[ عنج ]
عنج : عنج الشيء يعنجه : جذبه . وكل شيء تجذبه إليك ، فقد عنجته . وعنج رأس البعير يعنجه ويعنجه عنجا : جذبه بخطامه حتى رفعه وهو راكب عليه .
والعنج : أن يجذب راكب البعير خطامه قبل رأسه حتى ربما لزم ذفراه بقادمة الرحل . وفي الحديث :
أن رجلا سار معه على جمل فجعل يتقدم القوم ، ثم يعنجه حتى يصير في أخريات القوم أي : يجذب زمامه ليقف ، من عنجه يعنجه إذا عطفه .
ومنه الحديث أيضا :
وعثرت ناقته فعنجها بالزمام . وفي حديث
علي كرم الله وجهه : كأنه قلع داري عنجه نوتيه أي : عطفه ملاحه . وأعنجت : كفت ؛ قال
مليح الهذلي :
وأبصرتهم حتى إذا ما تقاذفت صهابية تبطي مرارا وتعنج
والعناج : ما عنج به . وعنج البعير والناقة يعنجها عنجا : عطفها .
[ ص: 296 ] والعنج : الرياضة ؛ وفي المثل : عود يعلم العنج ؛ يضرب مثلا لمن أخذ في تعلم شيء بعدما كبر ؛ وقيل : معناه أي : يراض فيرد على رجليه وقولهم : شيخ على عنج أي : شيخ هرم على جمل ثقيل .
وعنجت البكر أعنجه عنجا إذا ربطت خطامه في ذراعه وقصرته ، وإنما يفعل ذلك بالبكر الصغير إذا ريض ، وهو مأخوذ من عناج الدلو . وعنجة الهودج : عضادته عند بابه يشد بها الباب . والعنج بلغة
هذيل : الرجل ، وقيل هو بالغين معجمة ؛ قال
الأزهري : ولم أسمعه بالعين من أحد يرجع إلى علمه ولا أدري ما صحته . والعنج : جماعة الناس . والعناج : خيط أو سير يشد في أسفل الدلو ثم يشد في عروتها أو عرقوتها ، قال : وربما شد في إحدى آذانها .
وقيل : عناج الدلو عروة في أسفل الغرب من باطن تشد بوثاق إلى أعلى الكرب ، فإذا انقطع الحبل أمسك العناج الدلو أن يقع في البئر ، وكل ذلك إذا كانت الدلو خفيفة ، وهو إذا كان في دلو ثقيلة حبل أو بطان يشد تحتها ، ثم يشد إلى العراقي فيكون عونا للوذم فإذا انقطعت الأوذام أمسكها العناج ؛ قال
الحطيئة يمدح قوما عقدوا لجارهم عهدا فوفوا به ولم يخفروه :
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا
وهذه أمثال ضربها لإيفائهم بالعهد ، والجمع أعنجة وعنج ؛ وقد عنج الدلو يعنجها عنجا : عمل لها ذلك ، ويقال : إني لأرى لأمرك عناجا أي : ملاكا ، مأخوذ من عناج الدلو ؛ وأنشد
الليث :
وبعض القول ليس له عناج كسيل الماء ليس له إتاء
وقول لا عناج له إذا أرسل على غير روية .
وفي الحديث :
إن الذين وافوا الخندق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر ، وعناج الأمر إلى أبي سفيان أي : أنه كان صاحبهم ومدبر أمرهم والقائم بشئونهم ، كما يحمل ثقل الدلو عناجها . ورجل معنج : يعترض في الأمور . والعنجوج : الرائع من الخيل ، وقيل : الجواد ، والجمع عناجيج ؛ فأما قوله أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
إن مضى الحول ولم آتكم بعناج تهتدي أحوى طمر
فإنه يروى بعناج وبعناجي ؛ فمن رواه بعناج فإنه أراد بعناجج أي : بعناجيج ، فحذف الياء للضرورة ، فقال : بعناجج ثم حول الجيم الأخيرة ياء فصار على وزن جوار ، فنون لنقصان البناء ، وهو من محول التضعيف ؛ ومن رواه عناجي جعله بمنزلة قوله :
ولضفادي جمة نقانق
أراد عناجج كما أراد ضفادع . وقوله : تهتدي أحوى ؛ يجوز أن يريد بأحوى ، فحذف وأوصل ، ويجوز أن يريد بعناجيج حو طمرة تهتدي فوضع الواحد موضع الجمع ، وقد استعملوا العناجيج في الإبل ، أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
إذا هجمة صهب عناجيج زاحمت فتى عند جرد طاح بين الطوائح
تسود من أربابها غير سيد وتصلح من أحسابهم غير صالح
أي : يغلب ويقهر ؛ لأنه ليس له مثلها يفتخر بها ويجود بها ؛ قال
الليث : ويكون العنجوج من النجائب أيضا . وفي الحديث :
قيل : يا رسول الله فالإبل ؟ قال : تلك عناجيج الشياطين ، أي : مطاياها ، واحدها عنجوج ، وهو النجيب من الإبل ؛ وقيل : هو الطويل العنق من الإبل والخيل ، وهو من العنج العطف ، وهو مثل ضربه لها ؛ يريد أنها يسرع إليها الذعر والنفار . وأعنج الرجل إذا اشتكى عناجه ؛ والعناج : وجع الصلب والمفاصل . والعنجج : الضيمران من الرياحين ؛ قال
الأزهري : ولم أسمعه لغير الليث ؛ وقيل : هو الشاهسفرم . والعنجنج : العظيم ؛ وأنشد
أبو عمرو لهميان السعدي :
عنجنج شفلح بلندح وأما الذي ورد في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : فلما وضعت رجلي على مذمر
أبي جهل قال : اعل عنج .
فإنه أراد : اعل عني ، فأبدل الياء جيما .