هدي
هدي : من أسماء الله تعالى سبحانه : الهادي ; قال
ابن الأثير : هو الذي بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته ، وهدى كل مخلوق إلى ما لا بد له منه في بقائه ودوام وجوده .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الهدى ضد الضلال ، وهو الرشاد ، والدلالة أنثى ، وقد حكي فيها التذكير ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري ليزيد بن خذاق :
ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت سبل المكارم والهدى تعدي
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : قال
اللحياني الهدى مذكر ، قال : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بعض
بني أسد يؤنثه ، يقول : هذه هدى مستقيمة . قال
أبو إسحاق : قوله - عز وجل - :
قل إن هدى الله هو الهدى ; أي الصراط الذي دعا إليه ، هو طريق الحق . وقوله تعالى :
إن علينا للهدى ، أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال . وقد هداه هدى وهديا وهداية وهدية وهداه للدين هدى وهداه يهديه في الدين هدى . وقال
قتادة في قوله - عز وجل - :
وأما ثمود فهديناهم ; أي بينا لهم طريق الهدى وطريق الضلالة فاستحبوا أي آثروا الضلالة على الهدى .
الليث : لغة أهل الغور هديت لك في معنى بينت لك . وقوله تعالى :
أولم يهد لهم ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : أولم يبين لهم . وفي الحديث : أنه قال
لعلي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376143سل الله الهدى ، وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376144قل اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد تسديدك السهم ; والمعنى إذا سألت الله الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق ، وسل الله الاستقامة فيه كما تتحراه في سلوك الطريق ; لأن سالك الفلاة يلزم الجادة ولا يفارقها خوفا من الضلال ، وكذلك الرامي إذا رمى شيئا سدد السهم نحوه ليصيبه ، فأخطر ذلك بقلبك ليكون ما تنويه من الدعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمي . وقوله - عز وجل - :
الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ; معناه خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع ، والتي هي أصلح الخلق له ، ثم هداه لمعيشته ، وقيل : ثم هداه لموضع ما يكون منه الولد ، والأول أبين وأوضح ، وقد هدي فاهتدى .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج في قوله تعالى :
قل الله يهدي للحق ; يقال : هديت للحق وهديت إلى الحق بمعنى واحد ; لأن هديت يتعدى إلى المهديين ، والحق يتعدى بحرف جر ، المعنى : قل الله يهدي من يشاء للحق . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376145سنة الخلفاء الراشدين المهديين ; المهدي الذي قد هداه الله إلى الحق ، وقد استعمل في الأسماء حتى صار كالأسماء الغالبة ، وبه سمي
المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يجيء في آخر الزمان ، ويريد بالخلفاء المهديين :
أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - رضوان الله عليهم - وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم ، وقد تهدى إلى الشيء واهتدى . وقوله تعالى :
ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ; قيل :
[ ص: 42 ] بالناسخ والمنسوخ ، وقيل : بأن يجعل جزاءهم أن يزيدهم في يقينهم هدى كما أضل الفاسق بفسقه ، ووضع الهدى موضع الاهتداء . وقوله تعالى :
وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تاب من ذنبه وآمن بربه ثم اهتدى أي أقام على الإيمان ، وهدى واهتدى بمعنى . وقوله تعالى :
فإن الله لا يهدي من يضل ; قال
الفراء : يريد لا يهتدي . وقوله تعالى :
أمن لا يهدي إلا أن يهدى ، بالتقاء الساكنين فيمن قرأ به ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني قال : لا يخلو من أحد أمرين : إما أن تكون الهاء مسكنة ألبتة ، فتكون التاء من يهتدي مختلسة الحركة ، وإما أن تكون الدال مشددة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إليها أو مكسورة لسكونها وسكون الدال الأولى ، قال
الفراء : معنى قوله تعالى :
