يجتاب أصلا قالصا ، متنبذا بعجوب أنقاء ، يميل هيامها
وانتبذ فلان أي ذهب ناحية . وفي الحديث : أنه مر بقبر منتبذ عن القبور أي منفرد بعيد عنها . وفي حديث آخر : انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه ، يروى بتنوين القبر وبالإضافة ; فمع التنوين هو بمعنى الأول ، ومع الإضافة يكون المنبوذ اللقيط ، أي بقبر إنسان منبوذ رمته أمه على الطريق . وفي حديث الدجال : تلده أمه وهي منبوذة في قبرها أي ملقاة . والمنابذة والانتباذ : تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب . وقد نابذهم الحرب ونبذ إليهم على سواء ينبذ أي نابذهم الحرب . وفي التنزيل : فانبذ إليهم على سواء ، قال اللحياني : على سواء أي على الحق والعدل . ونابذه الحرب : كاشفه . والمنابذة : انتباذ الفريقين للحق ، تقول : نابذناهم الحرب ونبذنا إليهم الحرب على سواء . قال أبو منصور : المنابذة أن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال ، ثم أرادا نقض ذلك العهد فينبذ كل فريق منهما إلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه ، ومنه قوله تعالى : وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ; المعنى : إن كان بينك وبين قوم هدنة فخفت منهم نقضا للعهد فلا تبادر إلى النقض حتى تلقي إليهم أنك قد نقضت ما بينك وبينهم ، فيكونوا معك في علم النقض والعود إلى الحرب مستوين . وفي حديث سلمان : وإن أبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم بأن نظهر لهم العزم على قتالهم ونخبرهم به إخبارا مكشوفا . والنبذ : يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني ، ومنه نبذ العهد إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه . والمنابذة في التجر : أن يقول الرجل لصاحبه : انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو أنبذه إليك فقد وجب البيع بكذا وكذا . وقال اللحياني : المنابذة أن ترمي إليه بالثوب ويرمي إليك بمثله ، والمنابذة أيضا : أن يرمي إليك بحصاة ; عنه أيضا . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المنابذة في البيع والملامسة ، قال أبو عبيد : المنابذة أن يقول الرجل لصاحبه انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو أنبذه إليك وقد وجب البيع بكذا وكذا . قال : ويقال إنما هي أن تقول إذا نبذت الحصاة إليك فقد وجب البيع ، ومما يحققه الحديث الآخر : أنه نهى عن بيع الحصاة ; فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح . ونبيذة البئر : نبيثتها ، وزعم يعقوب أن الذال بدل من الثاء . والنبذ : الشيء القليل ، والجمع أنباذ . ويقال : في هذا العذق نبذ قليل من الرطب ووخر قليل ; وهو أن يرطب في الخطيئة بعد الخطيئة . ويقال : ذهب ماله وبقي نبذ منه ونبذة أي شيء يسير ، وبأرض كذا نبذ من مال ومن كلإ . وفي رأسه نبذ من شيب . وأصاب الأرض نبذ [ ص: 175 ] من مطر أي شيء يسير . وفي حديث أنس : إنما كان البياض في عنفقته وفي الرأس نبذ أي يسير من شيب ; يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم . وفي حديث : أم عطية نبذة قسط وأظفار أي قطعة منه . ورأيت في العذق نبذا من خضرة وفي اللحية نبذا من شيب أي قليلا ، وكذلك القليل من الناس والكلإ . والمنبذة : الوسادة المتكأ عليها ; هذه عن اللحياني . وفي حديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر له لما أتاه بمنبذة ، وقال : عدي بن حاتم إذا أتاكم كريم قول فأكرموه ، وسميت الوسادة منبذة لأنها تنبذ بالأرض أي تطرح للجلوس عليها ، ومنه الحديث : فأمر بالستر أن يقطع ويجعل له منه وسادتان منبوذتان . ونبذ العرق ينبذ نبذا : ضرب ، لغة في نبض ، وفي الصحاح : ينبذ نبذانا لغة في نبض ، والله أعلم .