صفحة جزء
نعق

نعق : النعيق : دعاء الراعي الشاء ، يقال : انعق بضأنك أي ادعها ; قال الأخطل :


انعق بضأنك يا جرير فإنما منتك نفسك في الخلاء ضلالا

ونعق الراعي بالغنم ينعق بالكسر نعقا ونعاقا ونعيقا ونعقانا : صاح بها وزجرها ، يكون ذلك في الضأن والمعز ; وأنشد ابن بري لبشر :


ولم ينعق بناحية الرقاق



وفي الحديث : أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات : ابكين ، وإياكن ونعيق الشيطان . يعني الصياح والنوح ، وأضافه إلى الشيطان ; لأنه الحامل عليه ، وفي حديث المدينة : آخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما أي يصيحان ، وقوله تعالى : [ ص: 301 ] ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء قال الفراء : أضاف المثل إلى الذين كفروا ثم شبههم بالراعي ولم يقل كالغنم ، والمعنى والله أعلم مثل الذين كفروا كالبهائم التي لا تفقه ما يقول الراعي أكثر من الصوت ، فأضاف التشبيه إلى الراعي والمعنى في المرعي ، قال : ومثله في الكلام فلان يخافك كخوف الأسد ، المعنى كخوفه الأسد لأن الأسد معروف أنه المخوف ، وقال أبو إسحاق : ضرب الله لهم هذا المثل وشبههم بالغنم المنعوق بما لا يسمع منه إلا الصوت ، فالمعنى مثلك يا محمد ومثلهم كمثل الناعق والمنعوق بها بما لا يسمع ، لأن سمعهم لم يكن ينفعهم فكانوا في تركهم قبول ما يسمعون بمنزلة من لم يسمع ، ونعق الغراب نعيقا ونعاقا ; الأخيرة عن اللحياني ، والغين في الغراب أحسن ، قال الأزهري : نعق الغراب ونغق بالعين والغين جميعا ، ونعيق الغراب ونعاقه ونغيقه ونغاقه : مثل نهيق الحمار ونهاقه وشحيج البغل وشحاجه ، وصهيل وصهال الخيل وزحير وزخار ، قال : والثقات من الأئمة يقولون كلام العرب نغق الغراب بالغين المعجمة ، ونعق الراعي بالشاء بالعين المهملة ، ولا يقال في الغراب نعق ويجوز نعب ، قال : وهذا هو الصحيح ، وحكى ابن كيسان نعق الغراب بعين مهملة واستعار بعضهم النعيق في الأرانب ; أنشد يعقوب :


والسعسع الأطلس في حلقه     عكرشة تنئق في اللهزم

أراد تنعق ، والناعقان : كويكبان من كواكب الجوزاء وهما أضوأ كوكبين فيها ; يقال : أحدهما رجلها اليسرى ، والآخر منكبها الأيمن ، وهو الذي يسمى الهنعة ، والناعقاء : جحر اليربوع يقف عليه يستمع الأصوات ، والمعروف عن كراع العانقاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية