أثوى وقصر ليله ليزودا ومضى وأخلف من قتيلة موعدا
وأثويت غيري : يتعدى ولا يتعدى ، وثويت غيري تثوية . وفي التنزيل العزيز : قال النار مثواكم ; قال أبو علي : المثوى عندي في الآية اسم للمصدر دون المكان ; لحصول الحال في الكلام معملا فيها ، ألا ترى أنه لا يخلو من أن يكون موضعا أو مصدرا ؟ فلا يجوز أن يكون موضعا ; لأن اسم الموضع لا يعمل عمل الفعل لأنه لا معنى للفعل فيه ، فإذا لم يكن موضعا ثبت أنه مصدر ، والمعنى النار ذات إقامتكم ، أي : النار ذات إقامتكم فيها خالدين أي : هم أهل أن يقيموا فيها ، ويثووا خالدين . قال ثعلب : وفي الحديث عن عمر - رضي الله عنه - : أصلحوا مثاويكم ، وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم ، ولا تلثوا بدار معجزة ; قال : المثاوي هنا المنازل جمع مثوى ، والهوام الحيات والعقارب ، ولا تلثوا أي : لا تقيموا ، والمعجزة والمعجزة العجز . وقوله تعالى : إنه ربي أحسن مثواي أي : إنه تولاني في طول مقامي . ويقال للغريب إذا لزم بلدة : هو ثاويها . وأثواني الرجل : أضافني . يقال : أنزلني الرجل فأثواني ثواء حسنا . ورب البيت : أبو مثواه ; أبو عبيد عن أبي عبيدة أنه أنشده قول الأعشى :أثوى وقصر ليله ليزودا
قال شمر : أثوى عن غير استفهام ، وإنما يريد الخبر ; قال : ورواه أثوى على الاستفهام ; قال ابن الأعرابي أبو منصور : والروايتان تدلان على أن ثوى وأثوى معناهما أقام . وأبو مثوى الرجل : صاحب منزله . وأم مثواه : صاحبة منزله . : أبو المثوى رب البيت ، وأم المثوى ربته . وفي حديث ابن سيده عمر - رضي الله عنه - : أنه كتب إليه في رجل قيل له : متى عهدك بالنساء ؟ قال : البارحة . قيل : بمن ؟ قال : بأم مثواي . أي : ربة المنزل الذي بات فيه ، ولم يرد زوجته ; لأن تمام الحديث : فقيل له : أما عرفت أن الله قد حرم الزنا ، فقال : لا . وأبو مثواك : ضيفك الذي تضيفه . والثوي : بيت في جوف بيت . والثوي : البيت المهيأ للضيف . والثوي على فعيل : الضيف نفسه . وفي حديث : أن رجلا قال : تثويته أي : تضيفته . والثوي : المجاور في الحرمين . والثوي : الصبور في المغازي المجمر وهو المحبوس . والثوي أيضا : الأسير ; عن أبي هريرة ثعلب ، وكل هذا من الثواء . وثوي الرجل : قبر ; لأن ذلك ثواء ، لا أطول منه ، وقول أبي كبير الهذلي :نغدو فنترك في المزاحف من ثوى ونمر في العرقات من لم نقتل
حتى ظنني القوم ثاويا
وثوى : هلك ; قال كعب بن زهير :فمن للقوافي شانها من يحوكها إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
وما ضرها أن كعبا ثوى وفوز من بعده جرول
فإن ثوى ثوى الندى في لحده
وقالت الخنساء :فقدن لما ثوى نهبا وأسلابا
: الثوى قماش البيت ، واحدتها ثوة ، مثل صوة وصوى ، وهوة وهوى . ابن الأعرابي أبو عمرو : يقال للخرقة التي تبل وتجعل على السقاء إذا مخض لئلا ينقطع الثوة والثاية . والثوية : حجارة ترفع بالليل فتكون علامة للراعي إذا رجع إلى الغنم ليلا يهتدي بها ، وهي أيضا أخفض علم يكون بقدر قعدة الإنسان ; قال : وهذا يدل على أن ألف ثاية منقلبة عن واو ، وإن كان صاحب الكتاب يذهب إلى أنها عن ياء ; قال ابن سيده : هذه ثاية الغنم ، وثاية الإبل مأواها ، وهي عازبة أو مأواها حول البيوت . ابن السكيت الجوهري : والثوية مأوى الغنم ، وكذلك الثاية غير مهموز . قال : والثية لغة في الثاية . ابن بري : الثوة كالصوة ارتفاع وغلظ ، وربما نصبت فوقها الحجارة ليهتدى بها . والثوة : خرقة توضع تحت الوطب إذا مخض لتقيه الأرض . والثوة والثوي كلتاهما : خرق كهيئة الكبة على الوتد يمخض عليها السقاء لئلا ينخرق . قال ابن سيده : وإنما جعلنا الثوية من ( ث و و ) لقولهم في معناها ثوة كقوة ، ونظيره في ضم أوله ما حكاه ابن سيده من قولهم السدوس . قال سيبويه : والثوة خرقة أو صوفة تلف على رأس الوتد يوضع عليها السقاء ويمخض وقاية له . وجمعها ثوى ; قال ابن بري الطرماح :