[ جلس ]
جلس : الجلوس : القعود . جلس يجلس جلوسا ، فهو جالس
[ ص: 177 ] من قوم جلوس وجلاس ، وأجلسه غيره . والجلسة : الهيئة التي تجلس عليها - بالكسر - على ما يطرد عليه هذا النحو ; وفي الصحاح : الجلسة الحال التي يكون عليه الجالس ، وهو حسن الجلسة . والمجلس - بفتح اللام - المصدر ، والمجلس : موضع الجلوس ، وهو من الظروف غير المتعدي إليها الفعل بغير في ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لا تقول : هو مجلس زيد . وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس ) ; قيل : يعني مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقرئ :
في المجالس ، وقيل : يعني بالمجالس مجالس الحرب ، كما قال تعالى :
مقاعد للقتال . ورجل جلسة مثال همزة أي : كثير الجلوس . وقال
اللحياني : هو المجلس والمجلسة ، يقال : ارزن في مجلسك ومجلستك . والمجلس : جماعة الجلوس ; أنشد
ثعلب :
لهم مجلس صهب السبال أذلة سواسية أحرارها وعبيدها
وفي الحديث : وإن مجلس
بني عوف ينظرون إليه ; أي : أهل المجلس على حذف المضاف . يقال : داري تنظر إلى داره إذا كانت تقابلها ، وقد جالسه مجالسة وجلاسا . وذكر بعض الأعراب رجلا فقال : كريم النحاس ، طيب الجلاس . والجلس والجليس والجليس : المجالس ، وهم الجلساء والجلاس ، وقيل : الجلس يقع على الواحد ، والجمع والمذكر والمؤنث .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وحكى
اللحياني أن المجلس والجلس ليشهدون بكذا وكذا ، يريد أهل المجلس ، قال : وهذا ليس بشيء ، إنما هو على ما حكاه
ثعلب من أن المجلس الجماعة من الجلوس ، وهذا أشبه بالكلام ; لقوله : الجلس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل في قياس قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، أو جمع له في قياس قول
الأخفش . ويقال : فلان جليسي وأنا جليسه ، وفلانة جليستي ، وجالسته فهو جلسي وجليسي ، كما تقول خدني وخديني ، وتجالسوا في المجالس . وجلس الشيء : أقام ; قال
أبو حنيفة : الورس يزرع سنة فيجلس عشر سنين أي : يقيم في الأرض ولا يتعطل ، ولم يفسر يتعطل . والجلسان : نثار الورد في المجلس . والجلسان : الورد الأبيض . والجلسان : ضرب من الريحان ; وبه فسر قول
الأعشى :
لها جلسان عندها وبنفسج وسيسنبر والمرزجوش منمنما
وآس وخيري ومرو وسوسن يصبحنا في كل دجن تغيما
وقال
الليث : الجلسان دخيل ، وهو بالفارسية كلشان . غيره : والجلسان ورد ينتف ورقه وينثر عليهم . قال : واسم الورد بالفارسية جل ، وقول
الجوهري : هو معرب كلشان ، هو نثار الورد . وقال
الأخفش الجلسان قبة ينثر عليها الورد والريحان . والمرزجوش : هو المردقوش ، وهو بالفارسية أذن الفأرة ، فمرز فأرة ، وجوش أذنها ، فيصير في اللفظ فأرة أذن بتقديم المضاف إليه على المضاف ، وذلك مطرد في اللغة الفارسية ، وكذلك دوغ باج للمضيرة ، فدوغ لبن حامض وباج لون أي : لون اللبن ، ومثله سكباج فسك خل وباج لون ، يريد لون الخل . والمنمنم : المصفر الورق ، والهاء في عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت ; وقول الشاعر :
فإن تك أشطان النوى اختلفت بنا كما اختلف ابنا جالس وسمير
قال : ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه . وجلست الرخمة : جثمت . والجلس : الجبل . وجبل جلس إذا كان طويلا ; قال
الهذلي :
أوفى يظل على أقذاف شاهقة جلس يزل بها الخطاف والحجل
والجلس : الغليظ من الأرض ، ومنه جمل جلس وناقة جلس أي : وثيق جسيم . وشجرة جلس وشهد جلس أي : غليظ . وفي حديث النساء : بزولة وجلس . ويقال : امرأة جلس للتي تجلس في الفناء ولا تبرح ; قالت
الخنساء :
أما ليالي كنت جارية فحففت بالرقباء والجلس
حتى إذا ما الخدر أبرزني نبذ الرجال بزولة جلس
