فافتر عن قارحه تثاؤبه
وفي المثل : أعدى من الثؤباء . : تثاءبت على تفاعلت ، ولا تقل تثاوبت . والتثاؤب : أن يأكل الإنسان شيئا أو يشرب شيئا تغشاه له فترة كثقلة النعاس من غير غشي عليه . يقال : ثئب فلان . قال ابن السكيت أبو زيد : تثأب يتثأب تثؤبا من الثؤباء في كتاب الهمز . وفي الحديث : التثاؤب من الشيطان ; وإنما جعله من الشيطان كراهية له ; لأنه إنما يكون من ثقل البدن وامتلائه ، واسترخائه ، وميله إلى الكسل والنوم ، فأضافه إلى الشيطان ; لأنه الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهوتها ، وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه ، وهو التوسع في المطعم والشبع ، فيثقل عن الطاعات ويكسل عن الخيرات . والأثأب : شجر ينبت في بطون الأودية بالبادية ، وهو على ضرب التين ينبت ناعما كأنه على شاطئ نهر ، وهو بعيد من الماء ، يزعم الناس أنها شجرة سقية ; واحدته أثأبة . قال : الكميتوغادرنا المقاول في مكر كخشب الأثأب المتغطرسينا
في سلم أو أثأب وغرقد
قال أبو حنيفة : الأثأبة : دوحة محلال واسعة ، يستظل تحتها الألوف من الناس تنبت نبات شجر الجوز ، وورقها أيضا كنحو ورقه ، ولها ثمر مثل التين الأبيض يؤكل ، وفيه كراهة ، وله حب مثل حب التين ، وزناده جيدة . وقيل : الأثأب شبه القصب له رءوس كرءوس القصب وشكير كشكيره ، فأما قوله :قل لأبي قيس خفيف الأثبه
فعلى تخفيف الهمزة ، إنما أراد خفيف الأثأبة . وهذا الشاعر كأنه ليس من لغته الهمز ; لأنه لو همز لم ينكسر البيت ، وظنه قوم لغة ، وهو خطأ . وقال أبو حنيفة : قال بعضهم : الأثب ، فاطرح الهمزة ، وأبقى الثاء على سكونها ، وأنشد :ونحن من فلج بأعلى شعب مضطرب البان أثيث الأثب