لا تبئني - وأنت لي - بك ، وغد لا تبئ بالمؤرس الإريسا
يقال : أبأته به أي سويته به ، يريد : لا تسوني بك . والوغد : الخسيس اللئيم ، وفصل بقوله : لي بك ، بين المبتدأ والخبر ، وبك متعلق بتبئني ، أي لا تبئني بك وأنت لي وغد أي عدو لأن اللئيم عدو لي ومخالف لي ، وقوله :لا تبئ بالمؤرس الإريسا
أي لا تسو الإريس ، وهو الأمير ، بالمؤرس ; وهو المأمور وتابعه ، أي لا تسو المولى بخادمه ، فيكون المعنى في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لهرقل : فعليك إثم الإريسين ، يريد الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم يهدوهم ، وأنت إريسهم الذي يجيبون دعوتك ويمتثلون أمرك ، وإذا دعوتهم إلى أمر أطاعوك ، فلو دعوتهم إلى الإسلام لأجابوك ، فعليك إثم الإريسين الذين هم قادرون على هداية قومهم ثم لم [ ص: 87 ] يهدوهم ، وذلك يسخط الله عليهم ويعظم إثمهم ; قال : وفيه وجه آخر ، وهو أن تجعل الإريسين ، وهم المنسوبون إلى الإريس ، مثل المهلبين والأشعرين المنسوبين إلى المهلب وإلى الأشعر ، وكان القياس فيه أن يكون بياءي النسبة فيقال : الأشعريون والمهلبيون ، وكذلك قياس الإريسين الإريسيون في الرفع والإريسيين في النصب والجر ، قال : ويقوي هذا رواية من روى الإريسيين ، وهذا منسوب قولا واحدا لوجود ياءي النسبة فيه فيكون المعنى : فعليك إثم الإريسيين الذين هم داخلون في طاعتك ويجيبونك إذا دعوتهم ثم لم تدعهم إلى الإسلام ، ولو دعوتهم لأجابوك ، فعليك إثمهم لأنك سبب منعهم الإسلام ولو أمرتهم بالإسلام لأسلموا ; وحكي عن أبي عبيد : هم الخدم والخول ، يعني بصده لهم عن الدين كما قال تعالى : ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا ; أي عليك مثل إثمهم . قال ابن الأثير : ، قال أبو عبيد في كتاب الأموال : أصحاب الحديث يقولون الإريسيين مجموعا منسوبا والصحيح بغير نسب ، قال : ورده عليه ، وقال بعضهم : في رهط الطحاوي هرقل فرقة تعرف بالأروسية فجاء على النسب إليهم ، وقيل : إنهم أتباع عبد الله بن أريس ، رجل كان في الزمن الأول ، قتلوا نبيا بعثه الله إليهم ، وقيل : الإريسون الملوك ، واحدهم إريس ، وقيل : هم العشارون . وأرأسة بن مر بن أد : معروف . وفي حديث خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - : فسقط من يد عثمان - رضي الله عنه - في بئر أريس ، بفتح الهمزة وتخفيف الراء ، هي بئر معروفة قريبا من مسجد قباء عند المدينة .