[ زلم ]
زلم : الزلم والزلم القدح الذي لا ريش عليه ، والجمع أزلام ،
الجوهري : الزلم ، بالتحريك ، القدح ؛ قال الشاعر :
بات يقاسيها غلام كالزلم ليس براعي إبل ولا غنم
قال : وكذلك الزلم ، بضم الزاي ، والجمع الأزلام وهي السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها . وزلم القدح : سواه ولينه . وزلم الرحى : أدارها . وأخذ من حروفها ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
تفض الحصى عن مجمرات وقيعة كأرحاء رقد زلمتها المناقر
شبه خف البعير بالرحى أي قد أخذت المناقر والمعاول من حروفها وسوتها . وزلمت الحجر أي قطعته وأصلحته للرحى ، قال : وهذا أصل قولهم هو العبد زلمة ، وقيل : كل ما حذق وأخذ من حروفه فقد زلم ، ويقال : قدح مزلم وقدح زليم إذا طر وأجيد قده
[ ص: 53 ] وصنعته ، وعصا مزلمة ، وما أحسن ما زلم سهمه . وفي التنزيل العزيز :
وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ؛ قال
الأزهري رحمه الله : الاستقسام مذكور في موضعه ، والأزلام كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أمر ونهي وافعل ولا تفعل ، قد زلمت وسويت ووضعت في الكعبة ، يقوم بها سدنة البيت ، فإذا أراد رجل سفرا أو نكاحا أتى السادن فقال : أخرج لي زلما ، فيخرجه وينظر إليه ، فإذا خرج قدح الأمر مضى على ما عزم عليه ، وإن خرج قدح النهي قعد عما أراده ، وربما كان مع الرجل زلمان وضعهما في قرابه ، فإذا أراد الاستقسام أخرج أحدهما ؛ قال
الحطيئة يمدح
nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري لم يزجر الطير إن مرت به سنحا ولا يفيض على قسم بأزلام
وقال
طرفة :
أخذ الأزلام مقتسما فأتى أغواهما زلمه
ويقال : مر بنا فلان يزلم زلمانا ويحذم حذمانا ؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت في قوله :
. . . . . . . . . . . . . . . . كأنها ربابيح تنزو أو فرار مزلم
قال : الربابيح القرود العظام ، واحدها رباح . والمزلم : القصير الذنب .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والمزلم من الرجال القصير الخفيف الظريف ، شبه بالقدح الصغير ، وفرس مزلم : مقتدر الخلق . ويقال : للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة : رجل مزلم وامرأة مزلمة مثل مقذذة . وزلم غذاءه أساءه فصغر جرمه لذلك . وقالوا هو العبد زلما ، عن
اللحياني ، وزلمة وزلمة وزلمة وزلمة أي قده قد العبد وحذوه حذوه ، وقيل : معناه كأنه يشبه العبد حتى كأنه هو ؛ عن
اللحياني ، قال : يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأمة وفي الصحاح : أي قد قد العبد . يقال : هذا العبد زلما يا فتى أي قدا وحذوا ، وقيل : معنى كل ذلك حقا وعطاء مزلم : قليل . وزلمت عطاءه : قللته . والمزلم : الرجل القصير .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : المزلم والمزنم : الصغير الجثة ، والمزلم : السيء الغذاء ، والزلمة : هنة معلقة في حلق الشاة ، فإذا كانت في الأذن فهي زنمة ، وقد زنمتها ؛ وأنشد :
بات يقاسيها غلام كالزلم
وقال
الليث : الزلمة تكون للمعزى في حلوقها متعلقة كالقرط ولها زلمتان ، وإذا كانت في الأذن فهي زنمة ، بالنون ، والنعت أزلم وأزنم ، والأنثى زلماء وزنماء ، والمزنم : المقطوع طرف الأذن والمزلم والمزنم من الإبل : الذي تقطع أذنه وتترك له زلمة أو زنمة ؛ قال
أبو عبيد : وإنما يفعل ذلك بالكرام منها . وشاة زلماء : مثل زنماء ، والذكر أزلم .
