صفحة جزء
[ فشغ ]

فشغ : الفشغ والانفشاغ : اتساع الشيء وانتشاره . وتفشغ فيه الشيب وتفشغه ; الأخيرة عن ابن الأعرابي : كثر فيه وانتشر . وفشغه أي علاه حتى غطاه . ابن الأعرابي : تفشغه الشيب وتشيعه وتشيمه وتسنمه بمعنى واحد . والفاشغة : الغرة المنتشرة المغطية للعين . وتفشغت الغرة : كثرت وانتشرت ; وفشغت الناصية والقصة حتى تغطي عين الفرس ; قال عدي بن زيد يصف فرسا :


له قصة فشغت حاجبي ه والعين تبصر ما في الظلم



والناصية الفشغاء : المنتشرة . وفشغه بالسوط فشغا أي علاه به ، وكذلك أفشغه به إذا ضربه . وتفشغ الولد : كثر . وقال النجاشي لقريش حين أتوه : هل تفشغ فيكم الولد فإن ذلك من علامات الخير ؟ قالوا : نعم أي هل كثر ; قال ابن الأثير : أي هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور ؟ قالوا نعم وأكثر ; قال : وأصله من الظهور والعلو والانتشار . وفي حديث الأشتر : أنه قال لعلي ، عليه السلام : إن هذا الأمر قد تفشغ أي فشا وانتشر . وفي حديث ابن عباس ، رضي الله عنهما : ما هذه الفتيا التي تفشغت في الناس ؟ ويروى : تشققت وتشغفت وتشعبت . ويقال : تفشغ في بني فلان الخير إذا كثر وفشا . وتفشغ له ولد : كثر . وتفشغ فيه الدم أي غلبه وتمشى في بدنه ; ومنه قول طفيل الغنوي :


وقد سمنت حتى كأن مخاضها     تفشغها ظلع وليست بظلع



وحكى ابن كيسان : تفشغ الرجل البيوت دخل فيها . وتفشغ فلان في بيوت الحي إذا غاب فيها فلم تره ، وتفشغ المرأة : دخل بين رجليها ووقع عليها وافترعها . ويقال للرجل المنون القليل الخير : مفشغ ، وقد أفشغ الرجل . ورجل أفشغ الثنية : ناتئها . وفي حديث أبي هريرة : أنه كان آدم ذا ضفيرتين أفشغ الثنيتين أي ناتئ الثنيتين خارجتين عن نضد الأسنان . الأصمعي : فشغه النوم تفشيغا إذا علاه وغلبه وكسله ; وأنشد لأبي دواد :


فإذا غزال عاقد     كالظبي فشغه المنام



والتفشغ والفشاغ : الكسل . وقد فشغه المنام أي كسله . والفشاغ : نبات يتفشغ وينتشر على الشجر ويلتوي عليه . وروى ابن بري عن الأزهري أن الفشاغ يثقل ويخفف . والفشغة : قصبة في جوف قصبة . والفشغة : ما تطاير من جوف الصوصلاة ، وهو نبت يقال له صاصلى ، وقيل : هو حشيش يأكل جوفه صبيان العراق . وفشغه بالسوط يفشغه فشغا وأفشغه به وأفشغه إياه : ضربه به . وفاشغ الناقة إذا أراد أن يذبح ولدها فجعل عليه ثوبا يغطي به رأسه وظهره كله ما خلا سنامه ، فيرضعها يوما أو يومين ثم يوثق وتنحى عنه أمه حيث تراه ، ثم يؤخذ عنه الثوب فيجعل على حوار آخر فترى أنه ابنها وينطلق بالآخر فيذبح . التهذيب : المفاشغة أن يجر ولد الناقة من تحتها فينحر وتعطف على ولد آخر يجر إليها فيلقى تحتها فترأمه . يقال : فاشغ بينهما وقد فوشغ بها ; وقال ابن حلزة :


بطل يجرره ولا يرثي له     جر المفاشغ هم بالإرآم



وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أن وفد البصرة أتوه وقد تفشغوا فقال : ما هذه الهيئة ؟ فقالوا : تركنا الثياب في العياب وجئناك ، قال : البسوا وأميطوا الخيلاء ; قال شمر : تفشغوا أي لبسوا أخشن ثيابهم ولم يتهيئوا للقائه ; قال الزمخشري : وأنا لا آمن أن يكون مصحفا من تقشفوا ، والتقشف : أن لا يتعهد الرجل نفسه . والفشاغ في المهر : نحو القراف .

التالي السابق


الخدمات العلمية