أمن لا يهدي إلا أن يهدى ; يقول : يعبدون ما لا يقدر أن ينتقل عن مكانه إلا أن ينقلوه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وقرئ ( أم من لا يهدي ) ، بإسكان الهاء والدال ، قال : وهي قراءة شاذة ، وهي مروية ، قال : وقرأ
أبو عمرو : أم من لا يهدي ، بفتح الهاء ، والأصل لا يهتدي . وقرأ
عاصم : أم من لا يهدي ، بكسر الهاء ، بمعنى يهتدي أيضا ، ومن قرأ : أم من لا يهدي ، خفيفة ، فمعناه يهتدي أيضا . يقال : هديته فهدى أي اهتدى ; وقوله أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
إن مضى الحول ولم آتكم بعناج تهتدي أحوى طمر
فقد يجوز أن يريد تهتدي بأحوى ، ثم حذف الحرف وأوصل الفعل ، وقد يجوز أن يكون معنى تهتدي هنا تطلب أن يهديها ، كما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه من قولهم : اخترجته في معنى استخرجته أي طلبت منه أن يخرج . وقال بعضهم : هداه الله الطريق . وهي لغة
أهل الحجاز ، وهداه للطريق وإلى الطريق هداية وهداه يهديه هداية إذا دله على الطريق . وهديته الطريق والبيت هداية أي عرفته ، لغة
أهل الحجاز ، وغيرهم يقول : هديته إلى الطريق وإلى الدار ; حكاها
الأخفش . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : يقال هديته الطريق بمعنى عرفته فيعدى إلى مفعولين ، ويقال : هديته إلى الطريق وللطريق على معنى أرشدته إليها ، فيعدى بحرف الجر كأرشدت ، قال : ويقال : هديت له الطريق على معنى بينت له الطريق ، وعليه قوله سبحانه وتعالى :
أولم يهد لهم ،
وهديناه النجدين ، وفيه :
اهدنا الصراط المستقيم ، معنى طلب الهدى منه تعالى ، وقد هداهم أنهم قد رغبوا منه تعالى التثبيت على الهدى ، وفيه :
وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ، وفيه :
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . وأما هديت العروس إلى زوجها فلا بد فيه من اللام لأنه بمعنى زففتها إليه ، وأما أهديت إلى البيت هديا فلا يكون إلا بالألف لأنه بمعنى أرسلت فلذلك جاء على أفعلت . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : بلغني أن
عبد الله بن أبي سليط قال
لعبد الرحمن بن زيد بن حارثة ، وقد أخر صلاة الظهر : أكانوا يصلون هذه الصلاة الساعة ؟ قال : لا والله ، فما هدى مما رجع أي فما بين وما جاء بحجة مما أجاب ، إنما قال لا والله ، وسكت ، والمرجوع الجواب فلم يجئ بجواب فيه بيان ولا حجة لما فعل من تأخير الصلاة . وهدى : بمعنى بين في لغة أهل الغور ، يقولون : هديت لك بمعنى بينت لك . ويقال بلغتهم نزلت :
أولم يهد لهم . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : رجل هدو على مثال عدو ، كأنه من الهداية ، ولم يحكها
يعقوب في الألفاظ التي حصرها كحسو وفسو . وهديت الضالة هداية . والهدى : النهار ; قال
ابن مقبل :
حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا
والهدى : إخراج شيء إلى شيء . والهدى أيضا : الطاعة والورع . والهدى : الهادي في قوله - عز وجل - :
أو أجد على النار هدى ; والطريق يسمى هدى ; ومنه قول
الشماخ :
قد وكلت بالهدى إنسان ساهمة كأنه من تمام الظمء مسمول
وفلان لا يهدي الطريق ولا يهتدي ولا يهدي ولا يهدي ، وذهب على هديته أي على قصده في الكلام وغيره . وخذ في هديتك أي فيما كنت فيه من الحديث والعمل ولا تعدل عنه .
الأزهري :
أبو زيد في باب الهاء والقاف : يقال للرجل إذا حدث بحديث ثم عدل عنه قبل أن يفرغ إلى غيره : خذ على هديتك ، بالكسر ، وقديتك أي خذ فيما كنت فيه ولا تعدل عنه ، وقال : كذا أخبرني
أبو بكر عن
شمر ، وقيده في كتابه المسموع من
شمر : خذ في هديتك وقديتك ، أي خذ فيما كنت فيه بالقاف . ونظر فلان هدية أمره أي جهة أمره . وضل هديته وهديته أي لوجهه ; قال
عمرو بن أحمر الباهلي :
نبذ الجؤار وضل هدية روقه لما اختللت فؤاده بالمطرد
أي ترك وجهه الذي كان يريده وسقط لما أن صرعته ، وضل الموضع الذي كان يقصد له بروقه من الدهش . ويقال : فلان يذهب على هديته أي على قصده . ويقال : هديت أي قصدت . وهو على مهيديته أي حاله ; حكاها
ثعلب ، ولا مكبر لها . ولك هديا هذه الفعلة أي مثلها ، ولك عندي هدياها أي مثلها . ورمى بسهم ثم رمى بآخر هدياه أي مثله أو قصده .
