صفحة جزء
كفل

كفل : الكفل ، بالتحريك : العجز ، وقيل : ردف العجز ، وقيل : القطن يكون للإنسان والدابة ، وإنها لعجزاء الكفل ، والجمع أكفال ، ولا يشتق منه فعل ولا صفة . والكفل : من مراكب الرجال ، وهو كساء يؤخذ فيعقد طرفاه ثم يلقى مقدمه على الكاهل ومؤخره مما يلي العجز ، وقيل : هو شيء مستدير يتخذ من خرق أو غير ذلك ويوضع على سنام البعير . وفي حديث أبي رافع قال : ذاك كفل الشيطان يعني مقعده . واكتفل البعير : جعل عليه كفلا . الجوهري : والكفل ما اكتفل به الراكب ، وهو أن يدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب . والكفل : كساء يجعل تحت الرحل ؛ قال لبيد :


وإن أخرت فالكفل ناجز



وقال أبو ذؤيب :


على جسرة مرفوعة الذيل والكفل



وقوله أنشده ابن الأعرابي :


تعجل شد الأعبل المكافلا



فسره فقال : واحد المكافل مكتفل ، وهو الكفل من الأكسية . ابن الأنباري في قولهم قد تكفلت بالشيء : معناه قد ألزمته نفسي وأزلت عنه الضيعة والذهاب ، وهو مأخوذ من الكفل ، والكفل : ما يحفظ الراكب من خلفه . والكفل : النصيب مأخوذ من هذا . أبو الدقيش : اكتفلت بكذا إذا وليته كفلك ، قال : وهو الافتعال ؛ وأنشد :


قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها     ضوارب من خفان تجتابه سدرا



وفي حديث إبراهيم : لا تشرب من ثلمة الإناء ولا عروته فإنها كفل الشيطان ؛ أي مركبه لما يكون من الأوساخ ، كره إبراهيم ذلك . والكفل : أصله المركب فإن آذان العروة والثلمة مركب الشيطان . والكفل من الرجال : الذي يكون في مؤخر الحرب إنما همته في التأخر والفرار . والكفل : الذي لا يثبت على ظهور الخيل ؛ قال الجحاف بن حكيم :


والتغلبي على الجواد غنيمة     كفل الفروسة دائم الإعصام



والجمع أكفال ؛ قال الأعشى يمدح قوما :


غير ميل ولا عواوير في الهي     جا ، ولا عزل ولا أكفال



والاسم الكفولة ، وهو الكفيل . وفي التهذيب : الكفل الذي لا يثبت على متن الفرس ، وجمعه أكفال ؛ وأنشد :


ما كنت تلقى في الحروب فوارسي     ميلا إذا ركبوا ، ولا أكفالا



وهو بين الكفولة . وفي حديث ابن مسعود ذكر فتنة فقال : إني كائن فيها كالكفل آخذ ما أعرف وأترك ما أنكر ؛ قيل : هو الذي يكون في آخر الحرب همته الفرار ؛ وقيل : هو الذي لا يقدر على الركوب والنهوض في شيء فهو لازم بيته . قال أبو منصور : والكفل الذي لا يثبت على ظهر الدابة . والكفل : الحظ والضعف من الأجر والإثم ، وعم به بعضهم ، ويقال له : كفلان من الأجر ، ولا يقال : هذا كفل فلان حتى تكون قد هيأت لغيره مثله كالنصيب ، فإذا أفردت فلا تقل كفل ولا نصيب . والكفل أيضا : المثل . وفي التنزيل : يؤتكم كفلين من رحمته قيل : معناه يؤتكم ضعفين ، وقيل : مثلين ، وفيه : ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها قال الفراء : الكفل الحظ ، وقيل : يؤتكم كفلين أي حظين ، وقيل ضعفين . وفي حديث الجمعة : له كفلان من الأجر الكفل ، بالكسر : الحظ والنصيب . وفي حديث جابر : وعمدنا إلى أعظم كفل . وقال الزجاج : الكفل في اللغة النصيب ، أخذ من قولهم اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه أو على موضع من ظهره كساء وركبت عليه ، وإنما قيل له كفل ؛ وقيل : اكتفل البعير لأنه لم يستعمل الظهر كله إنما استعمل نصيبا من الظهر . وفي حديث مجيء المستضعفين بمكة : وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام متكفلان على بعير . يقال : تكفلت البعير واكتفلته إذا أدرت حول سنامه كساء ثم ركبته ، وذلك الكساء الكفل ، بالكسر . والكافل : العائل ، كفله يكفله وكفله إياه . وفي التنزيل العزيز : ( وكفلها زكريا ) وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكريا ، وذكر الأخفش أنه قرئ : وكفلها زكريا ؛ بكسر الفاء . وفي الحديث : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة له ولغيره والكافل : القائم بأمر اليتيم المربي له ، وهو من الكفيل الضمين ، والضمير في له ولغيره راجع إلى الكافل أي أن اليتيم سواء كان الكافل من ذوي رحمه [ ص: 92 ] وأنسابه أو كان أجنبيا لغيره تكفل به ، وقوله كهاتين إشارة إلى إصبعيه السبابة والوسطى ، ومنه الحديث : الراب كافل الراب : زوج أم اليتيم لأنه يكفل تربيته ويقوم بأمره مع أمه . وفي حديث وفد هوازن : وأنت خير المكفولين ، يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي خير من كفل في صغره وأرضع وربي حتى نشأ ، وكان مسترضعا في بني سعد بن بكر . والكافل والكفيل : الضامن ، والأنثى كفيل أيضا ، وجمع الكافل كفل ، وجمع الكفيل كفلاء ، وقد يقال للجمع كفيل كما قيل في الجمع صديق . وكفلها زكريا أي ضمنها إياه حتى تكفل بحضانتها ، ومن قرأ : وكفلها زكريا ، فالمعنى ضمن القيام بأمرها . وكفل المال وبالمال : ضمنه . وكفل بالرجل يكفل ويكفل كفلا وكفولا وكفالة وكفل وكفل وتكفل به ، كله : ضمنه . وأكفله إياه وكفله : ضمنه ، وكفلت عنه بالمال لغريمه وتكفل بدينه تكفلا . أبو زيد : أكفلت فلانا المال إكفالا إذا ضمنته إياه ، وكفل هو به كفولا وكفلا ، والتكفيل مثله . قال الله تعالى : فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب الزجاج : معناه اجعلني أنا أكفلها وانزل أنت عنها . ابن الأعرابي : كفيل وكافل وضمين وضامن بمعنى واحد ؛ التهذيب : وأما الكافل فهو الذي كفل إنسانا يعوله وينفق عليه . وفي الحديث : الربيب كافل وهو زوج أم اليتيم كأنه كفل نفقة اليتيم . والمكافل : المجاور المحالف ، وهو أيضا المعاقد المعاهد ؛ عن ابن الأعرابي : وأنشد بيت خداش بن زهير :


إذا ما أصاب الغيث لم يرع غيثهم     من الناس إلا محرم أو مكافل



المحرم : المسالم ، والمكافل : المعاقد المحالف ، والكفيل من هذا أخذ .

والكفل والكفيل : المثل ؛ يقال : ما لفلان كفل أي ما له مثل ؛ قال عمرو بن الحارث :


يعلو بها ظهر البعير ولم     يوجد لها ، في قومها كفل



كأنه بمعنى مثل . قال الأزهري : والضعف يكون بمعنى المثل . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل : لك كفلان من الأجر أي مثلان . والكفل : النصيب والجزء ؛ يقال : له كفلان أي جزءان ونصيبان . والكافل : الذي لا يأكل ، وقيل : هو الذي يصل الصيام ، والجمع كفل . وكفلت كفلا أي واصلت الصوم ؛ قال القطامي يصف إبلا بقلة الشرب :


يلذن بأعقار الحياض كأنها     نساء النصارى أصبحت وهي كفل



قال ابن الأعرابي وحده : هو من الضمان أي قد ضمن الصوم ؛ قال ابن سيده : ولا يعجبني . وذو الكفل : اسم نبي من الأنبياء - صلوات الله عليهم أجمعين - وهو من الكفالة ، سمي ذا الكفل لأنه كفل بمائة ركعة كل يوم فوفى بما كفل ، وقيل : لأنه كان يلبس كساء كالكفل ؛ وقال الزجاج : إن ذا الكفل سمي بهذا الاسم لأنه تكفل بأمر نبي في أمته فقام بما يجب فيهم ، وقيل : تكفل بعمل رجل صالح فقام به .

التالي السابق


الخدمات العلمية