باب الشين والطاء وما يثلثهما
( شطن ) الشين والطاء والنون أصل مطرد صحيح يدل على البعد . يقال شطنت الدار تشطن شطونا إذا غربت . ونوى شطون ، أي بعيدة . قال
النابغة :
[ ص: 184 ] نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين
ويقال بئر شطون ، أي بعيدة القعر ، والشطن : الحبل . وهو القياس ، لأنه بعيد ما بين الطرفين . ووصف أعرابي فرسا فقال : " كأنه شيطان في أشطان " . قال
الخليل : الشطن : الحبل الطويل . ويقال للفرس إذا استعصى على صاحبه : إنه لينزو بين شطنين . وذلك أنه يشده موثقا بين حبلين .
وأما الشيطان فقال قوم : هو من هذا الباب ، والنون فيه أصلية ، فسمي بذلك لبعده عن الحق وتمرده . وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان . قال
جرير :
أيام يدعونني الشيطان من غزلي وهن يهوينني إذ كنت شيطانا
وعلى ذلك فسر قوله تعالى :
طلعها كأنه رءوس الشياطين . وقيل إنه أراد الحيات : وذلك أن الحية تسمى شيطانا . قال
تلاعب مثنى حضرمي كأنه تعمج شيطان بذي خروع قفر
[ ص: 185 ] ويشبه أن يكون من حجة من قال بهذا القول ، وأن النون في الشيطان أصلية قول
أمية :
أيما شاطن عصاه عكاه ورماه في القيد والأغلال
أفلا تراه بناه على فاعل وجعل النون فيه أصلية ؟ ! فيكون الشيطان على هذا القول بوزن فيعال . ويقال إن النون فيه زائدة ، [ على ] فعلان ، وأنه من شاط ، وقد ذكر في بابه .