ولي
ولي : في أسماء الله تعالى : الولي هو الناصر ، وقيل : المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها ، ومن أسمائه - عز وجل - : الوالي ، وهو مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها . قال
ابن الأثير : وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل ، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالي .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : ولي الشيء وولي عليه ولاية وولاية ، وقيل : الولاية الخطة كالإمارة ، والولاية المصدر .
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : الولاية ، بالكسر السلطان ، والولاية والولاية النصرة . يقال : هم علي ولاية أي مجتمعون في النصرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الولاية ، بالفتح ، المصدر والولاية ، بالكسر ، الاسم مثل الإمارة والنقابة ، لأنه اسم لما توليته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : وقرئ :
ما لكم من ولايتهم من شيء ، بالفتح والكسر ، وهي بمعنى النصرة ; قال
أبو الحسن : الكسر لغة ، وليست بذلك .
التهذيب : قوله تعالى :
والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء ; قال
الفراء : يريد ما لكم من مواريثهم من شيء ، قال : فكسر الواو هاهنا من ولايتهم أعجب إلي من فتحها لأنها إنما تفتح أكثر ذلك إذا أريد بها النصرة ، قال : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة ، قال
الأزهري : ولا أظنه علم التفسير ; قال
الفراء : ويختارون في وليته ولاية الكسر ، قال : وسمعناها ، بالفتح وبالكسر في الولاية في معنييهما جميعا ; وأنشد :
دعيهم فهم ألب علي ولاية وحفرهمو إن يعلموا ذاك دائب
وقال
أبو العباس نحوا مما قال
الفراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : يقرأ ولايتهم وولايتهم بفتح الواو وكسرها ، فمن فتح جعلها من النصرة والنسب ، قال : والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ليفصل بين المعنيين ، وقد يجوز كسر الولاية ; لأن في تولي بعض القوم بعضا جنسا من الصناعة والعمل ، وكل ما كان من جنس الصناعة نحو القصارة والخياطة فهي مكسورة . قال : والولاية على الإيمان واجبة : المؤمنون بعضهم أولياء بعض ، ولي بين الولاية ، ووال بين الولاية . والولي : ولي اليتيم الذي يلي أمره ويقوم بكفايته . وولي المرأة : الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه . وفي الحديث : أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل ، وفي رواية : وليها ، أي متولي أمرها . وفي الحديث : أسألك غناي وغنى مولاي . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376422من أسلم على يده رجل فهو مولاه أي يرثه كما يرث من أعتقه . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376423أنه سئل عن رجل مشرك يسلم على يد رجل من المسلمين ، فقال : هو أولى الناس بمحياه ومماته أي أحق به من غيره ; قال
ابن الأثير : ذهب قوم إلى العمل بهذا الحديث واشترط آخرون أن يضيف إلى الإسلام على يده المعاقدة والموالاة ، وذهب أكثر الفقهاء إلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البر والصلة ، ورعي الذمام ، ومنهم من ضعف الحديث . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376424ألحقوا المال بالفرائض ، فما أبقت السهام فلأولى رجل ذكر ، أي أدنى وأقرب في النسب إلى الموروث . ويقال : فلان أولى بهذا الأمر من فلان أي أحق به . وهما الأوليان الأحقان . قال الله تعالى :
من الذين استحق عليهم الأوليان ; قرأ بها
علي - عليه السلام - وبها قرأ
أبو عمرو ،
ونافع وكثير ; وقال
الفراء : من قرأ الأوليان أراد وليي الموروث ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الأوليان ، في قول أكثر البصريين ; يرتفعان على البدل ، مما في يقومان ؛ المعنى : فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الجائيين ، ومن قرأ الأولين رده على الذين ، وكأن المعنى من الذين استحق عليهم أيضا الأولين ، قال : وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - وبها قرأ الكوفيون واحتجوا بأن قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أرأيت إن كان الأوليان صغيرين . وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر . يقال : هو الأولى ، وهم الأوالي ، والأولون ، على مثال الأعلى والأعالي والأعلون . وتقول في المرأة : هي الوليا وهما الولييان وهن الولى ، وإن شئت الولييات ، مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات . وقوله - عز وجل - :
وإني خفت الموالي من ورائي ; قال
الفراء : الموالي ورثة الرجل وبنو عمه ، قال : والولي والمولى واحد في كلام العرب . قال
أبو منصور : ومن هذا قول سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376425أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليها ، لأنهما بمعنى واحد . وروى
ابن سلام عن
يونس قال : المولى له مواضع في كلام العرب : منها المولى في الدين ، وهو الولي وذلك قوله تعالى :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ; أي لا ولي لهم ، ومنه قول سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376426من كنت مولاه فعلي مولاه أي من
[ ص: 282 ] كنت وليه ; قال : وقوله - عليه السلام -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376427مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالي الله ورسوله أي أولياء الله ، قال : والمولى العصبة ، ومن ذلك قوله تعالى :
وإني خفت الموالي من ورائي ; وقال
اللهبي يخاطب
بني أمية :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا إمشوا رويدا كما كنتم تكونونا
قال : والمولى الحليف ، وهو من انضم إليك فعز بعزك وامتنع بمنعتك ; قال
عامر الخصفي من
بني خصفة :
هم المولى وإن جنفوا علينا وإنا من لقائهم لزور
قال
أبو عبيدة : يعني الموالي أي بني العم ، وهو كقوله تعالى :
ثم يخرجكم طفلا . والمولى : المعتق انتسب بنسبك ، ولهذا قيل للمعتقين الموالي ، قال : وقال
أبو الهيثم المولى على ستة أوجه : المولى ابن العم والعم والأخ والابن والعصبات كلهم ، والمولى الناصر ، والمولى الولي الذي يلي عليك أمرك ، قال : ورجل ولاء وقوم ولاء في معنى ولي وأولياء ; لأن الولاء مصدر ، والمولى مولى الموالاة وهو الذي يسلم على يدك ويواليك ، والمولى مولى النعمة ، وهو المعتق ، أنعم على عبده بعتقه ، والمولى المعتق لأنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك أن تنصره وترثه إن مات ولا وارث له ، فهذه ستة أوجه . وقال
الفراء في قوله تعالى :
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ، قال : هؤلاء
خزاعة كانوا عاقدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يقاتلوه ولا يخرجوه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبر والوفاء إلى مدة أجلهم ، ثم قال :
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم . . . . . . . .
أن تولوهم ، أي تنصروهم ، يعني أهل
مكة ; قال
أبو منصور : جعل التولي ها هنا بمعنى النصر من الولي ، والمولى وهو الناصر . وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
من تولاني فليتول عليا ; معناه من نصرني فلينصره . وقال
الفراء في قوله تعالى :
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ; أي توليتم أمور الناس ، والخطاب
لقريش ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وقرئ : إن توليتم أي وليكم
بنو هاشم . ويقال : تولاك الله أي وليك الله ، ويكون بمعنى نصرك الله . وقوله : اللهم وال من والاه ، أي أحبب من أحبه ، وانصر من نصره . والموالاة على وجوه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الموالاة أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه ، ووالى فلان فلانا إذا أحبه ، قال
الأزهري : وللموالاة معنى ثالث ، سمعت العرب تقول والوا حواشي نعمكم عن جلتها أي اعزلوا صغارها عن كبارها ، وقد واليناها فتوالت إذا تميزت ; وأنشد بعضهم :
وكنا خليطى في الجمال فأصبحت جمالي توالى ولها من جمالكا
توالى أي تميز منها ; ومن هذا قول
الأعشى :
ولكنها كانت نوى أجنبية توالي ربعي السقاب فأصحبا
وربعي السقاب : الذي نتج في أول الربيع ، وتواليه : أن يفصل عن أمه فيشتد ولهه إليها إذا فقدها ، ثم يستمر على الموالاة ويصحب أي ينقاد ويصبر بعدما كان اشتد عليه من مفارقته إياها . وفي نوادر الأعراب : تواليت مالي وامتزت مالي وازدلت مالي بمعنى واحد ، جعلت هذه الأحرف واقعة ، قال : والظاهر منها اللزوم .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي قال : ابن العم مولى وابن الأخت مولى والجار والشريك والحليف ; وقال
الجعدي :
موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الأتاويا
يقول : هم حلفاء لا أبناء عم ; وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
لأن
عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين ، وهم حلفاء
بني عبد شمس بن عبد مناف ، والحليف عند العرب مولى ، وإنما قال مواليا فنصب لأنه رده إلى أصله للضرورة ، وإنما لم ينون لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : وعطف قوله ولكن قطينا على المعنى ، كأنه قال ليسوا موالي قرابة ولكن قطينا ; وقبله :
فلا تنتهي أضغان قومي بينهم وسوآتهم حتى يصيروا مواليا
وفي حديث الزكاة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376429مولى القوم منهم . قال
ابن الأثير : الظاهر من المذاهب والمشهور أن موالي
بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة لانتفاء السبب الذي به حرم على
بني هاشم والمطلب ، وفي مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها لهذا الحديث ، قال : ووجه الجمع بين الحديث ونفي التحريم أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم ، وبعثا على التشبه بسادتهم والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس ، وقد تكرر ذكر المولى في الحديث ، قال : وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو : الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه ، قال : وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه ، وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه ، قال : وقد تختلف مصادر هذه الأسماء ، فالولاية ، بالفتح في النسب والنصرة والعتق ، والولاية ، بالكسر في الإمارة ، والولاء في المعتق ، والموالاة من والى القوم ; قال
ابن الأثير : وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376426من كنت مولاه فعلي مولاه ، يحمل على أكثر الأسماء المذكورة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يعني بذلك ولاء الإسلام ، كقوله تعالى :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ; قال : وقول
عمر لعلي - رضي الله تعالى عنهما - : أصبحت مولى كل مؤمن أي ولي كل مؤمن ، وقيل : سبب ذلك
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376430أن أسامة قال لعلي - رضي الله عنه - : لست مولاي ، إنما مولاي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وكل من ولي أمر واحد فهو وليه ، والنسبة إلى المولى مولوي ، وإلى الولي من المطر ولوي ، كما قالوا علوي ، لأنهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات ، فحذفوا الياء الأولى وقلبوا الثانية واوا . ويقال : بينهما ولاء ، بالفتح ، أي قرابة . والولاء : ولاء المعتق . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376431نهى عن بيع الولاء وعن هبته ، يعني ولاء العتق ، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه أو ورثة معتقه كانت العرب تبيعه وتهبه ، فنهى عنه ; لأن الولاء كالنسب فلا يزول بالإزالة ; ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10375042الولاء للكبر أي للأعلى فالأعلى من ورثة المعتق . والولاء : الموالون ; يقال : هم ولاء فلان . وفي الحديث :
[ ص: 283 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=10376432من تولى قوما بغير إذن مواليه أي اتخذهم أولياء له ، قال : ظاهره يوهم أنه شرط وليس شرطا لأنه لا يجوز له إذا أذنوا أن يوالي غيرهم ، وإنما هو بمعنى التوكيد لتحريمه والتنبيه على بطلانه والإرشاد إلى السبب فيه ، لأنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم منعوه فيمتنع ، والمعنى إن سولت له نفسه ذلك فليستأذنهم فإنهم يمنعونه ; وأما قول
لبيد :
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
فيريد أنه أولى موضع أن تكون فيه الحرب ، وقوله : فغدت تم الكلام ، كأنه قال : فغدت هذه البقرة ، وقطع الكلام ثم ابتدأ كأنه قال تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة . وقد أوليته الأمر ووليته إياه . وولته الخمسون ذنبها ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي أي جعلت ذنبها يليه ، وولاها ذنبا كذلك . وتولى الشيء : لزمه . والولية : البرذعة ، والجمع الولايا ، وإنما تسمى بذلك إذا كانت على ظهر البعير لأنها حينئذ تليه ، وقيل : الولية التي تحت البرذعة ، وقيل : كل ما ولي الظهر من كساء أو غيره فهو ولية ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي في قول
النمر بن تولب :
عن ذات أولية أساود ريها وكأن لون الملح فوق شفارها
قال : الأولية جمع الولية ، وهي البرذعة ، شبه ما عليها من الشحم وتراكمه بالولايا ، وهي البراذع ; وقال
الأزهري : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي نحوه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : وقد قال بعضهم في قوله عن ذات أولية يريد أنها أكلت وليا بعد ولي من المطر أي رعت ما نبت عنها فسمنت . قال
أبو منصور : والولايا إذا جعلتها جمع الولية ، وهي البرذعة ، التي تكون تحت الرحل فهي أعرف وأكثر ومنه قوله :
كالبلايا رءوسها في الولايا مانحات السموم حر الخدود
قال
الجوهري : وقوله :
كالبلايا رءوسها في الولايا
يعني الناقة التي كانت تعكس على قبر صاحبها ، ثم تطرح الولية على رأسها إلى أن تموت ، وجمعها ولي أيضا ; قال
كثير :
بعيساء في دأياتها ودفوفها وحاركها تحت الولي نهود
وفي الحديث : أنه
نهى أن يجلس الرجل على الولايا ; هي البراذع ، قيل : نهى عنها لأنها إذا بسطت وافترشت تعلق بها الشوك والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب ، ولأن الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها . وفي حديث
ابن الزبير - رضي الله عنهما - : أنه بات بقفر فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الولية فنفضها فوقع . والولي : الصديق والنصير .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الولي التابع المحب ; وقال
أبو العباس في قوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376426من كنت مولاه فعلي مولاه أي من أحبني وتولاني فليتوله . والموالاة : ضد المعاداة ، والولي : ضد العدو ، ويقال منه تولاه . وقوله - عز وجل - :
فتكون للشيطان وليا ; قال
ثعلب : كل من عبد شيئا من دون الله فقد اتخذه وليا . وقوله - عز وجل - :
الله ولي الذين آمنوا ; قال
أبو إسحاق : الله وليهم في حجاجهم وهدايتهم وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية ، كما قال - عز وجل - :
والذين اهتدوا زادهم هدى ; ووليهم أيضا في نصرهم على عدوهم وإظهار دينهم على دين مخالفيهم ، وقيل : وليهم أي يتولى ثوابهم ومجازاتهم بحسن أعمالهم . والولاء : الملك . والمولى : المالك والعبد ، والأنثى بالهاء . وفيه مولوية إذا كان شبيها بالموالي . وهو يتمولى علينا أي يتشبه بالموالي ، وما كنت بمولى وقد تموليت ، والاسم الولاء . والمولى : الصاحب والقريب كابن العم وشبهه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : المولى الجار والحليف والشريك وابن الأخت . والولي : المولى . وتولاه : اتخذه وليا ، وإنه لبين الولاة والولية والتولي والولاء والولاية والولاية . والولي : القرب والدنو ; وأنشد
أبو عبيد :
وشط ولي النوى إن النوى قذف تياحة غربة بالدار أحيانا
ويقال : تباعدنا بعد ولي ، ويقال منه : وليه يليه ، بالكسر فيهما ، وهو شاذ ، وأوليته الشيء فوليه ، وكذلك ولي الوالي البلد ، وولي الرجل البيع ولاية فيهما ، وأوليته معروفا . ويقال في التعجب : ما أولاه للمعروف ! وهو شاذ ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : شذوذه كونه رباعيا ، والتعجب إنما يكون من الأفعال الثلاثية . وتقول : فلان ولي وولي عليه ، كما تقول ساس وسيس عليه . وولاه الأمير عمل كذا وولاه بيع الشيء ، وتولى العمل أي تقلد . وكل مما يليك أي مما يقاربك ; وقال
ساعدة :
هجرت غضوب وحب من يتجنب وعدت عواد دون وليك تشعب
ودار ولية : قريبة . وقوله - عز وجل - :
أولى لك فأولى ; معناه التوعد والتهدد أي الشر أقرب إليك ، وقال
ثعلب : معناه دنوت من الهلكة ; وكذلك قوله تعالى :
فأولى لهم ; أي وليهم المكروه وهو اسم لدنوت أو قاربت ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : أولى لك قاربك ما تكره أي نزل بك يا
أبا جهل ما تكره ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي :
فعادى بين هاديتين منها وأولى أن يزيد على الثلاث
أي قارب أن يزيد ، قال
ثعلب : ولم يقل أحد في أولى لك أحسن مما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، وقال غيرهما : أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته ، ويقول له : يا محروم أي شيء فاتك ؟ وقال
الجوهري : أولى لك تهدد ووعيد ; قال الشاعر :
فأولى ثم أولى ثم أولى وهل للدر يحلب من مرد
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : معناه قاربه ما يهلكه أي نزل به ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : ومنه قول
مقاس العائذي :
أولى فأولى يا امرأ القيس بعدما خصفن بآثار المطي الحوافرا
وقال
تبع :
أولى لهم بعقاب يوم سرمد
وقالت
الخنساء :
هممت بنفسي كل الهموم فأولى لنفسي أولى لها
[ ص: 284 ] قال
أبو العباس قوله :
فأولى لنفسي أولى لها
يقول الرجل إذا حاول شيئا فأفلته من بعد ما كاد يصيبه : أولى له ، فإذا أفلت من عظيم قال : أولى لي ; ويروى عن
ابن الحنيفة أنه كان يقول : إذا مات ميت في جواره أو في داره أولى لي كدت والله أن أكون السواد المخترم ; شبه كاد بعسى فأدخل في خبرها أن ; قال : وأنشدت لرجل يقتنص فإذا أفلته الصيد قال أولى لك فكثرت تيك منه ; فقال :
فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم ولكن أولى يترك القوم جوعا
أولى في البيت حكاية ، وذلك أنه كان لا يحسن أن يرمي ، وأحب أن يمتدح عند أصحابه فقال أولى ، وضرب بيده على الأخرى ، وقال أولى فحكى ذلك . وفي حديث
أنس - رضي الله عنه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10376433قام nindex.php?page=showalam&ids=196عبد الله بن حذافة - رضي الله عنه - فقال : من أبي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبوك حذافة ، وسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : أولى لكم والذي نفسي بيده أي قرب منكم ما تكرهون ، وهي كلمة تلهف يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة ، وقيل : هي كلمة تهدد ووعيد ; معناه قاربه ما يهلكه .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني أولاة الآن ، فأنث أولى ، قال : وهذا يدل على أنه اسم لا فعل ; وقول
أبي صخر الهذلي :
أذم لك الأيام فيما ولت لنا وما لليالي في الذي بيننا عذر
قال : أراه أراد فيما قربت إلينا من بين وتعذر قرب . والقوم علي ولاية واحدة وولاية إذا كانوا عليك بخير أو شر . وداره ولي داري أي قريبة منها . وأولى على اليتيم : أوصى . ووالى بين الأمر موالاة وولاء : تابع . وتوالى الشيء : تتابع . والموالاة : المتابعة . وافعل هذه الأشياء على الولاء أي متابعة . وتوالى عليه شهران أي تتابع . يقال : والى فلان برمحه بين صدرين وعادى بينهما ، وذلك إذا طعن واحدا ثم آخر من فوره ، وكذلك الفارس يوالي بطعنتين متواليتين فارسين أي يتابع بينهما قتلا . ويقال : أصبته بثلاثة أسهم ولاء أي تباعا . وتوالت إلي كتب فلان أي تتابعت . وقد والاها الكاتب أي تابعها . واستولى على الأمر أي بلغ الغاية . ويقال : استبق الفارسان على فرسيهما إلى غاية تسابقا إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر ; ومنه قول
الذبياني :
سبق الجواد إذا استولى على الأمد
واستيلاؤه على الأمد أن يغلب عليه بسبقه إليه ، ومن هذا يقال : استولى فلان على مالي أي غلبني عليه ، وكذلك استومى بمعنى استولى ، وهما من الحروف التي عاقبت العرب فيها بين اللام والميم ، ومنها قولهم لولا ولوما بمعنى هلا ; قال
الفراء : ومنه قوله تعالى :
لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ; وقال
عبيد :
لوما على حجر ابن أم م قطام تبكي لا علينا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : خالمته وخاللته إذا صادقته ، وهو خلي وخلمي . ويقال : أوليت فلانا خيرا وأوليته شرا كقولك سمته خيرا وشرا ، وأوليته معروفا إذا أسديت إليه معروفا .
