أرى رجلا منهم أسيفا ، كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا
يقول : كأن يده قطعت فاختضبت بدمها . ويقال : لموت الفجأة : أخذة أسف . وقال في قول المبرد الأعشى : أرى رجلا منهم أسيفا : هو من التأسف لقطع يده ، وقيل : هو أسير قد غلت يده فجرح الغل يده ، قال : والقول الأول هو المجتمع عليه . : أسف فلان على كذا وكذا وتأسف وهو متأسف على ما فاته ، فيه قولان : أحدهما أن يكون المعنى حزن على ما فاته لأن الأسف عند العرب الحزن ، وقيل أشد الحزن ، وقال ابن الأنباري الضحاك في قوله تعالى : إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا معناه حزنا ، والقول الآخر أن يكون معنى أسف على كذا وكذا أي جزع على ما فاته ، وقال مجاهد : أسفا أي جزعا ، وقال قتادة : أسفا غضبا . وقوله عز وجل : يا أسفي على يوسف أي يا جزعاه . والأسيف والأسوف : السريع الحزن الرقيق ، قال : وقد يكون الأسيف الغضبان مع الحزن . وفي عائشة - رضي الله عنها - أنها ، قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمر أبا بكر بالصلاة في مرضه : إن أبا بكر رجل أسيف فمتى ما يقم مقامك يغلبه البكاء حديث أي سريع البكاء والحزن ، وقيل : هو الرقيق . قال أبو عبيد : الأسيف السريع الحزن والكآبة ، في حديث عائشة ، قال : وهو الأسوف والأسيف ، قال : وأما [ ص: 106 ] الأسف ، فهو الغضبان المتلهف على الشيء ومنه قوله تعالى : غضبان أسفا . الليث : الأسف في حال الحزن وفي حال الغضب إذا جاءك أمر ممن هو دونك فأنت أسف أي غضبان ، وقد آسفك إذا جاءك أمر فحزنت له ولم تطقه فأنت أسف أي حزين ومتأسف أيضا . وفي حديث : موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر أي أخذة غضب أو غضبان . يقال : أسف يأسف أسفا ، فهو أسف إذا غضب . وفي حديث النخعي : إن كانوا ليكرهون أخذة كأخذة الأسف ; ومنه الحديث : آسف كما يأسفون ومنه حديث معاوية بن الحكم : فأسفت عليها ; وقد آسفه وتأسف عليه . والأسيف : العبد والأجير ونحو ذلك لذلهم وبعدهم ، والجمع كالجمع ، والأنثى أسيفة ، وقيل : العسيف الأجير . وفي الحديث : لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا ; الأسيف : الشيخ الفاني ، وقيل العبد ، وقيل الأسير ، والجمع الأسفاء ; وأنشد : ابن بريترى صواه قيما وجلسا كما رأيت الأسفاء البؤسا
تحفها إسافة وجمعر
وقيل : أرض أسيفة رقيقة لا تكاد تنبت شيئا . وتأسفت يده : تشعثت . وأساف وإساف : اسم صنم لقريش . الجوهري وغيره . إساف ونائلة صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة ، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة ، وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم إساف بن عمرو ونائلة بنت سهل ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين عبدتهما قريش ، وقيل : كانا رجلا وامرأة دخلا البيت فوجدا خلوة فوثب إساف على نائلة ، وقيل : فأحدثا فمسخهما الله حجرين ، وقد وردا في حديث أبي ذر ; قال ابن الأثير : وإساف بكسر الهمزة ، وقد تفتح . وإساف : اسم اليم الذي غرق فيه فرعون وجنوده ; عن ، قال : وهو بناحية الزجاج مصر . الفراء : يوسف ويوسف ويوسف ثلاث لغات وحكي فيها الهمز أيضا .