( سرف ) السين والراء والفاء أصل واحد يدل على تعدي الحد والإغفال أيضا للشيء . تقول : في الأمر سرف ، أي مجاوزة القدر . وجاء في الحديث :
الثالثة في الوضوء شرف ، والرابعة سرف . وأما الإغفال فقول القائل : " مررت بكم فسرفتكم " ، أي أغفلتكم . وقال
جرير :
أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية ما في عطائهم من ولا سرف
ويقولون إن السرف : الجهل . والسرف : الجاهل . ويحتجون بقول
طرفة :
إن امرأ سرف الفؤاد يرى عسلا بماء سحابة شتمي
وهذا يرجع إلى بعض ما تقدم . والقياس واحد . ويقولون : إن السرف أيضا الضراوة . وفي الحديث :
إن للحم سرفا كسرف الخمر ، أي ضراوة . وليس هذا بالبعيد من الكلمة الأولى .
ومما شذ عن الباب : السرفة : دويبة تأكل الخشب . ويقال سرفت السرفة الشجرة سرفا ، إذا أكلت ورقها ، والشجرة مسروفة . يقال إنها تبني لنفسها بيتا
[ ص: 154 ] حسنا . ويقولون في المثل : " أصنع من سرفة " .