يا مكة الفاجر مكي مكا ولا تمكي مذحجا وعكا
وقال يعقوب : مكة الحرم كله ، فأما بكة فهو ما بين الجبلين ؛ حكاه في البدل ، قال : ولا أدري كيف هذا لأنه قد فرق بين ابن سيده مكة وبين بكة في المعنى ، وبين أن معنى البدل والمبدل منه سواء ، وتمكك على الغريم : ألح عليه في اقتضاء الدين وغيره . وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تمككوا على غرمائكم " ، يقول لا تلحوا عليهم إلحاحا يضر بمعايشهم ، ولا تأخذوهم على عسرة وارفقوا بهم في الاقتضاء والأخذ وأنظروهم إلى ميسرة ولا تستقصوا ، وأصله مأخوذ من مك الفصيل ما في ضرع أمه وامتكه : إذا لم يبق فيه من اللبن شيئا إلا مصه . قال الأزهري : سمعت كلابيا يقول لرجل عنته : قد مككت روحي ؛ أراد أنه أحرجه بلجاجه فيما أشكاه . والمكمكة : التدحرج في المشي . والمكوك : طاس يشرب به ، وفي المحكم : طاس يشرب فيه ؛ أعلاه ضيق ووسطه واسع . والمكوك : مكيال معروف لأهل العراق ، والجمع مكاكيك ومكاكي على البدل كراهية التضعيف ، وهو صاع ونصف وهو ثلاث كيلجات ، والكيلجة منا وسبعة أثمان منا ، والمنا رطلان ، والرطل اثنتا عشرة أوقية ، والأوقية إستار وثلثا إستار ، والإستار أربعة مثاقيل ونصف ، والمثقال درهم وثلاثة أسباع درهم ، والدرهم ستة دوانيق ، والدانق قيراطان ، والقيراط طسوجان ، والطسوج حبتان ، والحبة سدس ثمن درهم ، وهو جزء من ثمانية وأربعين جزءا من درهم ؛ زاد : الكر ستون قفيزا ، والقفيز ثمانية مكاكيك ، والمكوك صاع ونصف وهو ثلاث كيلجات ، وفي حديث ابن بري أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكيك ، وفي رواية : بخمسة مكاكي ، أراد بالمكوك المد ، وقيل الصاع ، والأول أشبه لأنه جاء في حديث آخر مفسرا بالمد . والمكاكي : جمع مكوك على إبدال الياء من الكاف الأخيرة ، قال : والمكوك اسم للمكيال ، قال : ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد . وفي حديث في تفسير قوله : ابن عباس صواع الملك ، قال : كهيئة المكوك ، وكان للعباس مثله في الجاهلية يشرب به . وضرب مكوك رأسه على التشبيه . وامرأة مكماكة ومتمكمكة : ككمكامة ، ورجل مكماك كذلك ، الأزهري في هذه الترجمة : والمكاء طائر وجمعه مكاكي ، قال : وليس المكاء من المضاعف ولكنه من المعتل بالواو من مكا يمكو : إذا صفر ؛ وسيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله .