صعد
صعد : صعد المكان ، وفيه صعودا وأصعد وصعد : ارتقى مشرفا واستعاره بعض الشعراء للعرض الذي هو الهوى ، فقال :
فأصبحن لا يسألنه عن بما به أصعد في علو الهوى أم تصوبا
أراد عما به فزاد الباء وفصل بها بين عن ، وما جرته ، وهذا من غريب مواضعها ، وأراد أصعد أم صوب ، فلما لم يمكنه ذلك وضع تصوب موضع صوب . وجبل مصعد : مرتفع عال ؛ قال
ساعدة بن جؤية :
يأوي إلى مشمخرات مصعدة
شم بهن فروع القان والنشم والصعود : الطريق صاعدا ، مؤنثة ، والجمع أصعدة وصعد . والصعود والصعوداء ممدود : العقبة الشاقة ، قال
تميم بن مقبل :
وحدثه أن السبيل ثنية
صعوداء تدعو كل كهل وأمردا وأكمة صعود وذات صعداء : يشتد صعودها على الراقي ؛ قال :
وإن سياسة الأقوام فاعلم [ ص: 238 ] لها صعداء مطلعها طويل
والصعود : المشقة على المثل . وفي التنزيل :
سأرهقه صعودا ؛ أي على مشقة من العذاب . قال
الليث وغيره : الصعود ضد الهبوط ، والجمع صعائد وصعد مثل عجوز وعجائز وعجز . والصعود : العقبة الكئود ، وجمعها الأصعدة . ويقال : لأرهقنك صعودا أي لأجشمنك مشقة من الأمر ، وإنما اشتقوا ذلك لأن الارتفاع في صعود أشق من الانحدار في هبوط ، وقيل فيه : يعني مشقة من العذاب ، ويقال بل جبل في النار من جمرة واحدة يكلف الكافر ارتقاءه ويضرب بالمقامع فكلما وضع عليه رجله ذابت إلى أسفل وركه ثم تعود مكانها صحيحة ، قال : ومنه اشتق تصعدني ذلك الأمر أي شق علي ، وقال
أبو عبيد في قول
عمر رضي الله عنه : ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح أي ما تكاءدتني ، وما بلغت مني ، وما جهدتني ، وأصله من الصعود ، وهي العقبة الشاقة . يقال : تصعده الأمر إذا شق عليه وصعب ، قيل : إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض ، ولأنهم إذا كان جالسا معهم كانوا نظراء وأكفاء ، وإذا كان على المنبر كانوا سوقة ورعية . والصعد : المشقة . وعذاب صعد بالتحريك أي شديد . وقوله تعالى :
يسلكه عذابا صعدا ؛ معناه ، والله أعلم عذابا شاقا أي ذا صعد ومشقة . وصعد في الجبل وعليه وعلى الدرجة : رقي ولم يعرفوا فيه صعد . وأصعد في الأرض أو الوادي لا غير : ذهب من حيث يجيء السيل ولم يذهب إلى أسفل الوادي ؛ فأما ما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه لعبد الله بن همام السلولي :
فإما تريني اليوم مزجي مطيتي أصعد صيرا في البلاد وأفرع
فإنما ذهب إلى الصعود في الأماكن العالية . وأفرع ههنا أنحدر ؛ لأن الإفراع من الأضداد فقابل التصعد بالتسفل ؛ هذا قول أبي زيد ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : إنما جعل أصعد بمعنى أنحدر لقوله في آخر البيت : وأفرع ، وهذا الذي حمل
الأخفش على اعتقاد ذلك وليس فيه دليل لأن الإفراع من الأضداد يكون بمعنى الانحدار ، ويكون بمعنى الإصعاد ، وكذلك صعد أيضا يجيء بالمعنيين . يقال : صعد في الجبل إذا طلع ، وإذا انحدر منه ، فمن جعل قوله أصعد في البيت المذكور بمعنى الإصعاد كان قوله أفرع بمعنى الانحدار ، ومن جعله بمعنى الانحدار كان قوله أفرع بمعنى الإصعاد ؛ وشاهد الإفراع معنى الإصعاد قول الشاعر :
إني امرؤ من يمان حين تنسبني وفي أمية إفراعي وتصويبي
فالإفراع ههنا : الإصعاد لاقترانه بالتصويب . قال : وحكى عن
أبي زيد أنه قال : أصعد في الجبل ، وصعد في الأرض فعلى هذا يكون المعنى في البيت أصعد طورا في الأرض وطورا أفرغ في الجبل ، ويروى : ما تريني اليوم ، وكلاهما من أدوات الشرط وجواب الشرط في قوله إما تريني في البيت الثاني :
فإني من قوم سواكم وإنما رجالي فهم بالحجاز وأشجع
وإنما انتسب إلى
فهم وأشجع ، وهو من
سلول بن عامر لأنهم كانوا كلهم من
قيس عيلان بن مضر ، ومن ذلك قول
الشماخ :
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي لا يدهمنك إفراعي وتصعيدي
وفي الحديث في رجز :
فهو ينمي صعدا
أي يزيد صعودا وارتفاعا . يقال : صعد إليه ، وفيه وعليه ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371778فصعد في النظر وصوبه أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني . وفي صفته صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371779كأنما ينحط في صعد ، هكذا جاء في رواية ، يعني موضعا عاليا يصعد فيه وينحط والمشهور :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371780كأنما ينحط في صبب . والصعد بضمتين : جمع صعود ، وهو خلاف الهبوط ، وهو بفتحتين خلاف الصبب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : صعد في الجبل واستشهد بقوله تعالى :
إليه يصعد الكلم الطيب وقد رجع
أبو زيد إلى ذلك فقال : استوأرت الإبل إذا نفرت فصعدت الجبال ذكره في الهمز . وفي التنزيل :
إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ؛ قال
الفراء : الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج ، تقول : أصعدنا من
مكة ، وأصعدنا من
الكوفة إلى
خراسان وأشباه ذلك ، فإذا صعدت في السلم ، وفي الدرجة وأشباهه قلت : صعدت ولم تقل أصعدت . وقرأ
الحسن :
إذ تصعدون جعل الصعود في الجبل كالصعود في السلم .
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : يقال صعد في الجبل وأصعد في البلاد . ويقال : ما زلنا في صعود ، وهو المكان فيه ارتفاع . وقال
أبو صخر : يكون الناس في مباديهم ، فإذا يبس البقل ودخل الحر أخذوا إلى حاضرهم فمن أم القبلة ، فهو مصعد ، ومن أم
العراق ، فهو منحدر ؛ قال
الأزهري : وهذا الذي قاله
أبو صخر كلام عربي فصيح ، سمعت غير واحد من العرب يقول : عارضنا الحاج في مصعدهم أي في قصدهم
مكة ، وعارضناهم في منحدرهم أي في مرجعهم إلى
الكوفة من
مكة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : وقال لي
عمارة : الإصعاد إلى نجد والحجاز
واليمن والانحدار إلى
العراق والشام وعمان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14120ابن عرفة : كل مبتدئ وجها في سفر وغيره ، فهو مصعد في ابتدائه منحدر في رجوعه من أي بلد كان . وقال
أبو منصور : الإصعاد الذهاب في الأرض ؛ وفي شعر
حسان :
يبارين الأعنة مصعدات
أي مقبلات متوجهات نحوكم . وقال
الأخفش : أصعد في البلاد سار ومضى وذهب ؛ قال
الأعشى :
فإن تسألي عني فيا رب سائل حفي عن الأعشى به حيث أصعدا
وأصعد في الوادي : انحدر فيه ، وأما صعد فهو ارتقى . ويقال : أصعد الرجل في البلاد حيث توجه . وأصعدت السفينة إصعادا إذا مدت شراعها فذهبت بها الريح صعدا . وقال
الليث : صعد إذا ارتقى وأصعد يصعد إصعادا ، فهو مصعد إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو
[ ص: 239 ] واد ، أو أرفع من الأخرى ؛ قال : وصعد في الوادي يصعد تصعيدا وأصعد إذا انحدر فيه . قال
الأزهري : والاصعاد عندي مثل الصعود . قال الله تعالى :
كأنما يصعد في السماء . يقال : صعد واصعد واصاعد بمعنى واحد . وركب مصعد : ومصعد مرتفع في البطن منتصب ؛ قال :
تقول ذات الركب المرفد لا خافض جدا ولا مصعد
