( زور ) الزاء والواو والراء أصل واحد يدل على الميل والعدول . من ذلك الزور : الكذب ; لأنه مائل عن طريقة الحق . ويقال زور فلان الشيء تزويرا . حتى يقولون زور الشيء في نفسه : هيأه ، لأنه يعدل به عن طريقة تكون أقرب إلى قبول السامع . فأما قولهم للصنم زور فهو القياس الصحيح . قال :
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
والزور : الميل . يقال ازور عن كذا ، أي مال عنه .
ومن الباب : الزائر ، لأنه إذا زارك فقد عدل عن غيرك .
ثم يحمل على هذا فيقال لرئيس القوم وصاحب أمرهم : الزوير ، وذلك أنهم يعدلون عن كل أحد إليه . قال :
بأيدي رجال لا هوادة بينهم يسوقون للموت الزوير اليلنددا
ويقولون : هذا رجل ليس له زور ، أي ليس له صيور يرجع إليه . والتزوير : كرامة الزائر . والزور : القوم الزوار ; يقال ذلك في الواحد والاثنين والجماعة والنساء . قال الشاعر :
[ ص: 37 ] ومشيهن بالخبيب المور كما تهادى الفتيات الزور
فأما قولهم إن الزور القوي الشديد ، فإنما هو من الزور ، وهو أعلى الصدر شاذ عن الأصل الذي أصلناه .