نوح
نوح : النوح : مصدر ناح ينوح نوحا . ويقال : نائحة ذات نياحة . ونواحة ذات مناحة . والمناحة : الاسم ويجمع على المناحات والمناوح . والنوائح : اسم يقع على النساء يجتمعن في مناحة ويجمع على الأنواح ، قال
لبيد :
قوما تنوحان مع الأنواح
ونساء نوح وأنواح ونوح ونوائح ونائحات ، ويقال : كنا في مناحة فلان . وناحت المرأة تنوح نوحا ونواحا ونياحا ونياحة ومناحة وناحته وناحت عليه . والمناحة والنوح : النساء يجتمعن للحزن ، قال
أبو ذؤيب :
فهن عكوف كنوح الكري م قد شف أكبادهن الهوي
وقوله أنشده
ثعلب :
ألا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عنيزة البقر الهجود
[ ص: 379 ] سمعن بموته فظهرن نوحا قياما ما يحل لهن عود
صير البقر نوحا على الاستعارة ، وجمع النوح أنواح ، قال
لبيد :
كأن مصفحات في ذراه وأنواحا عليهن المآلي
ونوح الحمامة : ما تبديه من سجعها على شكل النوح ، والفعل كالفعل ، قال
أبو ذؤيب :
فوالله لا ألقى ابن عم كأنه نشيبة ما دام الحمام ينوح
وحمامة نائحة ونواحة . واستناح الرجل : كناح . واستناح الرجل : بكى حتى استبكى غيره ، وقول
أوس :
وما أنا ممن يستنيح بشجوه يمد له غربا جزور وجدول
معناه : لست أرضى أن أدفع عن حقي وأمنع حتى أحوج إلى أن أشكو فأستعين بغيري ، وقد فسر على المعنى الأول ، وهو أن يكون يستنيح بمعنى ينوح . واستناح الذئب : عوى فأدنت له الذئاب ، أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
مقلقة للمستنيح العساس
يعني الذئب الذي لا يستقر . والتناوح : التقابل ، ومنه تناوح الجبلين وتناوح الرياح ، ومنه سميت النساء النوائح نوائح ، لأن بعضهن يقابل بعضا إذا نحن ، وكذلك الرياح إذا تقابلت في المهب لأن بعضها يناوح بعضا ويناسج ، فكل ريح استطالت أثرا فهبت عليه ريح طولا فهي نيحته ، فإن اعترضته فهي نسيجته ، وقال الكسائي في قول الشاعر :
لقد صبرت حنيفة صبر قوم كرام تحت أظلال النواحي
أراد النوائح فقلب وعنى بها الرايات المتقابلة في الحروب ، وقيل : عنى بها السيوف ، والرياح إذا اشتد هبوبها يقال : تناوحت ، وقال
لبيد يمدح قومه :
ويكللون إذا الرياح تناوحت خلجا تمد شوارعا أيتامها
والرياح النكب في الشتاء : هي المتناوحة ، وذلك أنها لا تهب من جهة واحدة ، ولكنها تهب من جهات مختلفة ، سميت متناوحة لمقابلة بعضها بعضا وذلك في السنة وقلة الأندية ويبس الهواء وشدة البرد .
ويقال : هما جبلان يتناوحان وشجرتان تتناوحان إذا كانتا متقابلتين وأنشد :
كأنك سكران يميل برأسه مجاجة زق شربها متناوح
أي يقابل : بعضهم بعضا عند شربها . والنوحة : القوة ، وهي النيحة أيضا . وتنوح الشيء تنوحا إذا تحرك وهو متدل ،
ونوح : اسم نبي معروف ينصرف مع العجمة والتعريف ، وكذلك كل اسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن مثل
لوط لأن خفته عادلت أحد الثقلين . وفي حديث
ابن سلام : لقد قلت القول العظيم يوم القيامة في الخليفة من بعد
نوح ، قال
ابن الأثير : قيل : أراد بنوح
عمر - رضي الله عنه - وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - استشار
أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - في أسارى بدر ، فأشار عليه
أبو بكر - رضي الله عنه - بالمن عليهم ، وأشار عليه
عمر - رضي الله عنه - بقتلهم ، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على
أبي بكر - رضي الله عنه - وقال : إن
إبراهيم كان ألين في الله من الدهن اللين ، وأقبل على
عمر - رضي الله عنه - وقال : إن
نوحا كان أشد في الله من الحجر . فشبه
أبا بكر بإبراهيم حين قال :
فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ، وشبه
عمر - رضي الله عنه -
بنوح حين قال :
رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، وأراد
ابن سلام أن
عثمان - رضي الله عنه - خليفة
عمر الذي شبه
بنوح ، وأراد بيوم القيامة يوم الجمعة لأن ذلك القول كان فيه . وعن
كعب : أنه رأى رجلا يظلم رجلا يوم الجمعة ، فقال : ويحك تظلم رجلا يوم القيامة ، والقيامة تقوم يوم الجمعة ؟ وقيل : أراد أن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة .