صفحة جزء
نيب

نيب : الناب مذكر : من الأسنان . ابن سيده : الناب هي السن التي خلف الرباعية ، وهي أنثى . قال سيبويه : أمالوا نابا في حد الرفع تشبيها له بألف رمى ؛ لأنها منقلبة عن ياء وهو نادر ، يعني أن الألف المنقلبة عن الياء والواو إنما تمال إذا كانت لاما ، وذلك في الأفعال خاصة ، وما جاء من هذا في الاسم كالمكا نادر ، وأشذ منه ما كانت ألفه منقلبة عن ياء عينا ، والجمع أنيب ، عن اللحياني ، وأنياب ونيوب وأناييب ، الأخيرة عن سيبويه ، جمع الجمع كأبيات وأباييت . ورجل أنيب : غليظ الناب لا يضغم شيئا إلا كسره ، عن ثعلب وأنشد :


فقلت تعلم أنني غير نائم إلى مستقل بالخيانة أنيبا



ونيوب نيب على المبالغة قال :


مجوبة جوب الرحى لم تثقب     تعض منها بالنيوب النيب



ونبته : أصبت نابه واستعار بعضهم الأنياب للشر ، وأنشد ثعلب :


أفر حذار الشر والشر تاركي     وأطعن في أنيابه وهو كالح



والناب والنيوب : الناقة المسنة سموها بذلك حين طال نابها وعظم ، مؤنثة أيضا . وهو مما سمي فيه الكل باسم الجزء ، وتصغير الناب من الإبل : نييب بغير هاء ، وهذا على نحو قولهم للمرأة : ما أنت إلا بطين ، وللمهزولة : إبرة الكعب وإشفى المرفق . والنيوب : كالناب ، وجمعهما معا أنياب ونيوب ونيب ، فذهب سيبويه إلى أن نيبا جمع ناب ، وقال : بنوها على فعل ، كما بنوا الدار على فعل ، كراهية نيوب ؛ لأنها ضمة في ياء ، وقبلها ضمة وبعدها واو ، فكرهوا ذلك ، وقالوا فيها أيضا : أنياب كقدم وأقدام هذا قوله ، قال ابن سيده : والذي عندي أن أنيابا جمع ناب ، على ما فعلت في هذا النحو ، كقدم وأقدام ، وأن نيبا جمع نيوب كما حكى هو عن يونس ، أن من العرب من يقول صيد وبيض في جمع صيود وبيوض ، على من قال : رسل وهي التميمية ، ويقوي مذهب [ ص: 397 ] سيبويه أن نيبا ، لو كانت جمع نيوب ، لكانت خليقة بنيب ، كما قالوا في صيود : صيد ، وفي بيوض : بيض ؛ لأنهم لا يكرهون في الياء ، من هذا الضرب كما يكرهون في الواو لخفتها وثقل الواو ، فإن لم يقولوا : نيب ، دليل على أن نيبا جمع ناب ، كما ذهب إليه سيبويه ، وكلا المذهبين قياس إذا صحت نيوب ، وإلا فنيب جمع ناب ، كما ذهب إليه سيبويه قياسا على دور . ونابه ينيبه أي أصاب نابه . ونيب سهمه أي عجم عوده ، وأثر فيه بنابه . والناب : المسنة من النوق . وفي الحديث : لهم من الصدقة الثلب والناب . وفي الحديث أنه قال لقيس بن عاصم : كيف أنت عند القرى ؟ قال : ألصق بالناب الفانية ، والجمع النيب . وفي المثل : لا أفعل ذلك ما حنت النيب ، قالمنظور بن مرثد الفقعسي :


حرقها حمض بلاد فل     فما تكاد نيبها تولي



أي ترجع من الضعف وهو فعل مثل أسد وأسد ، وإنما كسروا النون لتسلم الياء ، ومنه حديث عمر : أعطاه ثلاثة أنياب جزائر ، والتصغير نييب ، يقال : سميت لطول نابها ، فهو كالصفة فلذلك لم تلحقه الهاء لأن الهاء لا تلحق تصغير الصفات . تقول منه : نيبت الناقة أي صارت هرمة ، ولا يقال للجمل ناب . قال سيبويه : ومن العرب من يقول في تصغير ناب : نويب ، فيجيء بالواو لأن هذه الألف يكثر انقلابها من الواوات ، وقال ابن السراج : هذا غلط منه . قال ابن بري : ظاهر هذا اللفظ أن ابن السراج غلط سيبويه فيما حكاه ، قال : وليس الأمر كذلك وإنما قوله : وهو غلط منه من تتمة كلام سيبويه إلا أنه قال : منهم ، وغيره ابن السراج فقال : منه ، فإن سيبويه قال : وهذا غلط منهم أي من العرب الذين يقولونه كذلك . وقول ابن السراج غلط منه هو بمعنى غلط من قائله ، وهو من كلام سيبويه ليس من كلام ابن السراج . وقال اللحياني : الناب من الإبل مؤنثة لا غير ، وقد نيبت وهي منيب . وفي حديث زيد بن ثابت : أن ذئبا نيب في شاة ، فذبحوها بمروة أي أنشب أنيابه فيها . والناب : السن التي خلف الرباعية . وناب القوم : سيدهم . والناب : سيد القوم وكبيرهم ، وأنشد أبو بكر قول جميل :


رمى الله في عيني بثينة بالقذى     وفي الغر من أنيابها بالقوادح



قال : أنيابها ساداتها أي رمى الله بالهلاك والفساد في أنياب قومها وساداتها إذ حالوا بينها وبين زيارتي ، وقوله :


رمى الله في عيني بثينة بالقذى



كقولك : سبحان الله ما أحسن عينها . ونحو منه : قاتله الله ما أشجعه ، وهوت أمه ما أرجله . وقالت الكندية ترثي إخوتها :


هوت أمهم ما ذامهم يوم صرعوا     بنيسان من أنياب مجد تصرما



ويقال : فلان جبل من الجبال إذا كان عزيزا ، وعز فلان يزاحم الجبال ؛ وأنشد :


أللبأس أم للجود أم لمقاوم     من العز يزحمن الجبال الرواسيا



ونيب النبت وتنيب : خرجت أرومته ، وكذلك الشيب قال ابن سيده : وأراه على التشبيه بالناب ، قال مضرس :


فقالت أما ينهاك عن تبع الصبا     معاليك والشيب الذي قد تنيبا



التالي السابق


الخدمات العلمية