صفحة جزء
كتن

كتن : الكتن : الدرن والوسخ وأثر الدخان في البيت . وكتن الوسخ على الشيء كتنا : لصق به . والكتن : التلزج والتوسخ . التهذيب في كتل : يقال كتنت جحافل الخيل من أكل العشب إذا لصق به أثر خضرته ، وكتلت ، بالنون واللام ، إذا لزجت ولكز بها ماؤه فتلبد ; ومنه قول ابن مقبل :


والعير ينفخ في المكنان قد كتنت منه جحافله والعضرس الثجر



المكنان : نبت بأرض قيس ، واحدته مكنانة ، وهي شجرة غبراء صغيرة ; وقال القزاز : المكنان نبات الربيع ، ويقال : الموضع الذي ينبت فيه والعضرس : شجر ، والثجر : جمع ثجرة ، وهي القطعة منه ; ويقال : الثجر للريان ، ويروى الثجر أي المجتمع في نباته . وفي حديث الحجاج أنه قال لامرأة : إنك لكتون لفوت لقوف ; الكتون : اللزوق من كتن الوسخ عليه إذا لزق به . والكتن : لطخ الدخان بالحائط أي أنها لزوق بمن يمسها أو أنها دنسة العرض . الليث : الكتن لطخ الدخان بالبيت والسواد بالشفة ونحوه . يقال للدابة إذا أكلت الدرين : قد كتنت جحافلها أي اسودت ; قال الأزهري : غلط الليث في قوله إذا أكلت الدرين ، لأن الدرين ما يبس من الكلإ وأتى عليه حول فاسود ولا لزج له حينئذ فيظهر لونه في الجحافل ، وإنما تكتن الجحافل من مرعى العشب الرطب يسيل ماؤه فيتراكب وكبه ولزجه على مقام الشاء ومشافر الإبل وجحافل الحافر ، وإنما يعرف هذا من شاهده وثافنه ، فأما من يعتبر الألفاظ ولا مشاهدة له فإنه يخطئ من حيث لا يعلم ، قال : وبيت ابن مقبل يبين لك ما قلته ، وذلك أن المكنان والعضرس ضربان من البقول غضان رطبان ، وإذا تناثر ورقهما بعد هيجهما اختلط بقميم العشب غيرهما فلم يتميزا منها . وسقاء كتن إذا تلزج به الدرن . وكتن الخطر تراكب على عجز الفحل من الإبل ; أنشد يعقوب لابن مقبل :


ذعرت به العير مستوزيا     شكير ، جحافله قد كتن



مستوزيا : منتصبا مرتفعا ، والشكير : الشعر الضعيف ، يعني أن أثر خضرة العشب قد لزق به . أبو عمرو : الكتن تراب أصل النخلة . والكتن : التزاق العلف بفيدي جحفلتي الفرس ، وهما صمغاها . والكتان ، بالفتح : معروف عربي ، سمي بذلك ؛ لأنه يخيس ويلقى بعضه على بعض حتى يكتن ، وحذف الأعشى منه الألف للضرورة وسماه الكتن فقال :


هو الواهب المسمعات الشرو     ب ، بين الحرير وبين الكتن



كما حذفها ابن هرمة في قوله :


بينا أحبر مدحا عاد مرثية     هذا لعمري شر دينه عدد



دينه : دأبه ، والعدد : العداد ، وهو اهتياج وجع اللديغ ، وقال أبو حنيفة : زعم بعض الرواة أنها لغة ، وقال بعضهم : إنما حذف للحاجة قال ابن سيده : ولم أسمع الكتن في الكتان إلا في شعر الأعشى . ويقال : لبس الماء كتانه إذا طحلب واخضر رأسه ; قال ابن مقبل :


أسفن المشافر كتانه     فأمررنه مستدرا فجالا


أسفن : يعني الإبل ، أي أشممن مشافرهن كتان الماء ، وهو طحلبه ; ويقال : أراد بكتانه غثاءه ، ويقال : أراد زبد الماء فأمررنه أي شربنه من المرور ، مستدرا أي أنه استدر إلى حلوقها فجرى فيها ، وقوله فجالا أي جال إليها . والكتن والكتن : القدح ، وفي بعض نسخ المصنف : ومثلها من الرجال المكمور ، وهو الذي أصاب الكاتن كمرته ; قال ابن سيده : ولا أعرفه والمعروف الخاتن . و كتانة : اسم موضع ; قال كثير عزة :


أجرت خفوفا من جنوب كتانة     إلى وجمة لما اسجهرت حرورها



وكتانة هذه كانت لجعفر بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر . وورد في الحديث ذكر كتانة ، بضم الكاف وتخفيف التاء ، ناحية من أعراض المدينة لآل جعفر بن أبي طالب .

التالي السابق


الخدمات العلمية