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : ازدلم فلان رأس فلان أي قطعه ، وزلم الله أنفه . وأزلام البقر : قوائمها ، قيل : لها أزلام للطافتها ، شبهت بأزلام القداح . والزلم والزلم : الظلف الأخيرة عن
كراع ، والجمع أزلام ، وخص بعضهم به أظلاف البقر . والزلم : الزمع الذي خلف الأظلاف ، والجمع أزلام : قال :
تزل على الأرض أزلامه كما زلت القدم الآزحه
الآزحة : الكثيرة لحم الأخمص ، شبهها بأزلام القداح ، واحدها زلم ، وهو القدح المبري ؛ وقال
الأخفش : واحد الأزلام زلم وزلم . وفي حديث الهجرة : قال
سراقة : فأخرجت زلما ، وفي رواية : الأزلام ، وهي القداح التي كانت في الجاهلية ، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له ، فإذا أراد سفرا أو رواحا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما ، فإن خرج الأمر مضى لشأنه ، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله . والأزلم الجذع : الدهر ، وقيل : الدهر الشديد ، وقيل : الشديد المر ، وقيل : هو المتعلق به البلايا والمنايا ، وقال :
يعقوب : سمي بذلك لأن المنايا منوطة به تابعة له ؛ قال
الأخطل :
يا بشر ، لو لم أكن منكم بمنزلة ألقى علي يديه الأزلم الجذع
وهو الأزنم الجذع ، فمن قالها بالنون فمعناه أن المنايا منوطة به ، أخذها من زنمة الشاة ، ومن قال : الأزلم أراد خفتها ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : وقال
عباس بن مرداس :
إني أرى لك أكلا لا يقوم به من الأكولة ، إلا الأزلم الجذع
قال : وقيل : البيت
لمالك بن ربيعة العامري يقوله
لأبي خباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أبي بن كلاب ، وأصل الأزلم الجذع الوعل . ويقال : للوعل : مزلم ؛ وقال :
لو كان حي ناجيا لنجا من يومه ، المزلم الأعصم
وقد ذكر أن الوعول والظباء لا يسقط لها سن فهي جذعان أبدا ، وإنما يريدون أن الدهر على حال واحدة . وقالوا : أودى به الأزلم الجذع والأزنم الجذع أي أهلكه الدهر ، يقال : ذلك لما ولى وفات ويئس منه . ويقال : لا آتيه الأزلم الجذع أي لا آتيه أبدا ، ومعناه أن الدهر باق على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أبدا جذع لا يسن . والزلماء : الأروية ، وقيل : أنثى الصقور كلاهما عن
كراع وزلم الإناء ملأه ؛ هذه عن
أبي حنيفة . وزلمت الحوض فهو مزلوم إذا ملأته ؛ وقال :
حابية كالثغب المزلوم
أبو عمرو : الأزلام الوبار ، واحدها زلم : وقال : قحيف :
يبيت مع الأزلام في رأس حالق ويرتاد ما لم تحترزه المخاوف
وفي حديث
سطيح :
أم فاد فازلم به شأو العنن
قال
ابن الأثير : فازلم أي ذهب مسرعا ، والأصل فيه ازلأم فحذف الهمزة تخفيفا ، وقيل : أصلها ازلام كاشهاب ، فحذف الألف تخفيفا ، وقيل : ازلم قبض ، والعنن الموت أي عرض له الموت
[ ص: 54 ] فقبضه . وزليم وزلام اسمان . وازلأم القوم ازلئماما : ارتحلوا ؛ قال
العجاج :
واحتملوا الأمور فازلأموا
والمزلئم : الذاهب الماضي ، وقيل : هو المرتفع في سير أو غيره ؛ قال
كثير :
تأرض أخفاف المناخة منهم مكان التي قد بعدت فازلأمت
أي ذهبت فمضت ، وقيل : ارتفعت في سيرها . ويقال : للرجل إذا نهض فانتصب : قد ازلأم . وازلأم النهار إذا ارتفع . وازلأمت الضحى انبسطت .
الجوهري : ازلأم القوم ازلئماما أي ولوا سراعا . وازلأم الشيء : انتصب . وازلأم النهار إذا ارتفع ضحاؤه ، وقيل : في شأو العنن : إنه اعتراض الموت على الخلق .