وتصعدني الأمر وتصاعدني : شق علي . والصعداء بالضم والمد : تنفس ممدود . وتصعد النفس : صعب مخرجه ، وهو الصعداء ، وقيل : الصعداء النفس إلى فوق ممدود ، وقيل : هو النفس بتوجع ، وهو يتنفس الصعداء ويتنفس صعدا . والصعداء : هي المشقة أيضا . وقولهم : صنع أو بلغ كذا وكذا فصاعدا أي فما فوق ذلك . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371781لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا أي فما زاد عليها ، كقولهم : اشتريته بدرهم فصاعدا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : وقالوا أخذته بدرهم فصاعدا حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه ، ولأنهم أمنوا أن يكون على الباء لأنك لو قلت : أخذته بصاعد كان قبيحا ؛ لأنه صفة ولا يكون في موضع الاسم ، كأنه قال أخذته بدرهم فزاد الثمن صاعدا أو فذهب صاعدا . ولا يجوز أن تقول : وصاعدا لأنك لا تريد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء كقولك بدرهم وزيادة ، ولكنك أخبرت بأدنى الثمن فجعلته أولا ثم قررت شيئا بعد شيء لأثمان شتى ؛ قال : ولم يرد فيها هذا المعنى ولم يلزم الواو الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ؛ وصاعد بدل من زاد ويزيد ، وثم مثل الفاء إلا أن الفاء أكثر في كلامهم ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : وصاعدا حال مؤكدة ، ألا ترى أن تقديره فزاد الثمن صاعدا ، ومعلوم أنه إذا زاد الثمن لم يكن إلا صاعدا ؛ ومثله قوله :
كفى بالنأي من أسماء كاف
غير أن للحال هنا مزية أي في قوله فصاعدا ؛ لأن صاعدا ناب في اللفظ عن الفعل الذي هو زاد ، وكاف ليس نائبا في اللفظ عن شيء ، ألا ترى أن الفعل الناصب له الذي هو كفى ملفوظ به معه ؟ والصعيد : المرتفع من الأرض ، وقيل : الأرض المرتفعة من الأرض المنخفضة ، وقيل : ما لم يخالطه رمل ولا سبخة ، وقيل : وجه الأرض لقوله تعالى :
فتصبح صعيدا زلقا وقال
جرير :
إذا تيم ثوت بصعيد أرض بكت من خبث لؤمهم الصعيد
وقال في آخرين :
والأطيبين من التراب صعيدا
وقيل : الصعيد الأرض ، وقيل : الأرض الطيبة ، وقيل : هو كل تراب طيب . وفي التنزيل :
فتيمموا صعيدا طيبا ؛ وقال
الفراء في قوله تعالى :
صعيدا جرزا : الصعيد التراب ؛ وقال غيره : هي الأرض المستوية ؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يقع اسم صعيد إلا على تراب ذي غبار ، فأما البطحاء الغليظة والرقيقة والكثيب الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد ، وإن خالطه تراب أو صعيد أو مدر يكون له غبار كان الذي خالطه الصعيد ، ولا يتيمم بالنورة وبالكحل وبالزرنيخ ، وكل هذا حجارة . وقال
أبو إسحاق : الصعيد وجه الأرض . قال : وعلى الإنسان أن يضرب بيديه وجه الأرض ، ولا يبالي أكان في الموضع تراب أو لم يكن ؛ لأن الصعيد ليس هو التراب إنما هو وجه الأرض ، ترابا كان أو غيره . قال : ولو أن أرضا كانت كلها صخرا لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يده على ذلك الصخر لكان ذلك طهورا إذا مسح به وجهه ، قال الله تعالى :
فتصبح صعيدا ؛ لأنه نهاية ما يصعد إليه من باطن الأرض ، لا أعلم بين أهل اللغة خلافا فيه أن الصعيد وجه الأرض ؛ قال
الأزهري : وهذا الذي قاله
أبو إسحاق أحسبه مذهب
مالك ومن قال بقوله ولا أستيقنه . قال
الليث : يقال للحديقة إذا خربت وذهب شجراؤها : قد صارت صعيدا ؛ أي أرضا مستوية لا شجر فيها .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الصعيد الأرض بعينها . والصعيد : الطريق سمي بالصعيد من التراب ، والجمع من كل ذلك صعدان ؛ قال