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : استبق رجلان فلما سبق أحدهما صاحبه تبالحا فقال له المسبوق : لم تسبقني ! فقال السابق : فأنت على هدياها أي أعاودك ثانية ، وأنت على بدأتك ، أي أعاودك ; وتبالحا : تجاحدا ، وقال : فعل به هدياها أي مثلها . وفلان يهدي هدي فلان : يفعل مثل فعله ويسير سيرته . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376146واهدوا بهدي عمار أي سيروا بسيرته وتهيأوا بهيئته . وما أحسن هديه أي سمته وسكونه . وفلان حسن الهدي والهدية أي الطريقة والسيرة . وما أحسن هديته وهديه أيضا ، بالفتح ، أي سيرته ، والجمع هدي ، مثل تمرة وتمر . وما أشبه هديه بهدي فلان أي سمته .
أبو عدنان : فلان حسن الهدي ، وهو حسن المذهب في أموره كلها ; وقال
زيادة بن زيد العدوي :
ويخبرني عن غائب المرء هديه كفى الهدي عما غيب المرء مخبرا
وهدى هدي فلان أي سار سيره .
الفراء : يقال ليس لهذا الأمر هدية
[ ص: 43 ] ولا قبلة ولا دبرة ولا وجهة . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376147إن أحسن الهدي هدي محمد ، أي أحسن الطريق والهداية والطريقة والنحو والهيئة ، وفي حديثه الآخر : كنا ننظر إلى هديه ودله ;
أبو عبيد : وأحدهما قريب المعنى من الآخر ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16689عمران بن حطان :
وما كنت في هدي علي غضاضة وما كنت في مخزاته أتقنع
وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376148الهدي الصالح والسمت الصالح جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة ;
ابن الأثير : الهدي السيرة والهيئة والطريقة ، ومعنى الحديث أن هذه الحال من شمائل الأنبياء من جملة خصالهم وأنها جزء معلوم من أجزاء أفعالهم ، وليس المعنى أن النبوة تتجزأ ، ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة ، فإن النبوة غير مكتسبة ، ولا مجتلبة بالأسباب ، وإنما هي كرامة من الله تعالى ، ويجوز أن يكون أراد بالنبوة ما جاءت به النبوة ، ودعت إليه ، وتخصيص هذا العدد مما يستأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعرفته . وكل متقدم هاد . والهادي : العنق لتقدمه ; قال
المفضل النكري :
جموم الشد شائلة الذنابى وهاديها كأن جذع سحوق
والجمع هواد . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376149أنه بعث إلى ضباعة وذبحت شاة فطلب منها ، فقالت ما بقي منها إلا الرقبة فبعث إليها أن أرسلي بها فإنها هادية الشاة . والهادية والهادي : العنق لأنها تتقدم على البدن ، ولأنها تهدي الجسد .
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الهادية من كل شيء أوله ، وما تقدم منه ، ولهذا قيل : أقبلت هوادي الخيل إذا بدت أعناقها . وفي الحديث :
طلعت هوادي الخيل يعني أوائلها . وهوادي الليل : أوائله لتقدمها كتقدم الأعناق ; قال
سكين بن نضرة البجلي :
دفعت بكفي الليل عنه وقد بدت هوادي ظلام الليل فالظل غامره
وهوادي الخيل : أعناقها ، لأنها أول شيء من أجسادها ، وقد تكون الهوادي أول رعيل يطلع منها ، لأنها المتقدمة . ويقال : قد هدت تهدي إذا تقدمت ; وقال
عبيد يذكر الخيل :
وغداة صبحن الجفار عوابسا تهدي أوائلهن شعث شزب
أي يتقدمهن ; وقال
الأعشى وذكر عشاه وأن عصاه تهديه :
إذا كان هادي الفتى في البلا د صدر القناة أطاع الأميرا
وقد يكون إنما سمى العصا هاديا لأنه يمسكها فهي تهديه تتقدمه ، وقد يكون من الهداية لأنها تدله على الطريق ، وكذلك الدليل يسمى هاديا لأنه يتقدم القوم ويتبعونه ، ويكون أن يهديهم للطريق . وهاديات الوحش : أوائلها ، وهي هواديها . والهادية : المتقدمة من الإبل . والهادي : الدليل ، لأنه يقدم القوم . وهداه أي تقدمه ; قال
طرفة :
للفتى عقل يعيش به حيث تهدي ساقه قدمه
وهادي السهم : نصله ; وقول
امرئ القيس :
كأن دماء الهاديات بنحره عصارة حناء بشيب مرجل
يعني به أوائل الوحش . ويقال : هو يهاديه الشعر ، وهاداني فلان الشعر وهاديته أي هاجاني وهاجيته . والهدية : ما أتحفت به ، يقال : أهديت له وإليه . وفي التنزيل العزيز :
وإني مرسلة إليهم بهدية ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : جاء في التفسير أنها أهدت إلى
