صفحة جزء
[ فلق ]

فلق : الفلق : الشق ، والفلق مصدر فلقه يفلقه فلقا شقه ، والتفليق مثله وفلقه فانفلق وتفلق ، والفلق : ما تفلق منه ، واحدتها فلقة ، وقد يقال لها فلق بطرح الهاء . الأصمعي : الفلوق الشقوق ، واحدها فلق ، محرك ; وقال أبو الهيثم : واحدها فلق ، قال : وهو أصوب من فلق . وفي رجله فلوق أي شقوق . والفلقة : الكسرة من الجفنة أو من الخبز . ويقال : أعطني فلقة الجفنة وفلق الجفنة وهو نصفها ، وقال غيره : هو أحد شقيها إذا انفلقت . وفي حديث جابر صنعت للنبي ، صلى الله عليه وسلم ، مرقة يسميها أهل المدينة الفليقة ; قيل : هي قدر يطبخ ويثرد فيها فلق الخبز ، وهي كسره ، وفلقت الفستقة وغيرها فانفلقت . والفلق : القضيب يشق باثنين فيعمل منه قوسان ، فيقال لكل واحدة فلق . والفلق : الشق . يقال : مررت بحرة فيها فلوق أي شقوق . وفي الحديث : يا فالق الحب والنوى أي الذي يشق حبة الطعام ونوى التمر للإنبات . وفي حديث علي ، عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ; وكثيرا ما كان يقسم بها . وفي حديث عائشة [ ص: 220 ] ، رضي الله عنها : إن البكاء فالق كبدي . والفلق : القوس ; يشق من العود فلقة مع أخرى ، فكل واحدة من القوسين فلق . وقال أبو حنيفة : من القسي الفلق ، وهي التي شقت خشبتها شقتين أو ثلاثا ثم عملت ; قال : وهي الفليق ; وأنشد للكميت :


وفليقا ملء الشمال من الشو حط تعطي وتمنع التوتيرا



وقوس فلق : وصف بذلك عن اللحياني . وفلقة القوس : قطعتها . وفلاقة الآجر : قطعتها ; عن اللحياني . يقال كأنه فلاقة آجرة أي قطعة . وفلاق البيضة : ما تفلق منها . وصار البيض فلاقا وفلاقا وأفلاقا أي متفلقا . وفلاق اللبن : أن يخثر ويحمض حتى يتفلق ، عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


وإن أتاها ذو فلاق وحشن     تعارض الكلب إذا الكلب رشن



وجمعه فلوق . وتفلق اللبن : تقطع وتشقق من شدة الحموضة ، وسمعت بعض العرب يقول للبن إذا حقن فأصابه حر الشمس فتقطع : قد تفلق وامزقر ، وهو أن يصير اللبن ناحية ، وهم يعافون شرب اللبن المتفلق . وفلق الله الحب بالنبات : شقه . والفلق : الخلق . وفي التنزيل : إن الله فالق الحب والنوى . وقال بعضهم : وفالق في معنى خالق ، وكذلك فلق الأرض بالنبات والسحاب بالمطر ، وإذا تأملت الخلق تبين لك أن أكثره عن انفلاق ، فالفلق جميع المخلوقات ، وفلق الصبح من ذلك . وانفلق المكان به : انشق . وفلقت النخلة ، وهي فالق : انشقت عن الطلع والكافور ، والجمع فلق . وفلق الله الفجر : أبداه وأوضحه . وقوله تعالى : فالق الإصباح قال الزجاج : جائز أن يكون معناه خالق الأصباح وجائز أن يكون معناه شاق الأصباح ، وهو راجع إلى معنى خالق . والفلق ، بالتحريك : ما انفلق من عمود الصبح ، وقيل : هو الصبح بعينه ، وقيل : هو الفجر ، وكل راجع إلى معنى الشق . قال الله تعالى : قل أعوذ برب الفلق قال الفراء : الفلق الصبح . يقال : هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح . وقال الزجاج : الفلق بيان الصبح . ويقال : الفلق الخلق كله ، والفلق بيان الحق بعد إشكال . ويقال : فلق الصبح فالقه ; قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي :


حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلق     هاديه في أخريات الليل منتصب



قال ابن بري : الرواية الصحيحة :


حتى إذا ما جلا عن وجهه شفق



لأن بعده :


أغباش ليل تمام كان طارقه     تطخطخ الغيم حتى ما له جوب



وفي الحديث : أنه كان يرى الرؤيا فتأتي مثل فلق الصبح ; هو بالتحريك : ضوءه وإنارته . والفلق ، بالتسكين : الشق . كلمني فلان من فلق فيه وفلق فيه وسمعته من فلق فيه وفلق فيه ; الأخيرة عن اللحياني أي شقه ، وهي قليلة ، والفتح أعرف . وضربه على فلق رأسه أي مفرقه ووسطه . والفلق والفالق : الشق في الجبل والشعب ; الأولى عن اللحياني . والفلق : المطمئن من الأرض بين الربوتين ; وأنشد :