حميد بن ثور :
وتيه تشابه صعدانه ويفنى به الماء إلا السمل
وصعد كذلك ، وصعدات جمع الجمع . وفي حديث
علي رضوان الله عليه : إياكم والقعود بالصعدات إلا من أدى حقها . هي الطرق ، وهي جمع صعد وصعد جمع صعيد كطريق وطرق وطرقات مأخوذ من الصعيد ، وهو التراب ، وقيل : هي جمع صعدة كظلمة ، وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه ؛ ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371782ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله . والصعيد : الطريق يكون واسعا وضيقا . والصعيد : الموضع العريض الواسع . والصعيد : القبر . وأصعد في العدو : اشتد . ويقال : هو النبات ينمي صعدا أي يزداد طولا . وعنق صاعد أي طويل . ويقال : فلان يتتبع صعداءه أي يرفع رأسه ، ولا يطأطئه . ويقال للناقة : إنها لفي صعيدة بازليها أي قد دنت ، ولما تبزل ؛ وأنشد :
سديس في صعيدة بازليها عبناة ولم تسق الجنينا
والصعدة : القناة ، وقيل : القناة المستوية تنبت ، كذلك لا تحتاج إلى التثقيف ، قال
كعب بن جعيل يصف امرأة شبه قدها بالقناة :
فإذا قامت إلى جاراتها لاحت الساق بخلخال زجل
صعدة نابتة في حائر أينما الريح تميلها تمل
وقال آخر :
خرير الريح في قصب الصعاد
وكذلك القصبة ، والجمع صعاد ، وقيل : هي نحو من الألة ، والألة أصغر من الحربة ؛ وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف :
إن على كل رئيس حقا [ ص: 240 ] أن يخضب الصعدة أو تندقا
قال : الصعدة القناة التي تنبت مستقيمة . والصعدة من النساء : المستقيمة القامة كأنها صعدة قناة . وجوار صعدات خفيفة ؛ لأنه نعت ، وثلاث صعدات للقنا مثقلة ؛ لأنه اسم . والصعود من الإبل : التي ولدت لغير تمام ، ولكنها خدجت لستة أشهر أو سبعة فعطفت على ولد عام أول ، وقيل : الصعود الناقة تلقي ولدها بعدما يشعر ثم ترأم ولدها الأول أو ولد غيرها فتدر عليه . وقال
الليث : الصعود الناقة يموت حوارها فترجع إلى فصيلها فتدر عليه ، ويقال : هو أطيب للبنها ؛ وأنشد
لخالد بن جعفر الكلابي يصف فرسا :
أمرت لها الرعاء ليكرموها لها لبن الخلية والصعود
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : ولا تكون صعودا حتى تكون خادجا . والخلية : الناقة تعطف مع أخرى على ولد واحد فتدران عليه فيتخلى أهل البيت بواحدة يحلبونها ، والجمع صعائد وصعد ؛ فأما
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه فأنكر الصعد . وأصعدت الناقة وأصعدها بالألف ، وصعدها : جعلها صعودا ؛ عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . والصعد : شجر يذاب منه القار . والتصعيد : الإذابة ؛ ومنه قيل : خل مصعد وشراب مصعد إذا عولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعما ولونا . وبنات صعدة : حمير الوحش ، والنسبة إليها صاعدي على غير قياس ؛ قال
أبو ذؤيب :
فرمى فألحق صاعديا مطحرا بالكشح فاشتملت عليه الأضلع
وقيل : الصعدة الأتان . وفي الحديث
أنه خرج على صعدة يتبعها حذاقي عليها قوصف لم يبق منها إلا قرقرها ؛ الصعدة : الأتان الطويلة الظهر . والحذاقي : الجحش . والقوصف : القطيفة ، وقرقرها : ظهرها . وصعيد
مصر : موضع بها . وصعدة : موضع
باليمن ، معرفة لا يدخلها الألف واللام . وصعادى وصعائد : موضعان ؛ قال
لبيد :
علهت تبلد في نهاء صعائد سبعا تؤاما كاملا أيامها