[ قلل ]
قلل : القلة : خلاف الكثرة . والقل : خلاف الكثر ، وقد قل يقل قلة وقلا فهو قليل وقلال وقلال ، بالفتح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني . وقلله وأقله : جعله قليلا ، وقيل : قلله جعله قليلا . وأقل : أتى بقليل . وأقل منه : كقلله عن
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني . وقلله في عينه أي أراه قليلا . وأقل الشيء : صادفه قليلا ، واستقله : رآه قليلا . يقال : تقلل الشيء واستقله وتقاله إذا رآه قليلا . وفي حديث
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373623أن نفرا سألوه عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها أي استقلوها ، وهو تفاعل من القلة . وفي الحديث : أنه كان يقل اللغو أي لا يلغو أصلا ، قال
ابن الأثير : وهذا اللفظ يستعمل في نفي أصل الشيء كقوله تعالى :
فقليلا ما يؤمنون ، قال : ويجوز أن يريد باللغو : الهزل والدعابة ، وأن ذلك كان منه قليلا . والقل : القلة مثل الذل والذلة . يقال : الحمد على القل والكثر ، والقل والكثر ، وما له قل ولا كثر . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : الربا وإن كثر فهو إلى قل ، معناه إلى قلة أي أنه وإن كان زيادة في المال عاجلا ، فإنه يئول إلى النقص ، كقوله :
يمحق الله الربا ويربي الصدقات ، قاله
أبو عبيد ; وأنشد قول
لبيد :
كل بني حرة مصيرهم قل وإن أكثرت من العدد
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي لخالد بن علقمة الدارمي :
ويل ام لذات الشباب معيشه مع الكثر يعطاه الفتى المتلف الندي
قد يقصر القل الفتى دون همه وقد كان لولا القل طلاع أنجد
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري لآخر :
فأرضوه إن أعطوه مني ظلامة وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا
وقولهم : لم يترك قليلا ولا كثيرا ، قال
أبو عبيد : فإنهم يبدئون بالأدون ، كقولهم : القمران
وربيعة ومضر وسليم وعامر . والقلال ، ، بالضم : القليل . وشيء قليل ، وجمعه قلل : مثل سرير وسرر . وشيء قل : قليل . وقل الشيء : أقله . والقليل من الرجال : القصير الدقيق الجثة ، وامرأة قليلة كذلك . ورجل قل : قصير الجثة . والقل من الرجال : الخسيس الدين ، ومنه قول
الأعشى :
وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا
ووصف
أبو حنيفة العرض بالقلة ، فقال : المعول نصل طويل قليل العرض وقوم قليلون وأقلاء وقلل وقللون : يكون ذلك في قلة العدد ودقة الجثة ، وقوم قليل أيضا ، قال الله تعالى :
واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم . وقالوا : قلما يقوم زيد ، هيأت ما قل ليقع بعدها الفعل ، قال بعض النحويين : قل من قولك ، قلما فعل لا فاعل له ; لأن ما أزالته عن حكمه في تقاضيه الفاعل وأصارته إلى حكم الحرف المتقاضي للفعل لا الاسم ، نحو لولا وهلا جميعا ، وذلك في التحضيض ، وإن في الشرط وحرف الاستفهام ، ولذلك ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في قول الشاعر :
صددت فأطولت الصدود وقلما وصال على طول الصدود يدوم
إلى أن وصال يرتفع بفعل مضمر يدل عليه يدوم حتى كأنه قال : وقلما يدوم وصال ، فلما أضمر يدوم فسره بقوله فيما بعد : يدوم ، فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك : أوصال يدوم أو هلا وصال يدوم ؟ ونظير ذلك حرف الجر في نحو قول الله عز وجل :
ربما يود الذين كفروا فما أصلحت رب لوقوع الفعل بعدها ومنعتها وقوع الاسم الذي هو لها في الأصل بعدها ، فكما فارقت رب بتركيبها مع ما حكمها قبل أن تركب معها ، فكذلك فارقت طال وقل بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما الأسماء ، ألا ترى أن لو قلت : طالما زيد عندنا ، أو : قلما محمد في الدار ، لم يجز ؟ وبعد فإن التركيب يحدث في المركبين معنى لم يكن قبل فيهما ، وذلك نحو إن مفردة ، فإنها للتحقيق فإذا دخلتها ما كافة صارت للتحقير ، كقولك : إنما أنا عبدك ، وإنما أنا رسول ، ونحو ذلك وقالوا : أقل امرأتين تقولان ذلك ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : لما ضارع المبتدأ حرف النفي بقوا المبتدأ بلا خبر . وأقل : افتقر . والإقلال : قلة الجدة وقل ماله . ورجل مقل وأقل : فقير . يقال : فعل ذلك من بين أثرى وأقل أي من بين الناس كلهم . وقاللت له الماء إذا خفت العطش فأردت أن تستقل ماءك .
