[ أفك ]
أفك : الإفك : الكذب . والأفيكة : كالإفك ، أفك يأفك وأفك إفكا وأفوكا وأفكا وأفكا وأفك ، وقال
رؤبة :
لا يأخذ التأفيك والتحزي فينا ولا قول العدى ذو الأز
التهذيب : أفك يأفك وأفك يأفك إذا كذب . ويقال : أفك كذب . وأفك الناس : كذبهم وحدثهم بالباطل ، وقال : فيكون أفك وأفكته مثل كذب وكذبته . وفي حديث
عائشة - رضوان الله عليها - : حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا ; الإفك في الأصل الكذب وأراد به ههنا ما كذب عليها مما رميت به . والإفك : الإثم . والإفك : الكذب ، والجمع الأفائك . ورجل أفاك وأفيك وأفوك : كذاب . وآفكه : جعله يأفك ، وقرئ :
وذلك إفكهم وأفكهم وآفكهم . وتقول العرب : يا للأفيكة ويا للأفيكة ، بكسر اللام وفتحها ، فمن فتح اللام فهي لام استغاثة ومن كسرها فهي تعجب كأنه قال : يا أيها الرجل اعجب لهذه الأفيكة ، وهي الكذبة العظيمة . والأفك ، بالفتح : مصدر قولك أفكه عن الشيء يأفكه أفكا صرفه عنه وقلبه ، وقيل : صرفه بالإفك ; قال
عمرو بن أذينة :
إن تك عن أحسن المروءة مأ فوكا ففي آخرين قد أفكوا
يقول : إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك أيضا . وفي حديث عرض نفسه على قبائل العرب : لقد أفك قوم كذبوك ظاهروا عليك أي صرفوا عن الحق ومنعوا منه . وفي التنزيل :
يؤفك عنه من أفك ; وقال
الفراء : يريد يصرف عن الإيمان من صرف كما قال :
أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا يقول : لتصرفنا وتصدنا . والأفاك : الذي يأفك الناس أي يصدهم عن الحق بباطله . والمأفوك : الذي لا زور له .
شمر : أفك الرجل عن الخير قلب عنه وصرف . والمؤتفكات : مدائن
لوط - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - سميت بذلك لانقلابها بالخسف . وقال تعالى :
والمؤتفكة أهوى ، وقوله تعالى :
والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المؤتفكات جمع مؤتفكة ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت . يقال : إنهم جمع من أهلك كما يقال للهالك قد انقلبت عليه الدنيا . وروى
النضر بن أنس عن أبيه أنه قال : أي بني ! لا تنزلن
البصرة فإنها إحدى المؤتفكات قد ائتفكت بأهلها مرتين ، وهي مؤتفكة بهم الثالثة ! قال
شمر : يعني بالمؤتفكة أنها غرقت مرتين فشبه غرقها بانقلابها . والائتفاك عند أهل العربية : الانقلاب كقريات
قوم لوط التي ائتفكت بأهلها أي انقلبت ، وقيل : المؤتفكات المدن التي قلبها الله تعالى على
قوم لوط - عليه السلام - . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك
قوم لوط قال : فمن أصابته تلك الإفكة أهلكته ، يريد العذاب الذي أرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم . يقال : ائتفكت البلدة بأهلها أي انقلبت ، فهي مؤتفكة . وفي حديث
بشير بن الخصاصية :
وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ممن أنت ؟ قال : من ربيعة ، وقال : أنتم تزعمون لولا ربيعة لائتفكت الأرض بمن عليها أي انقلبت . والمؤتفكات : الرياح تختلف مهابها . والمؤتفكات : الرياح التي تقلب الأرض ، تقول العرب : إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض أي زكا زرعها ; وقول
رؤبة :
وجون خرق بالرياح مؤتفك
أي اختلفت عليه الرياح من كل وجه . وأرض مأفوكة : وهي التي لم يصبها المطر فأمحلت .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : ائتفكت تلك الأرض أي احترقت من الجدب ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
كأنها ، وهي تهاوى تهتلك شمس بظل ، ذا بهذا يأتفك
وقال يصف قطاة باطن جناحيها أسود وظاهره أبيض فشبه السواد بالظلمة ، وشبه البياض بالشمس ويأتفك : ينقلب . والمأفوك : المأفون ، وهو الضعيف العقل والرأي . وقوله تعالى :
يؤفك عنه من أفك ; وقال
مجاهد : يؤفن عنه من أفن . وأفن الرجل : ضعف رأيه ، وأفنه الله . وأفك الرجل : ضعف عقله ورأيه وقال : ولم يستعمل أفكه الله بمعنى أضعف عقله ، وإنما أتى أفكه بمعنى صرفه فيكون المعنى في الآية يصرف عن الحق من صرفه الله . ورجل أفيك ومأفوك : مخدوع عن رأيه ;
الليث : الأفيك الذي لا حزم له ولا حيلة ; وأنشد :
مالي أراك عاجزا أفيكا ؟
ورجل مأفوك : لا يصيب خيرا . وأفكه : بمعنى خدعه .