كأنما صوت حفيف المعزاء معزول شذان حصاها الأقصاء صوت نشيش اللحم عند الغلاء
فحاطونا القصا ولقد رأونا قريبا حيث يستمع السرار
فحاطونا القصاء وقد رأونا
ومعنى حاطونا القصاء ، أي : تباعدوا عنا وهم حولنا وما كنا بالبعد منهم لو أرادوا أن يدنوا منا ، وتوجيه ما ذكره من كتاب النحو أن يكون القصاء بالمد مصدر قصا يقصو قصاء مثل بدا يبدو بداء ، وأما القصا بالقصر فهو مصدر قصي عن جوارنا قصا إذا بعد . ويقال أيضا : قصي الشيء قصا وقصاء . والقصا : النسب البعيد مقصور . والقصا : الناحية . والقصاة : البعد والناحية ، وكذلك القصا . يقال : قصي فلان عن جوارنا ، بالكسر ، يقصى قصا وأقصيته أنا فهو مقصى ، ولا تقل مقصي . وقال ابن السكيت : لأحوطنك القصا ولأغزونك القصا كلاهما بالقصر ، أي : أدعك فلا أقربك . التهذيب : يقال حاطهم القصا مقصور يعني كان في طرتهم لا يأتيهم . وحاطهم القصا ، أي : حاطهم من بعيد ، وهو يتبصرهم ويتحرز منهم . ويقال : ذهبت قصا فلان ، أي : ناحيته ، وكنت منه في قاصيته ، أي : ناحيته . ويقال : هلم أقاصك أينا أبعد من الشر . ويقال : نزلنا منزلا لا تقصيه الإبل ، أي : لا تبلغ أقصاه . وتقصيت الأمر واستقصيته واستقصى فلان في المسألة وتقصى بمعنى . قال الكسائي اللحياني : وحكى القناني قصيت أظفاري بالتشديد بمعنى قصصت ، فقال أظنه أراد أخذ من قاصيتها ، ولم يحمله الكسائي على محول التضعيف كما حمله الكسائي أبو عبيد عن ابن قنان وقد ذكر في حرف الصاد أنه من محول التضعيف ، وقيل : يقال إن ولد لك ابن فقصي أذنيه ، أي : احذفي منهما . قال : الأمر من قصى قص ، وللمؤنث قصي ، كما تقول خل عنها وخلي . والقصا : حذف في طرف أذن الناقة والشاة ، مقصور يكتب بالألف ، وهو أن يقطع منه شيء قليل ، وقد قصاها قصوا وقصاها . يقال : قصوت البعير فهو مقصو إذا قطعت من طرف أذنه ، وكذلك الشاة عن ابن بري أبي زيد . وناقة قصواء : مقصوة ، وكذلك الشاة ، ورجل مقصو وأقصى ، وأنكر بعضهم أقصى . وقال اللحياني : بعير أقصى ومقصى ومقصو . وناقة قصواء ومقصاة ومقصوة : مقطوعة طرف الأذن . وقال الأحمر : المقصاة من الإبل التي شق من أذنها شيء ثم ترك معلقا . التهذيب : الليث وغيره القصو قطع أذن البعير . يقال : ناقة قصواء وبعير مقصو هكذا يتكلمون به ، قال : وكان القياس أن يقولوا بعير أقصى فلم يقولوا . قال الجوهري : ولا يقال جمل أقصى ، وإنما يقال مقصو ومقصى ، تركوا فيه القياس ولأن أفعل الذي أنثاه على فعلاء إنما يكون من باب فعل يفعل ، وهذا إنما يقال فيه قصوت البعير ، وقصواء بائنة عن بابه ، ومثله امرأة حسناء ، ولا يقال : رجل أحسن . قال : قوله تركوا فيها القياس يعني قوله ناقة قصواء ، وكان القياس مقصوة ، وقياس الناقة أن يقال قصوتها فهي مقصوة . ويقال : قصوت الجمل فهو مقصو ، وقياس الناقة أن يقال : قصوتها فهي مقصوة ، وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى قصواء ولم تكن مقطوعة الأذن . وفي الحديث : ابن بري أنه خطب على ناقته القصواء وهو لقب ناقة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : والقصواء التي قطع طرف أذنها . وكل ما قطع من الأذن فهو جدع ، فإذا بلغ الربع فهو قصو ، فإذا جاوزه فهو عضب ، فإذا استؤصلت فهو صلم ، ولم تكن ناقة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصواء وإنما كان هذا لقبا لها ، وقيل : كانت مقطوعة الأذن . وقد جاء في الحديث : أنه كان له ناقة تسمى العضباء ، وناقة تسمى الجدعاء ، وفي حديث آخر : صلماء ، وفي رواية أخرى : مخضرمة . هذا كله في الأذن ، ويحتمل أن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة ، ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل منهم بما تخيل فيها ، ويؤيد ذلك ما روي في حديث علي - كرم الله وجهه - حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغ أهل مكة سورة براءة فرواه - رضي الله عنه - أنه ركب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القصواء ، وفي رواية ابن عباس جابر العضباء ، وفي رواية غيرهما الجدعاء ; فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة ; لأن القضية واحدة ، وقد روي عن أنس أنه قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ناقة جدعاء وليست بالعضباء ، وفي إسناده مقال . وفي حديث الهجرة : أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال : إن عندي ناقتين فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحداهما وهي الجدعاء . والقصية من الإبل : الكريمة المودعة التي لا تجهد في حلب ولا حمل . والقصايا . خيار الإبل واحدتها قصية ، ولا تركب وهي متدعة ، وأنشد : ابن الأعرابيتذود القصايا عن سراة كأنها جماهير تحت المدجنات الهواضب
واختلس الفحل منها وهي قاصية شيئا فقد ضمنته وهو محقور
نبئت غسان بن واهصة الخصى [ ص: 127 ] بقصوان ، في مستكلئين بطان