[ عجف ]
عجف : عجف نفسه عن الطعام يعجفها عجفا وعجوفا وعجفها : حبسها عنه وهو له مشته ليؤثر به غيره ولا يكون إلا على الجوع والشهوة ، وهو التعجيف أيضا ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع :
لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : التعجيف أن ينقل قوته إلى غيره قبل أن يشبع من الجدوبة ، والعجوف : ترك الطعام ، والتعجيف : الأكل دون الشبع ، والعجوف : منع النفس عن المقابح ، وعجف نفسه على المريض يعجفها عجفا : صبرها على تمريضه وأقام على ذلك ، وعجفت نفسي على أذى الخليل إذا لم تخذله ، وعجف نفسه على فلان بالفتح إذا آثره بالطعام على نفسه قال الشاعر :
إني وإن عيرتني نحولي أو ازدريت عظمي وطولي
لأعجف النفس على الخليل أعرض بالود وبالتنويل
أراد أعرض الود والتنويل ، كقوله تعالى :
تنبت بالدهن ، وعجفت نفسي عنه عجفا إذا احتملت غيه ولم تؤاخذه ، وعجف نفسه يعجفها : حلمها ، والتعجيف : سوء الغذاء والهزال ، والعجف : ذهاب السمن والهزال ، وقد عجف بالكسر وعجف بالضم فهو أعجف وعجف والأنثى عجفاء وعجف بغير هاء والجمع منهما عجاف حملوه على لفظ سمان ، وقيل : هو كما قالوا : أبطح وبطاح وأجرب وجراب ولا نظير لعجفاء وعجاف إلا قولهم : حسناء وحسان ، كذا قول
كراع وليس بقوي ; لأنهم قد كسروا بطحاء على بطاح وبرقاء على براق ، ومنعجف كعجف ، قال
ساعدة بن جؤية :
صفر المباءة ذو هرسين منعجف إذا نظرت إليه قلت : قد فرجا
قال
الأزهري : وليس في كلام العرب أفعل وفعلاء جمعا على فعال غير أعجف وعجفاء ، وهي شاذة حملوها على لفظ سمان فقالوا : سمان وعجاف ، وجاء أفعل وفعلاء على فعل يفعل في أحرف معدودة منها : عجف يعجف ، فهو أعجف ، وأدم يأدم فهو آدم ، وسمر يسمر فهو أسمر ، وحمق يحمق فهو أحمق ، وخرق يخرق فهو أخرق ، وقال
الفراء : عجف وعجف وحمق وحمق ورعن ورعن وخرق وخرق ، قال
الجوهري : جمع أعجف وعجفاء من الهزال عجاف على غير قياس ; لأن أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال ولكنهم بنوه على سمان ، والعرب قد تبني الشيء على ضده
[ ص: 46 ] كما قالوا عدوة بناء على صديقة ، وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء ، قال
مرداس بن أدية :
وإن يعرين إن كسي الجواري فتنبو العين عن كرم عجاف
وأعجفه ، أي : هزله ، وقوله تعالى :
يأكلهن سبع عجاف ، هي الهزلى التي لا لحم عليها ولا شحم ضربت مثلا لسبع سنين لا قطر فيها ولا خصب ، وفي حديث
أم معبد : يسوق أعنزا عجافا جمع عجفاء ، وهي المهزولة من الغنم وغيرها ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372243حتى إذا أعجفها ردها فيه ، أي : أهزلها ، وسيف معجوف إذا كان داثرا لم يصقل قال
كعب بن زهير :
وكأن موضع رحلها من صلبها سيف تقادم عهده معجوف
ونصل أعجف ، أي : رقيق ، والتعجف : الجهد وشدة الحال قال
معقل بن خويلد :
إذا ما ظعنا فانزلوا في ديارنا بقية من أبقى التعجف من رهم
وربما سموا الأرض المجدبة عجافا ؛ قال الشاعر يصف سحابا :
لقح العجاف له لسابع سبعة فشربن بعد تحلئ فروينا
هكذا أنشده
ثعلب والصواب بعد تحلؤ ، يقال : أنبتت هذه الأرضون المجدبة لسبعة أيام بعد المطر ، والعجف : غلظ العظام وعراؤها من اللحم ، وتقول العرب : أشد الرجال الأعجف الضخم ، ووجه عجف وأعجف : كالظمآن ، ولثة عجفاء : ظمأى ، قال :
تنكل عن أظمى اللثاث صاف أبيض ذي مناصب عجاف
وأعجف القوم : حبسوا أموالهم من شدة وتضييق ، وأرض عجفاء : مهزولة ، ومنه قول الرائد : وجدت أرضا عجفاء وشجرا أعشم ، أي : قد شارف اليبس والبيود ، والعجاف : التمر ،
وبنو العجيف : بطن من العرب .