أبو زيد : قاللت لفلان وذلك إذا قللت ما أعطيته . وتقاللت ما أعطاني أي استقللته ، وتكاثرته أي استكثرته . وهو قل بن قل ، وضل بن ضل : لا يعرف هو ولا أبوه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : وقالوا : قل رجل يقول ذلك إلا زيد . وقدم علينا قلل من الناس إذا كانوا من قبائل شتى متفرقين ، فإذا اجتمعوا جمعا فهم قلل . والقلة : الحب العظيم ، وقيل : الجرة العظيمة ، وقيل : الجرة عامة ، وقيل : الكوز الصغير ، ، والجمع قلل وقلال ، وقيل هو إناء للعرب كالجرة الكبيرة ، وقال
جميل بن معمر :
فظللنا بنعمة واتكأنا وشربنا الحلال من قلله
وقلال
هجر : شبيهة بالحباب ، قال
حسان :
وأقفر من حضاره ورد أهله وقد كان يسقى في قلال وحنتم
وقال
الأخطل :
يمشون حول مكدم قد كدحت متنيه حمل حناتم وقلال
وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373624إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373625لم يحمل خبثا قال
أبو عبيد في قوله قلتين : يعني هذه الحباب العظام واحدتها قلة وهي معروفة
بالحجاز وقد تكون
بالشام . وفي الحديث في ذكر الجنة وصفة سدرة المنتهى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373626ونبقها مثل قلال هجر ،
وهجر : قرية قريبة من
المدينة ، وليست
هجر البحرين وكانت تعمل بها القلال . وروى
شمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني من رأى قلال
هجر تسع القلة منها الفرق ، قال
عبد الرزاق : الفرق أربعة أصوع بصاع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، قال : القلة يؤتى بها من ناحية
اليمن تسع فيها خمس جرار أو ستا ، قال
أحمد بن [ ص: 181 ] حنبل : قدر كل قلة قربتان ، قال : وأخشى على القلتين من البول ، فأما غير البول فلا ينجسه شيء ، وقال
إسحاق : البول وغيره سواء إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شيء ، وهو نحو أربعين دلوا أكثر ما قيل في القلتين ، قال
الأزهري : وقلال
هجر والأحساء ونواحيها معروفة تأخذ القلة منها مزادة كبيرة من الماء وتملأ الراوية قلتين ، وكانوا يسمونها الخروس واحدها خرس ، ويسمونها القلال واحدتها قلة ، قال : وأراها سميت قلالا لأنها تقل أي ترفع إذا ملئت وتحمل . وفي حديث
العباس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373627فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع ، يقال : أقل الشيء يقله واستقله يستقله إذا رفعه وحمله . وأقل الجرة : أطاق حملها . وأقل الشيء واستقله : حمله ورفعه . وقلة كل شيء : رأسه . والقلة : أعلى الجبل . وقلة كل شيء : أعلاه ، ، والجمع كالجمع وخص بعضهم به أعلى الرأس والسنام والجبل . وقلالة الجبل : كقلته ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابن أحمر :
ما أم غفر في القلالة لم يمسس حشاها قبله غفر
ورأس الإنسان قلة ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه :
عجائب تبدي الشيب في قلة الطفل
والجمع قلل ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة يصف فراخ النعامة ويشبه رءوسها بالبنادق :
أشداقها كصدوع النبع في قلل مثل الدحاريج لم ينبت لها زغب
وقلة السيف : قبيعته . وسيف مقلل إذا كانت له قبيعة ، قال بعض الهذليين :
وكنا إذا ما الحرب ضرس نابها نقومها بالمشرفي المقلل
واستقل الطائر في طيرانه : نهض للطيران وارتفع في الهواء . واستقل النبات : أناف . واستقل القوم : ذهبوا واحتملوا سارين وارتحلوا ، قال الله عز وجل :
حتى إذا أقلت سحابا ثقالا أي حملت . واستقلت السماء : ارتفعت . وفي الحديث :
حتى تقالت الشمس أي استقلت في السماء وارتفعت وتعالت . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عنبسة : قال له :
إذا ارتفعت الشمس فالصلاة محظورة حتى يستقل الرمح بالظل حتى يبلغ ظل الرمح المغروس في الأرض أدنى غاية القلة والنقص ; لأن ظل كل شخص في أول النهار يكون طويلا ثم لا يزال ينقص حتى يبلغ أقصره ، وذلك عند انتصاف النهار ، فإذا زالت الشمس عاد الظل يزيد ، وحينئذ يدخل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة ، وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمى ظل الزوال أي الظل الذي تزول الشمس عن وسط السماء وهو موجود قبل الزيادة ، فقوله : يستقل الرمح بالظل ، هو من القلة لا من الإقلال والاستقلال الذي بمعنى الارتفاع والاستبداد . والقلة والقل ، بالكسر : الرعدة ، وقيل : هي الرعدة من الغضب والطمع ونحوه يأخذ الإنسان ، وقد أقلته الرعدة واستقلته ، قال الشاعر :
وأدنيتني حتى إذا ما جعلتني على الخصر أو أدنى استقلك راجف
يقال : أخذه قل من الغضب إذا أرعد ، ويقال للرجل إذا غضب : قد استقل .
