في البيوت ; واحدها جان ، وهو الدقيق الخفيف . والجان : الشيطان أيضا . وقد جاء ذكر الجان والجن والجنان في غير موضع من الحديث .
( هـ ) ومنه حديث
زمزم :
إن فيها جنانا كثيرة أي حيات .
* وفي حديث
زيد بن نفيل : " جنان الجبال " أي الذين يأمرون بالفساد من شياطين الإنس ، أو من الجن . والجنة بالكسر : اسم للجن .
* وفي حديث السرقة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=997139القطع في ثمن المجن هو الترس ، لأنه يواري حامله : أي يستره ، والميم زائدة .
( هـ ) ومنه حديث
علي رضي الله عنه : " كتب إلي
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : قلبت لابن عمك ظهر المجن " هذه كلمة تضرب مثلا لمن كان لصاحبه على مودة أو رعاية ثم حال عن ذلك ، ويجمع على مجان .
* ومنه حديث أشراط الساعة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=997140وجوههم كالمجان المطرقة يعني
الترك . وقد تكرر ذكر المجن والمجان في الحديث .
* وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=997141الصوم جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات . والجنة : الوقاية .
( هـ ) ومنه الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=997142الإمام جنة " لأنه يقي المأموم الزلل والسهو .
* ومنه حديث الصدقة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=997143كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد أي وقايتان . ويروى بالباء الموحدة ; تثنية جبة اللباس .
* وفيه أيضا : " تجن بنانه " أي تغطيه وتستره .
* وفيه :
أنه نهى عن ذبائح الجن هو أن يبني الرجل الدار فإذا فرغ من بنائها ذبح ذبيحة ، وكانوا يقولون : إذا فعل ذلك لا يضر أهلها الجن .
* وفي حديث
ماعز : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=997145أنه سأل أهله عنه فقال : أيشتكي أم به جنة ؟ قالوا : لا " الجنة بالكسر : الجنون .
[ ص: 309 ] * وفي حديث
الحسن : "
لو أصاب ابن آدم في كل شيء جن " أي أعجب بنفسه حتى يصير كالمجنون من شدة إعجابه . قال
القتيبي : وأحسب قول
الشنفرى من هذا :
فلو جن إنسان من الحسن جنت
* ومنه حديثه الآخر : "
اللهم إني أعوذ بك من جنون العمل " أي من الإعجاب به ، ويؤكد هذا حديثه الآخر : " أنه رأى قوما مجتمعين على إنسان ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : مجنون ، قال : هذا مصاب ، وإنما المجنون الذي يضرب بمنكبيه ، وينظر في عطفيه ، ويتمطى في مشيته .
* وفي حديث
فضالة : " كان يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة ، حتى يقول الأعراب : مجانين ، أو مجانون " المجانين : جمع تكسير لمجنون ، وأما مجانون فشاذ ، كما شذ شياطون في شياطين . وقد قرئ : واتبعوا ما تتلوا الشياطون .