شاده مرمرا وجلله كل سا فللطير في ذاره وكور
قال أبو عبيد : البناء المشيد بالتشديد المطول . وقال : المشيد للواحد ، والمشيد للجمع ; حكاه الكسائي أبو عبيد عنه ; قال : ابن سيده يجل عن هذا . غيره : المشيد المعمول بالشيد . قال الله تعالى : والكسائي وقصر مشيد . وقال سبحانه : في بروج مشيدة قال الفراء : يشدد ما كان في جمع مثل قولك مررت بثياب مصبغة وكباش مذبحة ، فجاز التشديد ; لأن الفعل متفرق في جمع ، فإذا أفردت الواحد من ذلك ، فإن كان الفعل يتردد في الواحد ويكثر جاز فيه التشديد والتخفف ، مثل قولك : مررت برجل مشجج وبثوب مخرق ، وجاز التشديد ; لأن افعل قد تردد فيه وكثر . ويقال : مررت بكبش مذبوح ، ولا تقل مذبح ، فإن الذبح لا يتردد كتردد التخرق . وقوله : وقصر مشيد ; يجوز فيه التشديد لأن التشييد بناء والبناء يتطاول ويتردد ، ويقاس على هذا ما ورد . وحكى الجوهري أيضا قول في أن المشيد للواحد والمشيد للجمع ، وذكر قوله تعالى : الكسائي وقصر مشيد للواحد ، بروج مشيدة ، للجمع ; قال : هذا ، وهم من الجوهري على ابن بري ; لأنه إنما قال مشيدة ، بالهاء ، فأما مشيد ، فهو من صفة الواحد وليس من صفة الجمع ، قال : وقد غلط الكسائي في هذا القول ، فقيل المشيد المعمول بالشيد ، وأما المشيد فهو المطول ، يقال : شيدت البناء إذ طولته ، قال : فالمشيدة على هذا جمع مشيد لا مشيد ، قال : وهذا الذي ذكره الراد على الكسائي هو المعروف في اللغة ; قال : وقد يتجه عندي قول الكسائي على مذهب من يرى أن قولهم مشيدة أي مجصصة بالشيد ، فيكون مشيد ومشيد بمعنى ، إلا أن مشيدا لا تدخله الهاء للجماعة فيقال قصور مشيدة ، وإنما يقال قصور مشيدة ، فيكون من باب ما يستغنى فيه عن اللفظة بغيرها ، كاستغنائهم بترك عن ودع ، وكاستغنائهم عن واحدة المخاض بقولهم خلفة ، فعلى هذا يتجه قول الكسائي . الكسائي