صفحة جزء
[ فقه ]

فقه : الفقه : العلم بالشيء والفهم له ، وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل ; قال ابن الأثير : واشتقاقه من الشق والفتح ، وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة ، شرفها الله تعالى ، وتخصيصا بعلم الفروع منها . قال غيره : والفقه في الأصل الفهم . يقال : أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه . قال الله عز وجل : ليتفقهوا في الدين أي ليكونوا علماء به ، وفقهه الله ; ودعا النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لابن عباس فقال : اللهم علمه الدين وفقهه في التأويل أي فهمه تأويله ومعناه ، فاستجاب الله دعاءه وكان من أعلم الناس في زمانه بكتاب الله تعالى . وفقه فقها : بمعنى علم علما . ابن سيده : وقد فقه فقاهة وهو فقيه من قوم فقهاء ، والأنثى فقيهة من نسوة فقائه . وحكى اللحياني : نسوة فقهاء ، وهي نادرة ، قال : وعندي أن قائل فقهاء من العرب لم يعتد بهاء التأنيث ، ونظيرها نسوة فقراء . وقال بعضهم : فقه الرجل فقها وفقها وفقه . وفقه الشيء : علمه . وفقهه وأفقهه : علمه . وفي التهذيب : وأفقهته أنا أي بينت له تعلم الفقه . ابن سيده : وفقه عنه ، بالكسر ، فهم . ويقال : فقه فلان عني ما بينت له يفقه فقها إذا فهمه . قال الأزهري : قال لي رجل من كلاب وهو يصف لي شيئا فلما فرغ من كلامه قال : أفقهت ؟ يريد أفهمت . ورجل فقه : فقيه ، والأنثى فقهة . ويقال للشاهد : كيف فقاهتك لما أشهدناك ، ولا يقال في غير ذلك . الأزهري : وأما فقه ، بضم القاف ، فإنما يستعمل في النعوت . يقال : رجل فقيه ، وقد فقه يفقه فقاهة إذا صار فقيها وساد الفقهاء . وفي حديث سلمان : أنه نزل على نبطية بالعراق فقال لها : هل هنا مكان نظيف أصلي فيه ؟ فقالت : طهر قلبك وصل حيث شئت ، فقال سلمان : فقهت أي فهمت وفطنت للحق والمعنى الذي أرادت ، وقال شمر : معناه أنها فقهت هذا المعنى الذي خاطبته ، ولو قال فقهت كان معناه صارت فقيهة . يقال : فقه عني كلامي يفقه أي فهم ، وما كان فقيها ولقد فقه وفقه . وقال ابن شميل : أعجبني فقاهته أي فقهه . ورجل فقيه : عالم . وكل عالم بشيء فهو فقيه ; من ذلك قولهم : فلان ما يفقه وما ينقه ; معناه لا يعلم ولا يفهم . ونقهت الحديث أنقهه إذا فهمته . وفقيه العرب : عالم العرب . وتفقه : تعاطى الفقه . وفاقهته إذا باحثته في العلم . والفقه : الفطنة . وفي المثل : خير الفقه ما حاضرت به ، وشر الرأي الدبري . وقال عيسى بن عمر : قال لي أعرابي : شهدت عليك بالفقه أي الفطنة . وفحل فقيه : طب بالضراب حاذق . وفي الحديث : لعن الله النائحة والمستفقهة ، هي التي تجاوبها في قولها لأنها تتلقفه وتتفهمه فتجيبها عنه . ابن بري : الفقهة المحالة في نقرة القفا ; قال الراجز :


وتضرب الفقهة حتى تندلق



قال : وهي مقلوبة من الفهقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية