[ بعث ]
بعث : بعثه يبعثه بعثا : أرسله وحده ، وبعث به : أرسله مع غيره . وابتعثه أيضا أي أرسله فانبعث . وفي حديث
علي يصف النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368574شهيدك يوم الدين ، وبعيثك نعمة ، أي مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلته ، فعيل بمعنى مفعول . وفي حديث
ابن زمعة : انبعث أشقاها ، يقال : انبعث فلان لشأنه إذا ثار ومضى ذاهبا لقضاء حاجته . والبعث : الرسول ، والجمع بعثان . والبعث : بعث
[ ص: 108 ] الجند إلى الغزو . والبعث : القوم المبعوثون المشخصون ، ويقال : هم البعث بسكون العين . وفي النوادر : يقال : ابتعثنا
الشام عيرا ، إذا أرسلوا إليها ركابا للميرة . وفي حديث القيامة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368575يا آدم ابعث بعث النار ، أي المبعوث إليها من أهلها ، وهو من باب تسمية المفعول بالمصدر . وبعث الجند يبعثهم بعثا : وجههم ، وهو من ذلك ، وهو البعث والبعيث ، وجمع البعث : بعوث ; قال :
ولكن البعوث جرت علينا فصرنا بين تطويح وغرم .
وجمع البعيث : بعث . والبعث : يكون بعثا للقوم يبعثون إلى وجه من الوجوه ، مثل السفر والركب . وقولهم : كنت في بعث فلان ، أي في جيشه الذي بعث معه . والبعوث : الجيوش . وبعثه على الشيء : حمله على فعله . وبعث عليهم البلاء : أحله . وفي التنزيل العزيز :
بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد . وفي الخبر : أن
عبد الملك خطب فقال : بعثنا عليكم
مسلم بن عقبة ، فقتلكم يوم الحرة . وانبعث الشيء وتبعث : اندفع . وبعثه من نومه بعثا ، فانبعث : أيقظه وأهبه . وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368576أتاني الليلة آتيان فابتعثاني " ، أي أيقظاني من نومي . وتأويل البعث : إزالة ما كان يحبسه عن التصرف والانبعاث . وانبعث في السير أي أسرع . ورجل بعث : كثير الانبعاث من نومه . ورجل بعث وبعث وبعث : لا تزال همومه تؤرقه ، وتبعثه من نومه ، قال
حميد بن ثور :
تعدو بأشعث ، قد وهى سرباله بعث تؤرقه الهموم ، فيسهر .
والجمع : أبعاث . وفي التنزيل :
قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ، هذا وقف التمام وهو قول المشركين يوم النشور . وقوله - عز وجل - :
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ; قول المؤمنين ، وهذا رفع بالابتداء ، والخبر ما وعد الرحمن ، وقرئ : ( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) ; أي من بعث الله إيانا من مرقدنا . والبعث في كلام العرب على وجهين : أحدهما الإرسال ، كقوله تعالى :
ثم بعثنا من بعدهم موسى ; معناه أرسلنا . والبعث : إثارة بارك أو قاعد تقول : بعثت البعير فانبعث أي أثرته فثار . والبعث أيضا : الإحياء من الله للموتى ، ومنه قوله تعالى :
ثم بعثناكم من بعد موتكم : أي أحييناكم . وبعث الموتى : نشرهم ليوم البعث . وبعث الله الخلق يبعثهم بعثا : نشرهم ، من ذلك . وفتح العين في البعث كله لغة . ومن أسمائه - عز وجل - : الباعث ، هو الذي يبعث الخلق أي يحييهم بعد الموت يوم القيامة . وبعث البعير فانبعث : حل عقاله فأرسله ، أو كان باركا فهاجه . وفي حديث
حذيفة : إن للفتنة بعثات ووقفات ، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل . قوله : بعثات إثارات وتهييجات ، جمع بعثة . وكل شيء أثرته فقد بعثته ، ومنه حديث
عائشة - رضي الله عنها - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368577فبعثنا البعير فإذا العقد تحته . والتبعاث تفعال ، من ذلك أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
أصدرها ، عن كثرة الداآث صاحب ليل ، حرش التبعاث .
وتبعث مني الشعر أي انبعث ، كأنه سال . ويوم بعاث ، بضم الباء : يوم معروف ، كان فيه حرب بين
الأوس والخزرج في الجاهلية ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ومحمد بن إسحاق في كتابيهما ، قال
الأزهري : وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12898ابن المظفر هذا في كتاب العين ، فجعله يوم بغاث وصحفه ، وما كان
الخليل - رحمه الله - ليخفى عليه يوم بعاث ; لأنه من مشاهير أيام العرب ، وإنما صحفه
الليث وعزاه إلى
الخليل نفسه ، وهو لسانه ، والله أعلم . وفي حديث
عائشة - رضي الله عنها - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368578وعندها جاريتان تغنيان بما قيل يوم بعاث ، هو هذا اليوم . وبعاث : اسم حصن
للأوس . وباعث وبعيث : اسمان .
والبعيث : اسم شاعر معروف من
بني تميم ، اسمه
خداش بن بشير ، وكنيته أبو مالك ، سمي بذلك لقوله :
تبعث مني ما تبعث ، بعدما اس تمر فؤادي ، واستمر مريري .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : وصواب إنشاد هذا البيت على ما رواه
ابن قتيبة وغيره : واستمر عزيمي ، قال : وهو الصحيح ، ومعنى هذا البيت : أنه قال الشعر بعدما أسن وكبر . وفي حديث
عمر - رضي الله عنه - لما صالح
نصارى الشام كتبوا له : إنا لا نحدث كنيسة ولا قلية ، ولا نخرج سعانين ، ولا باعوثا ، الباعوث
للنصارى : كالاستسقاء للمسلمين ، وهو اسم سرياني ، وقيل : هو بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان .
وباعيثا : موضع معروف .