وبالأدم تحدي عليها الرحال     وبالشول في الفلق العاشب


ويقال : كان ذلك بفالق كذا وكذا ، يريدون المكان المنحدر بين ربوتين ، وجمع الفلق فلقان مثل خلق وخلقان ، وهو الفالق ، وقيل : الفالق فضاء بين شقيقتين من رمل ; وجمعهما فلقان كحاجر وحجران . وقال أبو حنيفة : قال أبو خيرة أو غيره من الأعراب : الفالقة ، بالهاء ، تكون وسط الجبال تنبت الشجر وتنزل ويبيت بها المال في الليلة القرة ، فجعل الفالق من جلد الأرض ، قال : وكلا القولين ممكن . وفي حديث الدجال : فأشرق على فلق من أفلاق الحرة ; الفلق ، بالتحريك : المطمئن من الأرض بين ربوتين . والفلق : جهنم ، وقيل : الفلق واد في جهنم ، نعوذ بالله منها . والفلق : المقطرة ، وفي الصحاح : الفلق مقطرة السجان . والفلقة والفلقة : الخشبة ; عن اللحياني . والفلق والفليق والفليقة والمفلقة والفيلق والفلقى ، كله : الداهية والأمر العجب ; قال أبو حية النميري :


وقالت إنها الفلقى فأطلق على     النقد الذي معك الصرارا


والعرب تقول : يا للفليقة . وكتيبة فيلق : شديدة شبهت بالداهية ، وقيل : هي الكثيرة السلاح ، قال أبو عبيد : هي اسم للكتيبة . قال ابن سيده : وليس هذا بشيء . التهذيب : الفيلق الجيش العظيم قال الكميت :


في حومة الفيلق الجأواء إذ نزلت     قسر وهيضلها الخشخاش إذ نزلوا



وامرأة فيلق : داهية صخابة ; قال الراجز :


قلت تعلق فيلقا هوجلا عجاجة هجاجة تألا



وجاء بالفلق أي بالداهية ، عن اللحياني . وجاء بعلق فلق أي بعجب عجيب . وقد أعلقت وأفلقت وافتلقت أي جئت بعلق فلق ، وهي الداهية ، لا تجرى . وأفلق وافتلق بالعجب : أتى به ; عن اللحياني ; وأنشد ابن السكيت لسويد بن كراع العكلي ، وكراع اسم أمه واسم أبيه عمير :


إذا عرضت داوية مدلهمة     وغرد حاديها فرين بها فلقا



قال ابن الأنباري : أراد عملن بها سيرا عجبا . والفلق العجب أي عملن بها داهية من شدة سيرها ، والفري : العمل الجيد الصحيح ، والإفراء الإفساد ، وغرد : طرب في حدائه ، وعرد : جبن عن السير ; قال القالي : رواية ابن دريد غرد ، بغين معجمة ، ورواية ابن الأعرابي عرد ، بعين مهملة ، وأنكر ابن دريد هذه الرواية . ويقال : مر يفتلق بالعجب أي يأتي بالعجب . ويقال : أفلق فلان اليوم وهو يفلق إذا جاء بعجب . وشاعر مفلق : مجيد ، منه يجيء بالعجائب في شعره . وأفلق في الأمر إذا كان حاذقا به . ومر يفتلق في عدوه أي يأتي بالعجب من شدته . وقتل فلان أفلق قتلة أي أشد قتلة . وما رأيت سيرا أفلق من هذا أي أبعد ; كلاهما عن اللحياني . ابن الأعرابي : [ ص: 221 ] جاء فلان بالفلقان أي بالكذب الصراح ، وجاء فلان بالسماق مثله . والفليق : عرق في العضد يجري على العظم إلى نغض الكتف ، وقيل : هو المطمئن في جران البعير عند مجرى الحلقوم ; قال أبو محمد الفقعسي :


بكل شعشاع كجذع المزدرع فليقه أجرد     كالرمح الضلع جد بإلهاب كتضريم الضرع



والفليق : باطن عنق البعير في موضع الحلقوم ; قال الشماخ :


وأشعث وراد الثنايا كأنه     إذا اجتاز في جوف الفلاة فليق



وقيل : الفليق من بين العلباوين وهو أن ينفلق الوبر بين العلباوين ، قال : ولا يقال في الإنسان . وفي النوادر : تفيلم الغلام وتفيلق وتفلق وحثر إذا ضخم وسمن . وفي حديث الدجال وصفته : رجل فيلق ; قال الأزهري : هكذا رواه القتيبي في كتابه بالقاف ، وقال : لا أعرف الفيلق إلا الكتيبة العظيمة ، قال : فإن كان جعله فيلقا لعظمه فهو وجه إن كان محفوظا ، وإلا فهو الفيلم ، بالميم ; يعني العظيم من الرجال . قال أبو منصور : والفيلم والفيلق العظيم من الرجال ، ومنه تفيلق الغلام وتفيلم بمعنى واحد ; وفي رواية في صفة الدجال : رأيته فإذا رجل فيلق أعور ; الفيلق العظيم وأصله الكتيبة العظيمة ، والياء زائدة . ورجل مفلاق : دنيء رديء فسل رذل قليل الشيء ، وخليته بفالقة الوركة : وهي رملة ، وفي التهذيب : خليته بفالق الوركاء وهي رملة . والفليق ، بالضم والتشديد : ضرب من الخوخ يتفلق عن نواه ، والمفلق منه المجفف . والفيلق : الجيش ، والجمع الفيالق : وفي حديث الشعبي : وسئل عن مسألة فقال : ما يقول فيها هؤلاء المفاليق ؟ هم الذين لا مال لهم ، الواحد مفلاق كالمفاليس ، شبه إفلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمفاليس من المال . وفالق : اسم موضع بغير تعريف ، وفي المحكم : والفالق اسم موضع ; قال :


حيث تحجى مطرق بالفالق



التالي السابق


الخدمات العلمية