صفحة جزء
[ تيز ]

تيز : التياز : الرجل الملزز المفاصل الذي يتتيز في مشيته لأنه يتقلع من الأرض تقلعا ، وأنشد :

تيازة في مشيها قناخره .

الفراء : رجل تياز كثير العضل ، وهو اللحم . وتاز يتوز توزا ويتيز تيزا إذا غلظ ، وأنشد :


تسوى على غسن فتاز خصيلها .



قال : فمن جعل تاز من يتيز جعل التياز فعالا ، ومن جعله من يتوز جعله فيعالا كالقيام والديار من قام ودار . وقوله تاز خصيلها أي : غلظ . وتاز السهم في الرمية أي : اهتز فيها . وتتيز في مشيته : تقلع . والتياز من الرجال : القصير الغليظ الملزز الخلق الشديد العضل مع كثرة لحم فيها . ويقال للرجل إذا كان فيه غلظ وشدة : تياز ، قال القطامي يصف بكرة اقتضبها وقد أحسن القيام عليها إلى أن قويت وسمنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوتها وعزة نفسها :


فلما أن جرى سمن عليها     كما بطنت بالفدن السياعا
أمرت بها الرجال ليأخذوها     ونحن نظن أن لا تستطاعا
إذا التياز ذو العضلات قلنا :     إليك إليك ! ضاق بها ذراعا .



قال ابن بري : هكذا أنشده الجوهري وغيره إليك إليك وفسر في شعره أن إليك بمعنى خذها لتركبها وتروضها ، قال : وهذا فيه إشكال ؛ لأن سيبويه وجميع البصريين ذهبوا إلى أن إليك بمعنى تنح وأنها غير متعدية إلى مفعول ، وعلى ما فسروه في البيت يقضي أنها متعدية ؛ لأنهم جعلوها بمعنى خذها ، قال : ورواه أبو عمرو الشيباني لديك لديك عوضا من إليك إليك ، قال : وهذا أشبه بكلام العرب وقول النحويين ؛ لأن لديك بمعنى عندك ، وعندك في الإغراء تكون متعدية ، كقولك : عندك زيدا أي : خذ زيدا من عندك ، وقد تكون أيضا غير متعدية بمعنى تأخر فتكون خلاف فرطك التي بمعنى تقدم ، فعلى هذا يصح أن تقول لديك زيدا بمعنى خذه . وقوله : ذو العضلات أي : ذو اللحمات الغليظة الشديدة ، وكل لحمة غليظة شديدة في ساق أو غيره فهي عضلة ، وإذا في البيت داخلة على جملة ابتدائية ؛ لأن التياز مبتدأ ، وقلنا خبره ، والعائد محذوف تقديره قلنا له ، وضاق بها ذراعا جواب إذا ، قال : ومثله قول الآخر :


وهلا أعدوني لمثلي تفاقدوا     إذا الخصم أبزى مائل الرأس أنكب .



وقوله : كما بطنت بالفدن السياعا ، قال : الفدن القصر ، والسياع : الطين ، قال : وهذا من المقلوب ، أراد كما يطين بالسياع الفدن ، قال : ومثله قول خفاف بن ندبة :


كنواح ريش حمامة نجدية     ومسحت باللثتين عصف الإثمد .



وعصف الإثمد : غباره . تقديره : ومسحت بعصف الإثمد اللثتين ، [ ص: 250 ] قال : ومثله لعروة بن الورد :


فديت بنفسه نفسي ومالي     وما آلوك إلا ما أطيق .



أي : فديت بنفسي ومالي نفسه ، قال : وقد حمل بعضهم قوله - سبحانه وتعالى - : وامسحوا برءوسكم ، على القلب ؛ لأنه قدر في الآية مفعولا محذوفا تقديره وامسحوا برءوسكم الماء ، والتقدير عنده وامسحوا بالماء رءوسكم فيكون مقلوبا ، ولا يجعل الباء زائدة كما يذهب إليه الأكثر .

التالي السابق


الخدمات العلمية