صفحة جزء
[ قنن ]

قنن : القن : العبد للتعبيدة ، وقال ابن سيده : العبد القن الذي ملك هو وأبواه ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، هذا الأعراف ، وقد حكي في جمعه أقنان وأقنة الأخيرة نادرة ، قال جرير :


إن سليطا في الخسار إنه أبناء قوم خلقوا أقنه

والأنثى قن بغير هاء ، وقال اللحياني : العبد القن الذي ولد عندك ولا يستطيع أن يخرج عنك . وحكي عن الأصمعي : لسنا بعبيد قن ولكنا عبيد مملكة ، مضافان جميعا . وفي حديث عمرو بن الأشعث : لم نكن عبيد قن إنما كنا عبيد مملكة . يقال : عبد قن وعبدان قن وعبيد قن ، وقال أبو طالب : قولهم عبد قن ، قال الأصمعي : القن الذي كان أبوه مملوكا لمواليه ، فإذا لم يكن كذلك فهو عبد مملكة ، وكأن القن مأخوذ من القنية وهي الملك ، قال الأزهري : ومثله الضح ، وهو نور الشمس المشرق على وجه الأرض ، وأصله ضحي ، يقال : ضحيت للشمس إذا برزت لها ، قال ثعلب : عبد قن ملك هو وأبواه من القنان ، وهو الكم يقول : كأنه في كمه هو وأبواه ، وقيل : هو من القنية إلا أنه يبدل . ابن الأعرابي : عبد قن خالص العبودة ، وقن بين القنونة والقنانة ، وقن وقنان وأقنان ، وغيره لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه . واقتننا قنا : اتخذناه . واقتن قنا : اتخذه عن اللحياني ، وقال : إنه لقن بين القنانة أو القنانة . والقنة : القوة من قوى الحبل . وخص بعضهم به القوة من قوى حبل الليف ، قال الأصمعي : وأنشدنا أبو القعقاع اليشكري :


يصفح للقنة وجها جأبا     صفح ذراعيه لعظم كلبا

وجمعها قنن ، وأنشده ابن بري مستشهدا به على القنة ضرب من الأدوية ، قال : وقوله كلبا ينتصب على التمييز ، كقوله عز وجل : كبرت كلمة ، قال : ويجوز أن يكون من المقلوب . والقنة : الجبل الصغير ، وقيل : الجبل السهل المستوي المنبسط على الأرض ، وقيل : هو الجبل المنفرد المستطيل في السماء ، ولا تكون القنة إلا سوداء . [ ص: 206 ] وقنة كل شيء : أعلاه مثل القلة ، وقال :


أما ودماء مائرات تخالها     على قنة العزى وبالنسر عندما

وقنة الجبل وقلته : أعلاه ، والجمع القنن والقلل ، وقيل : الجمع قنن وقنان وقنات وقنون ; وأنشد ثعلب :


وهم رعن الآل أن يكونا     بحرا يكب الحوت والسفينا
تخال فيه القنة القنونا     إذا جرى ، نوتية زفونا
أو قرمليا هابعا ذقونا

قال : ونظير قولهم قنة وقنون بدرة وبدور ومأنة ومئون ، إلا أن قاف قنة مضمومة ; وأنشد ابن بري لذي الرمة في جمعه على قنان :


كأننا ، والقنان القود يحملنا     موج الفرات ، إذا التج الدياميم

والاقتنان : الانتصاب . يقال : اقتن الوعل إذا انتصب على القنة ، أنشد الأصمعي لأبي الأخزر الحماني :


لا تحسبي عض النسوع الأزم والرحل     يقتن اقتنان الأعصم
سوفك أطراف النصي الأنعم

وأنشده أبو عبيد : والرحل بالرفع ، قال ابن سيده : وهو خطأ إلا أن يريد الحال ، وقال يزيد بن الأعور الشني :


كالصدع الأعصم لما اقتنا

واقتنان الرحل : لزومه ظهر البعير . والمستقن الذي يقيم في الإبل يشرب ألبانها ، قال الأعلم الهذلي :