سليمان لبنة ذهب ، وقيل : لبن ذهب في حرير ، فأمر
سليمان - عليه السلام - بلبنة الذهب فطرحت تحت الدواب حيث تبول عليها وتروث ، فصغر في أعينهم ما جاءوا به وقد ذكر أن الهدية كانت غير هذا ، إلا أن قول
سليمان : أتمدونني بمال ؟ يدل على أن الهدية كانت مالا . والتهادي : أن يهدي بعضهم إلى بعض . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2011528تهادوا تحابوا ، والجمع هدايا وهداوى ، وهي لغة
أهل المدينة ، وهداوي وهداو ; الأخيرة عن
ثعلب ، أما هدايا فعلى القياس أصلها هدائي ، ثم كرهت الضمة على الياء فأسكنت فقيل هدائي ، ثم قلبت الياء ألفا استخفافا لمكان الجمع فقيل هداءا ، كما أبدلوها في مدارى ، ولا حرف علة هناك إلا الياء ، ثم كرهوا همزة بين ألفين ; لأن الهمزة بمنزلة الألف ، إذ ليس حرف أقرب إليها منها ، فصوروها ثلاث همزات ، فأبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ، ولأنه ليس حرف بعد الألف أقرب إلى الهمزة من الياء ، ولا سبيل إلى الألف لاجتماع ثلاث ألفات فلزمت الياء بدلا ، ومن قال : هداوى ، أبدل الهمزة واوا لأنهم قد يبدلونها منها كثيرا كبوس وأومن ; هذا كله مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وزدته أنا إيضاحا ، وأما هداوي فنادر ، وأما هداو فعلى أنهم حذفوا الياء من هداوي حذفا ثم عوض منها التنوين .
أبو زيد : الهداوى لغة عليا معد ، وسفلاها الهدايا . ويقال : أهدى وهدى بمعنى ; ومنه :
أقول لها هدي ولا تذخري لحمي
وأهدى الهدية إهداء وهداها . والمهدى ، بالقصر وكسر الميم : الإناء الذي يهدى فيه مثل الطبق ونحوه ; قال :
مهداك ألأم مهدى حين تنسبه فقيرة أو قبيح العضد مكسور
ولا يقال للطبق مهدى إلا وفيه ما يهدى . وامرأة مهداء ، بالمد ، إذا كانت تهدي لجاراتها . وفي المحكم : إذا كانت كثيرة الإهداء ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
وإذا الخرد اغبررن من المح ل وصارت مهداؤهن عفيرا
وكذلك الرجل مهداء : من عادته أن يهدي . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376150من هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة ; هو من هداية الطريق أي من عرف ضالا أو ضريرا طريقه ، ويروى بتشديد الدال ، إما للمبالغة من الهداية ، أو من الهدية ، أي من تصدق بزقاق من النخل ، وهو السكة والصف من أشجاره ، والهداء : أن تجيء هذه بطعامها وهذه بطعامها فتأكلا في موضع واحد . والهدي والهدية : العروس ; قال
أبو ذؤيب :
برقم ووشي كما نمنمت بمشيتها المزدهاة الهدي
والهداء : مصدر قولك : هدى العروس . وهدى العروس إلى بعلها هداء وأهداها واهتداها ; الأخيرة عن
أبي علي ; وأنشد :
كذبتم وبيت الله لا تهتدونها
وقد هديت إليه ; قال
زهير :
فإن تكن النساء مخبآت فحق لكل محصنة هداء
[ ص: 44 ] ابن بزرج : واهتدى الرجل امرأته إذا جمعها إليه وضمها ، وهي مهدية وهدي ، أيضا فعيل ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري :
ألا يا دار عبلة بالطوي كرجع الوشم في كف الهدي
والهدي : الأسير ; قال
المتلمس يذكر
طرفة ومقتل
عمرو بن هند إياه :
كطريفة بن العبد كان هديهم ضربوا صميم قذاله بمهند
قال : وأظن المرأة إنما سميت هديا لأنها كالأسير عند زوجها ; قال الشاعر :
كرجع الوشم في كف الهدي
قال : ويجوز أن يكون سميت هديا لأنها تهدى إلى زوجها ، فهي هدي فعيل بمعنى مفعول . والهدي : ما أهدي إلى
مكة من النعم . وفي التنزيل العزيز :
حتى يبلغ الهدي محله ، وقرئ : ( حتى يبلغ الهدي محله ) ، بالتخفيف والتشديد ، الواحدة هدية وهدية ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : الذي قرأه بالتشديد
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، وشاهده قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
حلفت برب مكة والمصلى وأعناق الهدي مقلدات
وشاهد الهدية ; قول
ساعدة بن جؤية :
إني وأيديهم وكل هدية مما تثج له ترائب تثعب
وقال
ثعلب : الهدي ، بالتخفيف ، لغة
أهل الحجاز ، والهدي ، بالتثقيل ، على فعيل لغة
بني تميم ، وسفلى قيس ، وقد قرئ بالوجهين جميعا :
حتى يبلغ الهدي محله . ويقال : مالي هدي إن كان كذا ، وهي يمين . وأهديت الهدي إلى بيت الله إهداء . وعليه هدية أي بدنة .
