صفحة جزء
مكر مكر : الليث : المكر احتيال في خفية ، قال : وسمعنا أن الكيد في الحروب حلال ، والمكر في كل حلال حرام . قال الله تعالى : ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون . قال أهل العلم بالتأويل : المكر من الله تعالى جزاء سمي باسم مكر المجازى كما قال تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها ، فالثانية ليست بسيئة في الحقيقة ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام ، وكذلك قوله تعالى : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه ، فالأول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه سمي باسم الذنب ليعلم أنه عقاب عليه وجزاء به ، ويجري مجرى هذا القول قوله تعالى : يخادعون الله وهو خادعهم و الله يستهزئ بهم ، مما جاء في كتاب الله - عز وجل . ابن سيده : المكر الخديعة والاحتيال ، مكر يمكر مكرا ومكر به . وفي حديث الدعاء : اللهم امكر لي ولا تمكر بي ، قال ابن الأثير : مكر الله إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه ، وقيل : هو استدراج العبد بالطاعات فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة ، المعنى : ألحق مكرك بأعدائي لا بي . وأصل المكر الخداع . وفي حديث علي في مسجد الكوفة : جانبه الأيسر مكر ، قيل : كانت السوق إلى جانبه الأيسر وفيها يقع المكر والخداع . ورجل مكار ومكور : ماكر . التهذيب : رجل مكورى نعت للرجل ، يقال : هو القصير اللئيم الخلقة . ويقال في الشتيمة : ابن مكورى ، وهو في هذا القول قذف كأنها توصف بزنية ، قال أبو منصور : هذا حرف لا أحفظه لغير الليث ؛ فلا أدري أعربي هو أم أعجمي . والمكورى : اللئيم ؛ عن أبي العميثل الأعرابي . قال ابن سيده : ولا أنكر أن يكون من المكر الذي هو الخديعة . والمكر : المغرة . وثوب ممكور وممتكر : مصبوغ بالمكر ، وقد مكره فامتكر أي خضبه فاختضب ، قال القطامي :

بضرب تهلك الأبطال منه وتمتكر اللحى منه امتكارا

أي تختضب ، شبه حمرة الدم بالمغرة . قال ابن بري : الذي في شعر القطامي . تنعس الأبطال منه . أي تترنح كما يترنح الناعس . ويقال للأسد : كأنه مكر بالمكر أي طلي بالمغرة . والمكر : سقي الأرض ، يقال : امكروا الأرض فإنها صلبة ثم احرثوها ، يريد اسقوها . والمكرة : السقية للزرع . يقال : مررت بزرع ممكور أي مسقي . ومكر أرضه يمكرها مكرا : سقاها . والمكر : نبت . والمكرة : نبتة غبيراء مليحاء إلى الغبرة تنبت قصدا كأن فيها حمضا حين تمضغ ، تنبت في السهل والرمل لها ورق وليس لها زهر وجمعها مكر ومكور ، وقد يقع المكور على ضروب من الشجر كالرغل ونحوه ، قال العجاج :

يستن في علقى وفي مكور

قال : وإنما سميت بذلك لارتوائها ونجوع السقي فيها ، وأورد الجوهري هذا البيت :

فحط في علقى وفي مكور

الواحد مكر ، وقال الكميت يصف بكرة :

تعاطى فراخ المكر طورا ، وتارة     تثير رخاماها وتعلق ضالها

فراخ المكر ثمره . والمكر : ضرب من النبات ، الواحدة مكرة وأما مكور الأغصان فهي شجرة على حدة ، وضروب الشجر تسمى المكور مثل الرغل ونحوه . والمكرة : شجرة ، وجمعها مكور . والمكرة : الساق الغليظة الحسناء . ابن سيده : والمكر حسن خدالة الساقين . وامرأة ممكورة : مستديرة الساقين ، وقيل : هي المدمجة الخلق الشديدة البضعة ، وقيل : الممكورة المطوية الخلق . يقال : امرأة ممكورة الساقين أي خدلاء . وقال غيره : ممكورة مرتوية الساق خدلة ، شبهت بالمكر من النبات . ابن الأعرابي : المكرة الرطبة الفاسدة . والمكرة : التدبير والحيلة في الحرب . ابن سيده : والمكرة الرطبة التي قد أرطبت كلها وهي مع ذلك صلبة لم تنهضم ؛ عن أبي حنيفة . والمكرة أيضا : البسرة المرطبة ولا حلاوة لها . ونخلة ممكار : يكثر ذلك من بسرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية