( صرم ) الصاد والراء والميم أصل واحد صحيح مطرد ، وهو القطع . من ذلك صرم الهجران . والصريمة : العزيمة على الشيء ، وهو قطع كل علقة دونه . والصرام : آخر اللبن بعد التغزير ، إذا احتاج الرجل إليه حلبه ضرورة . قال
بشر :
ألا أبلغ بني سعد رسولا ومولاهم فقد حلبت صرام
[ ص: 345 ] وهذا مثل ، كأنه يقول : قد بلغ من الشر آخره ، وآخر الشيء عند انقطاعه . ويقال : أكل فلان الصيرم ، وهي الوجبة ; لأنه إذا أكلها قطع سائر يومه . ويقال : صرمته صرما ، بالفتح ، وهو المصدر ، والصرم الاسم . فأما الصريم فيقال : إنه اسم الصبح واسم الليل . وكيف كان فهو من القياس ; لأن كل واحد منهما يصرم صاحبه وينصرم عنه . قال الله تعالى :
فأصبحت كالصريم . يقول : احترقت فاسوادت كالليل . فهذا فيمن قاله إنه الليل . وأما الصبح فقال
بشر :
فبات يقول أصبح ليل حتى تجلى عن صريمته الظلام
والصريم : الرمل ينقطع عن الجدد والأرض الصلبة . والصرام : وقت صرم الأعذاق . وقد أصرم النخل : حان صرامه . والصرمة : القطيع من الإبل نحو من الثلاثين . والصرم : القطع من السحاب ، واحدتها صرمة . قال
النابغة :
وهبت الريح من تلقاء ذي أرل تزجي من الليل من صرادها صرما
والصرم : طائفة من القوم ينزلون بإبلهم ناحية من الماء ، فهم أهل صرم . والرجل الصارم : الماضي في الأمور كالسيف الصارم . وناقة مصرمة ، أي يصرم طبيها فيفسد الإحليل فييبس ، فذلك أقوى لها ; لأن اللبن لا يخرج . ويقال : إن التصريم يكون بكي خلفين . والصرماء : الأرض لا ماء بها . ويقال : إن الصريمة الأرض المحصود زرعها . فأما قوله :
وموماة يحار الطرف فيها إذا امتنعت علاها الأصرمان
[ ص: 346 ] فإن الأصرمين الذئب والغراب ، سميا بذلك لقطعهما الأنيس .