الفراء : القلة النهضة من علة أو فقر بفتح القاف . وفي حديث
عمر : قال لأخيه
زيد لما ودعه وهو يريد
اليمامة : ما هذا القل الذي أراه بك ؟ القل ، بالكسر : الرعدة . والقلال : الخشب المنصوبة للتعريش ، حكاه
أبو حنيفة ; وأنشد :
من خمر عانة ساقطا أفنانها رفع النبيط كرومها بقلال
أراد بالقلال أعمدة ترفع بها الكروم من الأرض ويروى بظلال . وارتحل القوم بقليتهم أي لم يدعوا وراءهم شيئا . وأكل الضب بقليته أي بعظامه وجلده .
أبو زيد : يقال : ما كان من ذلك قليلة ولا كثيرة ، وما أخذت منه قليلة ولا كثيرة ، بمعنى : لم آخذ منه شيئا ، وإنما تدخل الهاء في النفي .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : قل إذا رفع وقل إذا علا . وبنو قل : بطن . وقلقل الشيء قلقلة وقلقالا وقلقالا فتقلقل وقلقالا ، عن
كراع ، وهي نادرة أي حركه فتحرك واضطرب ، فإذا كسرته فهو مصدر ، وإذا فتحت فهو اسم ، مثل : الزلزال والزلزال ، والاسم القلقال ، وقال
اللحياني : قلقل في الأرض قلقلة وقلقالا ضرب فيها والاسم القلقال . وتقلقل : كقلقل . والقلقل والقلاقل : الخفيف في السفر المعوان السريع التقلقل . ورجل قلقال : صاحب أسفار .
وتقلقل في البلاد إذا تقلب فيها . وفرس قلقل وقلاقل : جواد سريع . وقلقل أي صوت ، وهو حكاية ، قال
أبو الهيثم : رجل قلقل بلبل إذا كان خفيفا ظريفا ، والجمع قلاقل وبلابل . وفي حديث
علي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14510أبو عبد الرحمن السلمي خرج علينا
علي وهو يتقلقل ، التقلقل : الخفة والإسراع ، من الفرس القلقل ، بالضم ، ويروى بالفاء وقد تقدم . وفي الحديث : ونفسه تقلقل في صدره أي تتحرك بصوت شديد ، وأصله الحركة والاضطراب . والقلقلة : شدة الصياح . وذهب
أبو إسحاق في قلقل وصلصل وبابه أنه فعفل .
الليث : القلقلة والتقلقل : قلة الثبوت في المكان . والمسمار السلس يتقلقل في مكانه إذا قلق . والقلقلة : شدة اضطراب الشيء وتحركه وهو يتقلقل ويتلقلق .
أبو عبيد : قلقلت الشيء ولقلقته بمعنى واحد . والقلقل : شجر أو نبت له حب أسود ، قال
أبو النجم :
وآضت البهمى كنبل الصيقل وحازت الريح يبيس القلقل
وفي المثل :
دقك بالمنحاز حب القلقل
والعامة تقول : حب الفلفل ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : وهو تصحيف ، إنما هو بالقاف وهو أصلب ما يكون من الحبوب ، حكاه
أبو عبيد ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ورواه حب الفلفل بالفاء ، قال : وكذا رواه
علي بن حمزة ; وأنشد :
وقد أراني في الزمان الأول أدق في جار استها بمعول
دقك بالمنحاز حب الفلفل
وقيل : القلقل نبت ينبت في الجلد وغلظ السهل ولا يكاد ينبت في
[ ص: 182 ] الجبال ، وله سنف أفيطح ينبت في حبات كأنهن العدس ، فإذا يبس فانتفخ وهبت به الريح سمعت تقلقله كأنه جرس ، وله ورق أغبر أطلس كأنه ورق القصب . والقلاقل والقلقلان : نبتان ، وقال
أبو حنيفة : القلقل والقلاقل والقلقلان كله شيء واحد نبت ، قال : وذكر الأعراب القدم أنه شجر أخضر ينهض على ساق ، ومنابته الآكام دون الرياض وله حب كحب اللوبياء يؤكل ، والسائمة حريصة عليه ; وأنشد :
كأن صوت حليها إذا انجفل هز رياح قلقلانا قد ذبل
والقلاقل : بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أكمام كأكمامها .
الليث : القلقل شجر له حب عظام ويؤكل ; وأنشد :
أبعارها بالصيف حب القلقل
وحب القلقل مهيج على البضاع يأكله الناس لذلك ، قال الراجز وأنشده
أبو عمرو لليلى :
أنعت أعيارا بأعلى قنه أكلن حب قلقل فهنه
لهن من حب السفاد رنه
وقال
الدينوري : القلقل والقلاقل والقلقلان كله واحد له حب كحب السمسم وهو مهيج للباه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة في القلقل ووصف الهيف :
وساقت حصاد القلقلان كأنما هو الخشل أعراف الرياح الزعازع
والقلقلاني : طائر كالفاختة . وحروف القلقلة : الجيم والطاء والدال والقاف والباء ، حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، قال : وإنما سميت بذلك للصوت الذي يحدث عنها عند الوقف ؛ لأنك لا تستطيع أن تقف عنده إلا معه لشدة ضغط الحرف .