صفحة جزء
موس

موس : رجل ماس مثل مال : خفيف طياش لا يلتفت إلى موعظة أحد ولا يقبل قوله ; كذلك حكى أبو عبيد ، قال : وما أمساه ، قال : وهذا لا يوافق ماسا لأن حرف العلة في قولهم ماس عين ، وفي قولهم : ما أمساه لام ، والصحيح أنه ماس على مثال ماش ، وعلى هذا يصح ما أمساه . والموس : لغة في المسي ; وهو أن يدخل الراعي يده في رحم الناقة أو الرمكة يمسط ماء الفحل من رحمها استلآما للفحل كراهية أن تحمل له ، قال الأزهري : لم أسمع الموس بمعنى المسي لغير الليث ، وميسون فيعول من مسن أو فعلون من ماس . والموسى : من آلة الحديد فيمن جعلها فعلى ، ومن جعلها من أوسيت أي حلقت ; فهو من باب وسى ، قال الليث : الموس تأسيس اسم الموسى الذي يحلق به ، قال الأزهري : جعل الليث موسى فعلى من الموس ، وجعل الميم أصلية ولا يجوز تنوينه على قياسه . ابن السكيت : تقول هذه موسى جيدة ، وهي فعلى ; عن الكسائي ، قال : وقال الأموي : هو مذكر لا غير ، هذا موسى كما ترى ، وهو مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته بالموسى ، قال يعقوب : وأنشد الفراء في تأنيث الموسى :


فإن تكن الموسى جرت فوق بطنها فما وضعت إلا ومصان قاعد

وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : كتب أن يقتلوا من جرت عليه المواسي أي نبتت عانته ، لأن المواسي إنما تجري على من أنبت ; أراد من بلغ الحلم من الكفار . وموسى اسم النبي - صلوات الله على محمد نبينا وعليه وسلم - عربي معرب ، وهو : مو أي ماء ، وسا أي شجر ; لأن التابوت الذي كان فيه وجد بين الماء والشجر فسمي به ، وقيل : هو بالعبرانية موسى ، ومعناه الجذب لأنه جذب الماء ، قال الليث : واشتقاقه من الماء والساج ، فالمو ماء وسا شجر لحال التابوت في الماء ، قال أبو عمرو : سأل مبرمان أبا العباس عن موسى وصرفه ، فقال : إن جعلته فعلى لم تصرفه ، وإن جعلته مفعلا من أوسيته صرفته .

التالي السابق


الخدمات العلمية