صفحة جزء
[ رتع ]

رتع : الرتع الأكل والشرب رغدا في الريف ، رتع يرتع رتعا ورتوعا ورتاعا ، والاسم الرتعة والرتعة . يقال : خرجنا نرتع ونلعب أي : ننعم ونلهو . وفي حديث أم زرع : في شبع وري ورتع أي : تنعم . وقوم مرتعون : راتعون إذا كانوا مخاصيب ، والموضع مرتع ، وكل مخصب مرتع . ابن الأعرابي : الرتع الأكل بشره . وفي الحديث : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ; أراد برياض الجنة ذكر الله ، وشبه الخوض فيه بالرتع في الخصب . وقال الله تعالى مخبرا عن إخوة يوسف : أرسله معنا غدا يرتع ويلعب أي : يلهو وينعم ، وقيل : معناه يسعى وينبسط ، وقيل : معنى يرتع يأكل ; واحتج بقوله :


وحبيب لي إذا لاقيته وإذا يخلو له لحمي رتع



معناه أكله ومن قرأ نرتع ، بالنون ، أراد نرتع . قال الفراء : يرتع ، العين مجزومة لا غير ، لأن الهاء في قوله ( أرسله ) معرفة و ( غدا ) معرفة وليس في جواب الأمر وهو يرتع إلا الجزم ; قال : ولو كان بدل المعرفة نكرة كقوله أرسل رجلا يرتع جاز فيه الرفع والجزم كقوله تعالى : ( ابعث لنا ملكا يقاتل في سبيل الله ) ويقاتل ، الجزم لأنه جواب الشرط ، والرفع على أنها صلة للملك كأنه قال ابعث لنا الذي يقاتل . والرتع : الرعي في الخصب . قال : ومنه حديث الغضبان الشيباني مع الحجاج أنه قال له : سمنت يا غضبان ! فقال : الخفض والدعة ، والقيد والرتعة ، وقلة التعتعة ، ومن يكن ضيف الأمير يسمن ، الرتعة : الاتساع في الخصب . قال أبو طالب : سماعي من أبي عن الفراء والرتعة مثقل ; قال : وهما لغتان : الرتعة والرتعة ; بفتح التاء وسكونها ، ومن ذلك قولهم : هو يرتع أي : أنه في شيء كثير لا يمنع منه فهو مخصب . قال أبو طالب : وأول من قال القيد والرتعة عمرو بن الصعق بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب ، وكانت شاكر من همدان أسروه فأحسنوا إليه وروحوا عليه ، وقد كان يوم فارق قومه نحيفا فهرب من شاكر فلما وصل إلى قومه قالوا : أي عمرو خرجت من عندنا نحيفا وأنت اليوم بادن ! فقال : القيد والرتعة ، فأرسلها مثلا . وقولهم : فلان يرتع ، معناه هو مخصب لا يعدم شيئا يريده . ورتعت الماشية ترتع رتعا ورتوعا : أكلت ما شاءت وجاءت وذهبت في المرعى نهارا ، وأرتعتها أنا فرتعت . قال : والرتع لا يكون إلا في الخصب والسعة ، ومنه حديث عمر : إني والله أرتع فأشبع ; يريد حسن رعايته للرعية وأنه يدعهم حتى يشبعوا في المرتع . وماشية رتع ورتوع ورواتع ورتاع وأرتعها : أسامها . وفي حديث ابن زمل : فمنهم المرتع . أي : الذي يخلي ركابه ترتع . وأرتع الغيث أي : أنبت ما ترتع فيه الإبل . وفي حديث الاستسقاء : اللهم اسقنا غيثا مربعا مرتعا . أي : ينبت من الكلأ ما ترتع فيه المواشي وترعاه ، وقد أرتع المال وأرتعت الأرض . وغيث مرتع : ذو خصب . ورتع فلان في مال فلان : تقلب فيه أكلا وشربا ، وإبل رتاع . وأرتع القوم : وقعوا في خصب ورعوا . وقوم رتعون مرتعون ، وهو على النسب كطعم ، وكذلك كلأ رتع ; ومنه قول أبي فقعس الأعرابي في صفة كلأ : خضع مضع ضاف رتع ، أراد خضع مضغ ، فصير الغين عينا مهملة لأن قبله خضع وبعده رتع ، والعرب تفعل مثل هذا كثيرا . وأرتعت الأرض : كثر كلؤها . واستعمل أبو حنيفة المراتع في النعم . والرتاع : الذي يتتبع بإبله المراتع المخصبة . وقال شمر : يقال أتيت على أرض مرتعة وهي التي قد طمع مالها في الشبع . والذي في الحديث : أنه من يرتع حول الحمى يوشك أن يخالطه أي : يطوف به ويدور حوله

التالي السابق


الخدمات العلمية