( زهق ) الزاء والهاء والقاف أصل واحد يدل على تقدم ومضي وتجاوز . من ذلك زهقت نفسه . ومن ذلك : [ زهق ] الباطل ، أي مضى . ويقال زهق الفرس أمام الخيل ، وذلك إذا سبقها وتقدمها . ويقال زهق السهم ، إذا جاوز الهدف . ويقال فرس ذات أزاهيق ، أي ذات جري وسبق وتقدم .
ومن الباب الزهق ، وهو قعر الشيء ; لأن الشيء يزهق فيه إذا سقط . قال
رؤبة :
كأن أيديهن تهوي بالزهق
فأما قولهم : أزهق إناءه ، إذا ملأه ، فإن كان صحيحا فهو من الباب ; لأنه إذا امتلأ سبق وفاض ومر . ومن الباب الزاهق ، وهو السمين ، لأنه جاوز حد الاقتصاد إلى أن اكتنز من اللحم . ويقولون : زهق مخه : اكتنز . قال
زهير في الزاهق :
القائد الخيل منكوبا دوابرها منها الشنون ومنها الزاهق الزهم
ومن الباب الزهوق ، وهو البئر البعيدة القعر .
[ ص: 33 ] فأما قولهم : الناس زهاق مائة ، فممكن إن كان صحيحا أن يكون من الأصل الذي ذكرنا ، كأن عددهم تقدم حتى بلغ ذلك . وممكن أن يكون من الإبدال ، كأن الهمزة أبدلت قافا . ويمكن أن يكون شاذا .