فشايع وسط ذودك مستقنا     لتحسب سيدا ضبعا تنول

الأزهري : مستقنا من القن ، وهو الذي يقيم مع غنمه يشرب من ألبانها ويكون معها حيث ذهبت ، وقال : معنى قوله مستقنا ضبعا تنول ، أي : مستخدما امرأة كأنها ضبع ، ويروى : مقتئنا ومقبئنا ، فأما المقتئن فالمنتصب ، والهمزة زائدة ، ونظيره كبن واكبأن ، وأما المقبئن فالمنتصب أيضا ، وهو بناء عزيز لم يذكره صاحب الكتاب ولا استدرك عليه ، وإن كان قد استدرك عليه أخوه ، وهو المهوئن . والمقتن : المنتصب أيضا . الأصمعي : اقتن الشيء يقتن اقتنانا إذا انتصب . والقنينة : وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز بين مواضع الآنية على صيغة القشوة . والقنينة ، بالكسر والتشديد من الزجاج : الذي يجعل الشراب فيه ، وفي التهذيب : والقنينة من الزجاج معروفة ، ولم يذكر في الصحاح من الزجاج ، والجمع قنان نادر . والقنين : طنبور الحبشة ، عن الزجاجي . وفي الحديث : إن الله حرم الخمر والكوبة والقنين ، قال ابن قتيبة : القنين لعبة للروم يتقامرون بها ، قال الأزهري : ويروى عن ابن الأعرابي ، قال : التقنين الضرب بالقنين ، وهو الطنبور بالحبشية والكوبة الطبل ، ويقال : النرد ، قال الأزهري : وهذا هو الصحيح . وورد في حديث علي عليه السلام : نهينا عن الكوبة والغبيراء والقنين ، قال ابن الأعرابي : الكوبة الطبل ، والغبيراء خمرة تعمل من الغبيراء ، والقنين طنبور الحبشة . وقانون كل شيء : طريقه ومقياسه ، قال ابن سيده وأراها دخيلة . وقنان القميص وكنه وقنه : كمه . والقنان : ريح الإبط عامة ، وقيل : هو أشد ما يكون منه ، قال الأزهري : هو الصنان عند الناس ، ولا أعرف القنان . و قنان : اسم ملك كان يأخذ كل سفينة غصبا . وأشراف اليمن : بنو جلندى بن قنان . والقنان : اسم جبل بعينه ل بني أسد ، قال الشاعر زهير :


جعلن القنان عن يمين وحزنه     وكم بالقنان من محل ومحرم

وقيل : هو جبل ولم يخصص ، قال الأزهري : وقنان جبل بأعلى نجد . وبنو قنان : بطن من بلحرث بن كعب . وبنو قنين : بطن من بني ثعلب ، حكاه ابن الأعرابي ; وأنشد :


جهلت من دين بني قنين     ومن حساب بينهم وبيني

وأنشد أيضا :


كأن لم تبرك بالقنيني نيبها     ولم يرتكب منها لرمكاء حافل

وابن قنان : رجل من الأعراب . والقنقن والقناقن : بالضم : البصير بالماء تحت الأرض ، وهو الدليل الهادي والبصير بالماء في حفر القني ، والجمع القناقن ، بالفتح ، قال ابن الأعرابي : القناقن البصير بجر المياه واستخراجها ، وجمعها قناقن ، قال الطرماح :


يخافتن بعض المضغ من خشية الردى     وينصتن للسمع انتصات القناقن

قال ابن بري : القنقن والقناقن المهندس الذي يعرف الماء تحت الأرض ، قال : وأصلها بالفارسية ، وهو معرب مشتق من الحفر من قولهم بالفارسية : كن كن ، أي : احفر احفر . وسئل ابن عباس : لم تفقد سليمان الهدهد من بين الطير ؟ قال : لأنه كان قناقنا يعرف مواضع الماء تحت الأرض ، وقيل : القناقن الذي يسمع فيعرف مقدار الماء في البئر قريبا أو بعيدا . والقنقن : ضرب من صدف البحر . والقنة : ضرب من الأدوية ، وبالفارسية بيرزد . والقنقن : ضرب من الجرذان . والقوانين : الأصول ، الواحد قانون ، وليس بعربي . والقنة : نحو من القارة ، وجمعها قنان ، قال ابن شميل : القنة الأكمة الململمة الرأس ، وهي القارة لا تنبت شيئا .

التالي السابق


الخدمات العلمية