باب السين واللام وما يثلثهما
( سلم ) السين واللام والميم معظم بابه من الصحة والعافية ; ويكون فيه ما يشذ ، والشاذ عنه قليل ، فالسلامة : أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى . قال أهل العلم : الله جل ثناؤه هو السلام ; لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء . قال الله جل جلاله :
والله يدعو إلى دار السلام ، فالسلام الله جل ثناؤه ، وداره الجنة . ومن الباب أيضا الإسلام ، وهو الانقياد ; لأنه يسلم من الإباء والامتناع . والسلام : المسالمة . وفعال تجيء في المفاعلة كثيرا نحو القتال والمقاتلة . ومن باب الإصحاب والانقياد : السلم الذي يسمى السلف ، كأنه مال أسلم ولم يمتنع من إعطائه . وممكن أن تكون الحجارة سميت سلاما لأنها أبعد
[ ص: 91 ] شيء في الأرض من الفناء والذهاب ; لشدتها وصلابتها . فأما السليم وهو اللديغ ففي تسميته قولان : أحدهما أنه أسلم لما به . والقول الآخر أنهم تفاءلوا بالسلامة . وقد يسمون الشيء بأسماء في التفاؤل والتطير . والسلم معروف ، وهو من السلامة أيضا ; لأن النازل عليه يرجى له السلامة . والسلامة : شجر ، وجمعها سلام .
والذي شذ عن الباب السلم : الدلو التي لها عروة واحدة . والسلم : شجر ، واحدته سلمة . والسلامان : شجر .
ومن الباب الأول السلم وهو الصلح ، وقد يؤنث ويذكر . قال الله تعالى :
وإن جنحوا للسلم فاجنح لها . والسلمة : الحجر ، فيه يقول الشاعر :
ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمي ورائي بالسهم والسلمه
وبنو سلمة : بطن من
الأنصار ليس في العرب غيرهم . ومن الأسماء
سلمى : امرأة .
وسلمى : جبل .
وأبو سلمى أبو زهير ، بضم السين ، ليس في العرب غيره .