( شر ) الشين والراء أصل واحد يدل على الانتشار والتطاير . من ذلك الشر خلاف الخير . ورجل شرير ، وهو الأصل ; لانتشاره وكثرته . والشر : بسطك الشيء في الشمس . والشرارة ، والجمع الشرار . والشرر : ما تطاير من النار ، الواحدة شررة . قال الله جل وعلا :
إنها ترمي بشرر كالقصر . ويقال : شرشر الشيء ، إذا قطعه . والإشرارة : ما يبسط عليه الشيء . والشواء الشرشار : الذي يتقاطر دسمه . والشرشرة : أن تنفض الشيء من فيك بعد عضك إياه . وشراشر الأذناب : ذباذبها . وأنشد :
[ ص: 181 ] فعوين يستعجلنه ولقينه يضربنه بشراشر الأذناب
فإن قال قائل : فعلى أي قياس من هذا الباب يحمل الشراشر ، وهي النفس ، يقال ألقى عليه شراشره ، إذا ألقى عليه نفسه حرصا ومحبة . وهو قوله :
ومن غية تلقى عليها الشراشر
فالجواب أن القياس في ذلك صحيح ، وليس يعنى بالشراشر الجسم والبدن ، إنما يراد به النفس . وذلك عبارة عن الهمم والمطالب التي في النفس . يقال ألقى عليه شراشره ، أي جمع ما انتشر من هممه لهذا الشيء ، وشغل همومه كلها به . فهذا قياس .
ويقال أشررت فلانا ، إذا نسبته إلى الشر . قال
طرفة :
وما زال شربي الراح حتى أشرني صديقي وحتى ساءني بعض ذلك
ويقال أشررت الشيء ، إذا أبرزته وأظهرته . قال :
وحتى أشرت بالأكف المصاحف
وقال :
[ ص: 182 ] إذا قيل أي الناس شر قبيلة أشرت كليبا بالأكف الأصابع
وقال
امرؤ القيس :
تجاوزت أحراسا عليها ومعشرا علي حراصا لو يشرون مقتلي