شعف
شعف : شعفة كل شيء : أعلاه . وشعفة الجبل بالتحريك : رأسه ، والجمع شعف وشعاف وشعوف ، وهي رءوس الجبال . وفي
[ ص: 94 ] الحديث : من خير الناس رجل في شعفة من الشعاف في غنيمة له حتى يأتيه الموت وهو معتزل الناس ; قال
ابن الأثير : يريد به رأس جبل من الجبال ويجمع شعفات ، ومنه قيل لأعلى شعر الرأس شعفة ، ومنه حديث
يأجوج ومأجوج فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371613عراض الوجوه صغار العيون شهب الشعاف من كل حدب ينسلون ; قوله صهب الشعاف يريد شعور رءوسهم ، واحدتها شعفة ، وهي أعلى الشعر . وشعفات الرأس : أعالي شعره ، وقيل : قنازعه ، وقال رجل : ضربني
عمر بدرته فسقط البرنس عن رأسي فأغاثني الله بشعيفتين في رأسي أي ذؤابتين على رأسه من شعره وقتاه الضرب وما على رأسه إلا شعيفات أي شعيرات من الذؤابة . ويقال لذؤابة الغلام شعفة ; وقول
الهذلي :
من فوقه شعف قر وأسفله حي يعانق بالظيان والعتم
قال قر لأن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأنيثه وتذكيره . والشعف : شبه رءوس الكمأة والأثافي تستدير في أعلاها ، وقال
الأزهري : الشعف رأس الكمأة والأثافي المستديرة . وشعفات الأثافي والأبنية : رءوسها ; وقال
العجاج :
دواخسا في الأرض إلا شعفا
وشعفة القلب : رأسه عند معلق النياط . والشعف : شدة الحب . قال
الأزهري : ما علمت أحدا جعل للقلب شعفة غير
الليث ، والحب الشديد يتمكن من سواد القلب لا من طرفه . وشعفني حبها : أصاب ذلك مني . يقال : شعف الهناء البعير إذا بلغ منه ألمه . وشعفت البعير بالقطران إذا شعلته به . والشعف : إحراق الحب القلب مع لذة يجدها كما أن البعير إذا هنئ بالقطران يجد له لذة مع حرقة ; قال
امرؤ القيس :
لتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
يقول : أحرقت فؤادها بحبي كما أحرق الطالي هذه المهنوءة ، ففؤادها طائر من لذة الهناء لأن المهنوءة تجد للهناء لذة مع حرقة ، والمصدر الشعف كالألم ، وأما قول
كعب بن زهير :
ومطافه لك ذكرة وشعوف
قال : فيحتمل أن يكون جمع شعف ويحتمل أن يكون مصدرا وهو الظاهر . والشعاف : أن يذهب الحب بالقلب ، وقوله تعالى : قد شعفها حبا ، قرئت بالعين والغين ، فمن قرأها بالعين المهملة فمعناه تيمها ، ومن قرأها بالغين المعجمة أي أصاب شغافها . وشعفه الهوى إذا بلغ منه وفلان مشعوف بفلانة ، وقراءة
الحسن شعفها بالعين المهملة ، وهو من قولهم شعفت بها كأنه ذهب بها كل مذهب ، وقيل : بطنها حبا . وشعفه حبها يشعفه إذا ذهب بفؤاده مثل شعفه المرض إذا أذابه . وشعفه الحب : أحرق قلبه ، وقيل : أمرضه . وقد شعف بكذا فهو مشعوف . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري عن
أبي العلاء : الشعف بالعين غير معجمة أن يقع في القلب شيء فلا يذهب . يقال : شعفني يشعفني شعفا ; وأنشد
للحارث بن حلزة اليشكري :
ويئست مما كان يشعفني منها ولا يسليك كالياس
، ويقال : يكون بمعنى علا حبها على قلبه . والمشعوف : الذاهب القلب ، وأهل هجر يقولون للمجنون مشعوف . وبه شعاف أي جنون ; وقال
جندل الطهوي :
وغير عدوى من شعاف وحبن
والحبن : الماء الأصفر . ومعنى شعف بفلان إذا ارتفع حبه إلى أعلى المواضع من قلبه ، يقال : وهذا مذهب
الفراء ، وقال غيره : الشعف الذعر ، فالمعنى هو مذعور خائف قلق . والشعف : شعف الدابة حين تذعر ثم نقلته العرب من الدواب إلى الناس ; وأنشد بيت
امرئ القيس :
لتقتلني وقد شعفت فؤادها كما شعف المهنوءة الرجل الطالي
فالشعف الأول من الحب والثاني من الذعر . ويقال : ألقى عليه شعفه وشغفه وملقه وحبه وحبته بمعنى واحد . وفي حديث عذاب القبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371614فإذا كان الرجل صالحا جلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ; الشعف : شدة الفزع حتى يذهب بالقلب ; وقول
أبي ذؤيب يصف الثور والكلاب :
شعف الكلاب الضاريات فؤاده فإذا يرى الصبح المصدق يفزع
، فإنه استعمل الشعف في الفزع ; يقول : ذهبت بقلبه الكلاب ، فإذا نظر إلى الصبح ترقب الكلاب أن تأتيه . والشعفة : المطرة الهينة . وفي المثل : ما تنفع الشعفة في الوادي الرغب ; يضرب مثلا للذي يعطيك قليلا لا يقع منك موقعا ولا يسد مسدا ، والوادي الرغب : الواسع الذي لا يملؤه إلا السيل الجحاف . والشعفة : القطرة ، الواحدة من المطر . والشعف : مطرة يسيرة ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ; وأنشد :
فلا غرو إلا نروهم من نبالنا كما اصعنفرت معزى الحجاز من الشعف
وشعيف : اسم . ويقال للرجل الطويل : شنعاف والنون زائدة .
وشعفين : موضع ، ففي المثل : لكن بشعفين أنت جدود ; يضرب مثلا لمن كان في حال سيئة فحسنت حاله . وفي التهذيب : وشعفان جبلان بالغور ، وذكر المثل ; قاله رجل التقط منبوذة ورآها يوما تلاعب أترابها وتمشي على أربع وتقول : احلبوني فإني خلفة .