الليث وغيره : ما يهدى إلى
مكة من النعم وغيره من مال أو متاع فهو هدي وهدي ، والعرب تسمي الإبل هديا ، ويقولون : كم هدي بني فلان ; يعنون الإبل ، سميت هديا لأنها تهدى إلى البيت . غيره : وفي حديث طهفة في صفة السنة : هلك الهدي ، ومات الودي ، الهدي ، بالتشديد : كالهدي ، بالتخفيف ، وهو ما يهدى إلى
البيت الحرام من النعم لتنحر ، فأطلق على جميع الإبل ، وإن لم تكن هديا تسمية للشيء ببعضه ، أراد هلكت الإبل ويبست النخيل . وفي حديث الجمعة : فكأنما أهدى دجاجة ، وكأنما أهدى بيضة ; الدجاجة والبيضة ليستا من الهدي وإنما هو من الإبل والبقر ، وفي الغنم خلاف فهو محمول على حكم ما تقدمه من الكلام ; لأنه لما قال : أهدى بدنة وأهدى بقرة وشاة ، أتبعه بالدجاجة والبيضة ، كما تقول : أكلت طعاما وشرابا ، والأكل يختص بالطعام دون الشراب ; ومثله قول الشاعر :
متقلدا سيفا ورمحا
والتقلد بالسيف دون الرمح . وفلان هدي بني فلان وهديهم أي جارهم يحرم عليهم منه ما يحرم من الهدي ، وقيل : الهدي والهدي الرجل ذو الحرمة يأتي القوم يستجير بهم أو يأخذ منهم عهدا ، فهو ما لم يجر أو يأخذ العهد ، هدي ، فإذا أخذ العهد منهم فهو حينئذ جار لهم ; قال
زهير :
فلم أر معشرا أسروا هديا ولم أر جار بيت يستباء
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي في تفسير هذا البيت : هو الرجل الذي له حرمة كحرمة هدي البيت ، ويستباء : من البواء أي القود أي أتاهم يستجير بهم فقتلوه برجل منهم ; وقال غيره في قرواش :
هديكم خير أبا من أبيكم أبر وأوفى بالجوار وأحمد
ورجل هدان وهداء : للثقيل الوخم ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : لا أدري أيهما سمعت أكثر ; قال
الراعي :
هداء أخو وطب وصاحب علبة يرى المجد أن يلقى خلاء وأمرعا
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الهداء الرجل الضعيف البليد . والهدي : السكون ; قال
الأخطل :
وما هدى هدي مهزوم وما نكلا
يقول : لم يسرع إسراع المنهزم ، ولكن على سكون وهدي حسن .
والتهادي : مشي النساء والإبل الثقال ، وهو مشي في تمايل وسكون . وجاء فلان يهادى بين اثنين إذا كان يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376151خرج في مرضه الذي مات فيه يهادى بين رجلين ;
أبو عبيد : معناه أنه كان يمشي بينهما يعتمد عليهما من ضعفه وتمايله ، وكذلك كل من فعل بأحد فهو يهاديه ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
يهادين جماء المرافق وعثة كليلة حجم الكعب ريا المخلخل
وإذا فعلت ذلك المرأة وتمايلت في مشيتها من غير أن يماشيها أحد قيل : تهادى ; قال
الأعشى :
إذا ما تأتى تريد القيام تهادى كما قد رأيت البهيرا
وجئتك بعد هدء من الليل ، وهدي لغة في هدء ; الأخيرة عن
ثعلب . والهادي : الراكس ، وهو الثور في وسط البيدر يدور عليه الثيران في الدراسة ; وقول
أبي ذؤيب :
فما فضلة من أذرعات هوت بها مذكرة عنس كهادية الضحل
أراد بهادية الضحل أتان الضحل ، وهي الصخرة الملساء . والهادية : الصخرة النابتة في الماء .