أبعد ابن عمرو من آل الشري د حلت به الأرض أثقالها
إنما أرادت حلت به الأرض موتاها أي : زينتهم بهذا الرجل الشريف الذي لا مثل له من الحلية . وكانت العرب تقول : الفارس الجواد ثقل على الأرض ، فإذا قتل أو مات سقط به عنها ثقل ، وأنشد بيت الخنساء أي : لما كان شجاعا سقط بموته عنها ثقل . والثقل : الذنب ، والجمع كالجمع . وفي التنزيل : وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ; وهو مثل ذلك يعني أوزارهم وأوزار من أضلوا وهي الآثام . وقوله تعالى : وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ; يقول : إن دعت نفس داعية أثقلتها ذنوبها إلى حملها أي : إلى ذنوبها ليحمل عنها شيئا من الذنوب ، لم تجد ذلك وإن كان المدعو ذا قربى منها . وقوله - عز وجل - : ثقلت في السماوات والأرض ; قيل : المعنى ثقل علمها على أهل السماوات والأرض ; وقال أبو علي : ثقلت في السماوات والأرض خفيت ، والشيء إذا خفي عليك ثقل . والتثقيل : ضد التخفيف ، وقد أثقله الحمل . وثقل الشيء : جعله ثقيلا ، وأثقله : حمله ثقيلا . وفي التنزيل العزيز : فهم من مغرم مثقلون . واستثقله : رآه ثقيلا . وأثقلت المرأة فهي مثقل : ثقل حملها في بطنها ، وفي المحكم : ثقلت واستبان حملها . وفي التنزيل العزيز : فلما أثقلت دعوا الله ربهما ; أي : صارت ذات ثقل كما تقول : أتمرنا أي : صرنا ذوي تمر . وامرأة مثقل - بغير هاء - : ثقلت من حملها . وقوله - عز وجل - : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ; يعني الوحي الذي أنزله الله عليه - صلى الله عليه وسلم - جعله ثقيلا من جهة عظم قدره وجلالة خطره ، وأنه ليس بسفساف الكلام الذي يستخف به ، فكل شيء نفيس وعلق خطير فهو ثقل وثقيل وثاقل ، وليس معنى قوله : قولا ثقيلا بمعنى الثقيل الذي يستثقله الناس فيتبرمون به ; وجاء في التفسير : أنه ثقل العمل به ; لأن الحرام والحلال والصلاة والصيام وجميع ما أمر الله به أن يعمل لا يؤديه أحد إلا بتكلف يثقل ; : قيل : معنى الثقيل ما يفترض عليه فيه من العمل لأنه ثقيل ، وقيل : إنما كنى به عن رصانة القول وجودته ; قال ابن سيده : يجوز على مذهب أهل اللغة أن يكون معناه أنه قول له وزن في صحته وبيانه ونفعه ، كما يقال : هذا الكلام رصين ; وهذا قول له وزن إذا كنت تستجيده وتعلم أنه قد وقع موقع الحكمة والبيان ; وقوله : الزجاجلا خير فيه غير أن لا يهتدي وأنه ذو صولة في المذود
وأنه غير ثقيل في اليد
كما شرقت صدر القناة من الدم
ويقال : أعطه ثقله أي : وزنه . ابن الأثير : وفي الحديث : لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان . المثقال في الأصل : مقدار من الوزن أي شيء كان من قليل أو كثير ، فمعنى مثقال ذرة وزن ذرة ، والناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة ، وليس كذلك ; قال محمد بن المكرم : قول ابن الأثير : الناس يطلقونه في العرف على الدينار خاصة ، قول فيه تجوز ، فإنه إن كان عنى شخص الدينار فالشخص منه قد يكون مثقالا وأكثر وأقل ، وإن كان عنى المثقال الوزن المعلوم ، فالناس يطلقون ذلك على الذهب وعلى العنبر وعلى المسك وعلى الجوهر وعلى أشياء كثيرة قد صار وزنها بالمثاقيل ، معهودا كالترياق ، والراوند وغير ذلك . وزنة المثقال هذا المتعامل به الآن : درهم واحد وثلاثة أسباع درهم على التحرير ، يوزن به ما اختير وزنه به ، وهو بالنسبة إلى رطل مصر الذي يوزن به عشر عشر رطل . وقال في ابن سيده [ ص: 30 ] معنى قوله : إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله قال : المعنى أن فعلة الإنسان وإن صغرت ، فهي في علم الله تعالى يأتي بها . والمثقال : واحد مثاقيل الذهب . قال : دينار ثاقل إذا كان لا ينقص ، ودنانير ثواقل ; ومثقال الشيء : ميزانه من مثله . وقولهم : ألقى عليه مثاقيله أي : مؤنته وثقله ; حكاه أبو نصر ; قلت : وكذلك قول أبي نصر واحد مثاقيل الذهب كان الأولى أن يقول واحد مثاقيل الذهب وغيره ، وإلا فلا وجه للتخصيص . والمثقلة : رخامة يثقل بها البساط . وامرأة ثقال : مكفال ، وثقال : رزان ذات مآكم وكفل على التفرقة ، فرقوا بين ما يحمل وبين ما ثقل في مجلسه فلم يخف ، وكذلك الرجل ، ويقال : فيه ثقل ، وهو ثاقل ; قال الأصمعي : كثير عزةوفيك ابن ليلى عزة وبسالة وغرب وموزون من الحلم ثاقل
فبات السيل يحفر جانبيه من البقار كالعمد الثقال
لا ضفف يشغله ولا ثقل
وفي حديث : ابن عباس بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الثقل من جمع بليل . وفي حديث السائب بن زيد : حج به في ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وثقلة القوم - بكسر القاف - : أثقالهم . وارتحل القوم بثقلتهم وثقلتهم وثقلتهم وثقلتهم وثقلتهم أي : بأمتعتهم وبأثقالهم كلها . : الثقلة أثقال القوم - بكسر القاف ، وفتح الثاء ، وقد يخفف - فيقال الثقلة . والثقلة أيضا : ما وجد الرجل في جوفه من ثقل الطعام . ووجد في جسده ثقلة أي : ثقلا وفتورا . وثقل الرجل ثقلا فهو ثقيل وثاقل : اشتد مرضه ، يقال : أصبح فلان ثاقلا أي : أثقله المرض ، قال الكسائي لبيد :رأيت التقى والحمد خير تجارة رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا
ومية أحسن الثقلين وجها وسالفة وأحسنه قذالا
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما ألقت ذكاء يمينها في كافر