وبجارة شوهاء ترقبني وحم يخر كمنبذ الحلس
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : الشعر
لحميد بن ثور ، قال : وليس
للخنساء كما ذكر
الجوهري ، وكان
حميد خاطب امرأة فقالت له : ما طمع أحد في قط ، وذكرت أسباب اليأس منها فقالت : أما حين كنت بكرا فكنت محفوفة بمن يرقبني ويحفظني محبوسة في منزلي لا أترك أخرج منه ، وأما حين تزوجت وبرز وجهي فإنه نبذ الرجال الذين يريدون أن يروني بامرأة زولة فطنة ، تعني نفسها ثم قالت : ورمي الرجال أيضا بامرأة شوهاء أي : حديدة البصر ترقبني وتحفظني ، ولي حم في البيت لا يبرح كالحلس الذي يكون للبعير تحت البرذعة أي : هو ملازم للبيت كما يلزم الحلس برذعة البعير ، يقال : هو حلس بيته إذا كان لا يبرح منه . والجلس : الصخرة العظيمة الشديدة . والجلس : ما ارتفع عن الغور ، وزاد
الأزهري فخصص : في بلاد
نجد .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الجلس نجد سميت بذلك . وجلس القوم يجلسون جلسا : أتوا الجلس ، وفي التهذيب : أتوا نجدا ; قال الشاعر :
شمال من غار به مفرعا وعن يمين الجالس المنجد
وقال
عبد الله بن الزبير :
قل nindex.php?page=showalam&ids=14899للفرزدق والسفاهة كاسمها إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
أي ائت نجدا ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : البيت
nindex.php?page=showalam&ids=17065لمروان بن الحكم ، وكان
مروان وقت ولايته
المدينة دفع إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق صحيفة يوصلها إلى بعض عماله وأوهمه أن فيها عطية ، وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس ، فلما خرج عن
المدينة كتب إليه
مروان هذا البيت :
[ ص: 178 ] ودع المدينة إنها محروسة واقصد لأيلة أو لبيت المقدس
ألق الصحيفة يا فرزدق إنها نكراء مثل صحيفة المتلمس
وإنما فعل ذلك خوفا من
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق أن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء . وجلس السحاب : أتى نجدا أيضا قال
ساعدة بن جؤية :
ثم انتهى بصري وأصبح جالسا منه لنجد طائف متغرب
وعداه باللام ; لأنه في معنى عامدا له . وناقة جلس : شديدة مشرفة شبهت بالصخرة ، والجمع أجلاس ; قال
ابن مقبل :
فأجمع أجلاسا شدادا يسوقها إلي إذا راح الرعاء رعائيا
والكثير جلاس ، وجمل جلس كذلك ، والجمع جلاس . وقال
اللحياني : كل عظيم من الإبل والرجال جلس . وناقة جلس وجمل جلس : وثيق جسيم ; قيل : أصله جلز ، فقلبت ، الزاي سينا ، كأنه جلز جلزا أي : فتل حتى اكتنز واشتد أسره ; وقالت طائفة : يسمى جلسا لطوله وارتفاعه . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010088أنه أقطع بلال بن الحارث معادن الجبلية غوريها وجلسيها ; الجلس : كل مرتفع من الأرض ; والمشهور في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369059معادن القبلية - بالقاف - وهي ناحية قرب المدينة ، وقيل : هي من ناحية الفرع . وقدح جلس : طويل ، خلاف نكس ; قال
الهذلي :
كمتن الذئب لا نكس قصير فأغرقه ولا جلس عموج
ويروى غموج ، وكل ذلك مذكور في موضعه . والجلسي : ما حول الحدقة ، وقيل : ظاهر العين ; قال
الشماخ :
فأضحت على ماء العذيب وعينها كوقب الصفا جلسيها قد تغورا
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الجلس الفدم ، والجلس البقية من العسل تبقى في الإناء .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والجلس العسل ، وقيل : هو الشديد منه ; قال الطرماح :
وما جلس أبكار أطاع لسرحها جنى ثمر بالواديين وشوع
قال
أبو حنيفة : ويروى وشوع ، وهي الضروب . وقد سمت جلاسا وجلاسا ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
الخليل : هو مشتق ، والله أعلم .