الأزهري في آخر باب اللام قال : وبقي حرف من كتاب الله - عز وجل - لم يقع في موضعه فذكرته في آخر اللام ، وهو قوله - عز وجل - :
فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا ; قرأها
عاصم nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو بن العلاء وإن تلووا ، بواوين من لوى الحاكم بقضيته إذا دافع بها ، وأما قراءة من قرأ وإن تلوا ، بواو واحدة ، ففيه وجهان : أحدهما أن أصله تلووا بواوين ، كما قرأ
عاصم وأبو عمرو ، فأبدل من الواو المضمومة همزة فصارت تلئوا ، بإسكان اللام ، ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصارت تلوا كما قيل في أدور أدؤر ، ثم طرحت الهمزة فقيل أدر ، قال : والوجه الثاني أن يكون تلوا من الولاية لا من اللي ، والمعنى إن تلوا للشهادة فتقيموها ، قال : وهذا كله صحيح من كلام حذاق النحويين . والولي : المطر يأتي بعد الوسمي ، وحكى
كراع فيه التخفيف ، وجمع الولي أولية . وفي حديث
مطرف الباهلي : تسقيه الأولية ، هي جمع ولي المطر . ووليت الأرض وليا : سقيت الولي ، وسمي وليا لأنه يلي الوسمي أي يقرب منه ويجيء بعده ، وكذلك الولي ، بالتسكين ، على فعل وفعيل ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الولي على مثال الرمي المطر الذي يأتي بعد المطر ، وإذا أردت الاسم فهو الولي ، وهو مثل النعي والنعي المصدر قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
لني ولية تمرع جنابي فإنني لما نلت من وسمي نعماك شاكر
لني أمر من الولي أي أمطرني ولية منك أي معروفا بعد معروف . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : ذكر
الفراء : الولى المطر بالقصر ، واتبعه
ابن ولاد ، ورد عليهما
علي بن حمزة ، وقال : هو الولي ، بالتشديد ، لا غير ، وقولهم : قد أولاني معروفا ، قال
أبو بكر : معناه قد ألصق بي معروفا يليني من قولهم : جلست مما يلي زيدا أي يلاصقه ويدانيه . ويقال : أولاني ملكني المعروف وجعله منسوبا إلي وليا علي ، من قولك هو ولي المرأة أي صاحب أمرها والحاكم عليها ، قال : ويجوز أن يكون معناه عضدني بالمعروف ونصرني وقواني ، من قولك بنو فلان ولاء على بني فلان أي هم يعينونهم . ويقال : أولاني أي أنعم علي من الآلاء ، وهي النعم ، والواحد ألى ، وإلى ، قال : والأصل في إلى ولى ، فأبدلوا من الواو المكسورة همزة ، كما قالوا امرأة وناة وأناة ; قال
الأعشى : . . . ولا يخون إلى . . . وكذلك أحد ووحد . المحكم : فأما ما أنشده
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي من قول الشاعر : .
