( شرط ) الشين والراء والطاء أصل يدل على علم وعلامة ، وما قارب ذلك من علم . من ذلك ، الشرط : العلامة . وأشراط الساعة : علاماتها . ومن ذلك الحديث حين ذكر أشراط الساعة ، وهي علاماتها . وسمي الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها . ويقولون : أشرط فلان نفسه للهلكة ، إذا جعلها علما للهلاك . ويقال : أشرط من إبله وغنمه ، إذا أعد منها شيئا للبيع . قال الشاعر :
فأشرط فيها نفسه وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلا
ومن الباب شرط الحاجم ، وهو معلوم ; لأن ذلك علامة وأثر . ويقال : إن أشراط الساعة أوائلها . ومن الباب : الشريط ، وهو خيط يربق به البهم . وإنما سمي بذلك لأنها إذا ربطت به صار لذلك أثر . ومن الباب : الشرط ، وهو المسيل الصغير يجيء من قدر عشر أذرع ، وسمي بذلك لأنه أثر في الأرض كشرط الحاجم .
ومن الباب الشرطان : نجمان يقال إنهما قرنا الحمل ، وهما معلمان مشتهران . ويقال : جمل شرواط ، أي ضخم . وإنما سمي شرواطا لأنه إذا كان مع إبل تبين كأنه علم . قال
حسان :
[ ص: 261 ] في ندامى بيض الوجوه كرام نبهوا بعد هجعة الأشراط
ففيه أقوال : قال قوم : أراد به الشرطين والثالث بين يديهما ، ويكون على هذا قول من سمى الثلاثة أشراطا . قال
العجاج :
من باكر الأشراط أشراطي
وقال قوم : أراد بالأشراط الحرس . ويقال : الأشراط سفلة القوم . قال الشاعر :
أشاريط من أشراط أشراط طيئ وكان أبوهم أشرطا وابن أشرطا
ومن ذلك شرط المعزى ، وهي رذالها ، في قول
جرير :
ترى شرط المعزى مهور نسائهم وفي شرط المعزى لهن مهور
وقال قوم : اشتقاق الشرط من هذا لأنهم رذال . وقال آخرون : إنما سموا شرطا لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها ، فأما الشرط التي هي الرذال فإن وجه القياس فيها أنها تشرط ، أي تقدم أبدا للنوائب قبل الجبار ، فهي كالذي قلناه في قوله : فأشرط فيها نفسه " ، أي جعلها علما للهلاك .