ولا تشفي أباها لو أتاها فقيرا في مباءتها صماما
وأشفيتك الشيء أي أعطيتكه تستشفي به . وشفاه بلسانه : أبرأه . وشفاه وأشفاه : طلب له الشفاء . وأشفني عسلا : اجعله لي شفاء . ويقال : أشفاه الله عسلا إذا جعله له شفاء ; حكاه أبو عبيدة . واستشفى : طلب الشفاء واستشفى : نال الشفاء . والشفى : حرف الشيء وحده ، قال الله تعالى : على شفا جرف هار والاثنان شفوان . وشفى كل شيء : حرفه ، قال تعالى : وكنتم على شفا حفرة من النار قال الأخفش : لما لم تجز فيه الإمالة عرف أنه من الواو لأن الإمالة من الياء . وفي حديث علي عليه السلام : نازل بشفا جرف هار أي جانبه والجمع أشفاء ، وقال رؤبة يصف قوسا شبه عطفها بعطف الهلال :كأنها في كفه تحت الروق وفق هلال بين ليل وأفق
أمسى شفى أو خطه يوم المحق
ومربإ عال لمن تشرفا أشرفته بلا شفى أو بشفى
كالشعريين لاحتا بعد الشفى
شبه عيني أسد في حمرتهما بالشعريين بعد غروب الشمس لأنهما تحمران في أول الليل ; قال : يقال للرجل عند موته وللقمر عند امحاقه وللشمس عند غروبها ما بقي منه إلا شفى أي قليل . وفي الحديث عن ابن السكيت عطاء ، قال : سمعت يقول ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها أمة ابن عباس محمد - صلى الله عليه وسلم - فلولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا أحد إلا شفى أي إلا قليل من الناس ; قال : والله [ ص: 107 ] لكأني أسمع قوله إلا شفى ; عطاء القائل ; قال أبو منصور : وهذا الحديث يدل على أن علم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المتعة فرجع إلى تحريمها بعدما كان باح بإحلالها ; وقوله : إلا شفى أي إلا خطيئة من الناس قليلة لا يجدون شيئا يستحلون به الفروج ، من قولهم : غابت الشمس إلا شفى أي قليلا من ضوئها عند غروبها . قال ابن عباس الأزهري : قوله : إلا شفى أي إلا أن يشفي ، يعني يشرف على الزنا ولا يواقعه ، فأقام الاسم وهو الشفى مقام المصدر الحقيقي وهو الإشفاء على الشيء . وفي حديث ابن زمل : فأشفوا على المرج أي أشرفوا عليه ولا يكاد يقول أشفى إلا في الشر . ومنه حديث سعد : مرضت مرضا أشفيت منه على الموت . وفي حديث عمر : لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه ولكن انظروا إلى ورعه إذا أشفى أي إذا أشرف على الدنيا وأقبلت عليه ، وفي حديثه الآخر : إذا اؤتمن أدى ، وإذا أشفى ورع أي إذا أشرف على شيء تورع عنه ، وقيل : أراد المعصية والخيانة . وفي الحديث : أن رجلا أصاب من مغنم ذهبا فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو له فيه ، فقال : ما شفى فلان أفضل مما شفيت تعلم خمس آيات ; أراد : ما ازداد وربح بتعلمه الآيات الخمس أفضل مما استزدت وربحت من هذا الذهب ، قال ابن الأثير : ولعله من باب الإبدال فإن الشف الزيادة والربح فكأن أصله شفف فأبدلت إحدى الفاءات ياء ، كقوله تعالى : دساها ; في دسسها ، وتقضى البازي في تقضض ، وما بقي من الشمس والقمر إلا شفى : أي قليل . وشفت الشمس تشفي وشفيت شفى : غربت ; وفي التهذيب : غابت إلا قليلا وأتيته بشفى من ضوء الشمس ; وأنشد :وما نيل مصر قبيل الشفى إذا نفحت ريحه النافحه
فحاص ما بين الشراك والقدم وخزة إشفى في عطوف من أدم
مئبرة العرقوب إشفى المرفق
عنى أن مرفقها حديد كالإشفى ، وإن كان الجوهر يقتضي وصفا ما فإن العرب ربما أقامت ذلك الجوهر مقام تلك الصفة . يقول علي - رضي الله عنه - : ويا طغام الأحلام ; لأن الطغامة ضعيفة فكأنه ، قال : يا ضعاف الأحلام ; قال : ألف الإشفى ياء لوجود ( ش ف ي ) وعدم ( ش ف و ) مع أنها لام . التهذيب : الإشفى السراد الذي يخرز به وجمعه الأشافي . ابن سيده : أشفى إذا سار في شفى القمر ، وهو آخر الليل وأشفى إذا أشرف على وصية أو وديعة . وشفية : اسم ركية معروفة . وفي الحديث ذكر شفية ، وهي بضم الشين مصغرة : بئر قديمة ابن الأعرابي بمكة حفرتها بنو أسد . التهذيب في هذه الترجمة : الليث الشفة نقصانها واو تقول شفة وثلاث شفوات ، قال : ومنهم من يقول نقصانها هاء ، وتجمع على شفاه ، والمشافهة مفاعلة منه . الخليل : الباء والميم شفويتان نسبهما إلى الشفة ، قال : وسمعت بعض العرب يقول : أخبرني فلان خبرا اشتفيت به أي انتفعت بصحته وصدقه . ويقول القائل منهم : تشفيت من فلان إذا أنكى في عدوه نكاية تسره .