. . . . . . . . الركيكا
فإنه عداه إلى مفعولين لأنه في معنى سقي ، وسقي متعدية إلى مفعولين ، فكذلك هذا الذي في معناها ، وقد يكون الركيك مصدرا لأنه ضرب من الولي فكأنه ولي وليا ، كقولك : قعد القرفصاء ، وأحسن من ذلك أن ولي في معنى أرك عليه أو رك ، فيكون قوله ركيكا مصدرا لهذا الفعل المقدر ، أو اسما موضوعا موضع المصدر . واستولى على الشيء إذا صار في يده . وولى الشيء وتولى : أدبر . وولى عنه : أعرض عنه أو نأى ; وقوله :
[ ص: 285 ] إذا ما امرؤ ولى علي بوده وأدبر لم يصدر بإدباره ودي
فإنه أراد ولى عني ، ووجه تعديته ولى بعلى أنه لما كان إذا ولى عنه بوده تغير عليه ، جعل ولى معنى تغير فعداه بعلى ، وجاز أن يستعمل هنا على لأنه أمر عليه لا له ; وقول
الأعشى :
إذا حاجة ولتك لا تستطيعها فخذ طرفا من غيرها حين تسبق
فإنه أراد ولت عنك ، فحذف وأوصل ، وقد يكون وليت الشيء ووليت عنه بمعنى . التهذيب : تكون التولية إقبالا ، ومنه قوله تعالى :
فول وجهك شطر المسجد الحرام ; أي وجه وجهك نحوه وتلقاءه ، وكذلك قوله تعالى :
ولكل وجهة هو موليها ; قال
الفراء : هو مستقبلها ، والتولية في هذا الموضع إقبال ، قال : والتولية تكون انصرافا ; قال الله تعالى :
ثم وليتم مدبرين ; وكذلك قوله تعالى :
يولوكم الأدبار ; هي ها هنا انصراف ، وقال
أبو معاذ النحوي : قد تكون التولية بمعنى التولي . يقال : وليت وتوليت بمعنى واحد ; قال : وسمعت العرب تنشد بيت
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
إذا حول الظل العشي رأيته حنيفا وفي قرن الضحى يتنصر
أراد : إذا تحول الظل بالعشي ، قال : وقوله هو موليها أي متوليها أي متبعها وراضيها . وتوليت فلانا أي اتبعته ورضيت به . وقوله تعالى :
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ; يعني قول
اليهود ما عدلهم عنها ، يعني قبلة بيت المقدس . وقوله - عز وجل - :
ولكل وجهة هو موليها ; أي يستقبلها بوجهه ، وقيل فيه قولان : قال بعض أهل اللغة وهو أكثرهم : هو لكل ، والمعنى هو موليها وجهه أي كل أهل وجهة هم الذين ولوا وجوههم إلى تلك الجهة ، وقد قرئ : هو مولاها ، قال : وهو حسن ، وقال قوم : هو موليها أي الله تعالى يولي أهل كل ملة القبلة التي تريد ، قال : وكلا القولين جائز . ويقال للرطب إذا أخذ في الهيج : قد ولى وتولى ، وتوليه شهبته . والتولية في البيع : أن تشتري سلعة بثمن معلوم ثم توليها رجلا آخر بذلك الثمن ، وتكون التولية مصدرا ، كقولك : وليت فلانا أمر كذا وكذا إذا قلدته ولايته . وتولى عنه : أعرض وولى هاربا أي أدبر . وفي الحديث : أنه سئل عن الإبل فقال أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولية ، ولا تدبر إلا مولية ، ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الأشأم أي أن من شأنها إذا أقبلت على صاحبها أن يتعقب إقبالها الإدبار ، وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء مستأصلا . وقد ولى الشيء وتولى إذا ذهب هاربا ومدبرا ، وتولى عنه إذا أعرض ، والتولي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الاتباع ، قال الله تعالى :
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ; أي إن تعرضوا عن الإسلام . وقوله تعالى :
ومن يتولهم منكم فإنه منهم ; معناه من يتبعهم وينصرهم . وتوليت الأمر توليا إذا وليته ; قال الله تعالى :
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ; أي ولي وزر الإفك وإشاعته . وقالوا : لو طلبت ولاء ضبة من
تميم لشق عليك أي تميز هؤلاء من هؤلاء ; حكاه
اللحياني فروى
الطوسي ولاء ، بالفتح ، وروى ثابت ولاء ، بالكسر . ووالى غنمه : عزل بعضها من بعض وميزها ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
يوالي إذا اصطك الخصوم أمامه وجوه القضايا من وجوه المظالم
والولية : ما تخبؤه المرأة من زاد لضيف يحل ; عن
كراع ; قال : والأصل لوية ، فقلب والجمع ولايا ، ثبت القلب في الجمع . وفي حديث
عمر - رضي الله عنه - : لا يعطى من المغانم شيء حتى تقسم إلا لراع أو دليل غير موليه ، قلت : ما موليه ؟ قال محابيه أي غير معطيه شيئا لا يستحقه . وكل من أعطيته ابتداء من غير مكافأة فقد أوليته . وفي حديث
عمار : قال له
عمر في شأن اليتيم كلا والله لنولينك ما توليت أي نكل إليك ما قلت ونرد إليك ما وليته نفسك ورضيت لها به ، والله أعلم .