[ ص: 370 ] ( باب الضاد والميم وما يثلثهما )
( ضمد ) الضاد والميم والدال أصل صحيح يدل على جمع وتجمع . من ذلك ضمدت الشيء أضمده ، إذا جمعته . والضماد : العصابة ، يقال : ضمدت الجرح . ويقولون : الضمد ، بسكون الميم : أن تتخذ المرأة صديقين . قال
الهذلي :
تريدين كيما تضمديني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
ويقال : شبعت الإبل من ضمد الأرض ، إذا شبعت من الرطيب واليبيس ، والقديم والحديث . قالوا : ويقول الرجل للغريم : أقضيك من ضمد هذه الغنم ، أي من خيارها ورذالها ، وكبارها وصغارها . ومن الباب : أضمد العرفج ، إذا تجوفته الخوصة ولم تندر منه ، أي كانت في جوفه . وهو من هذا ، كأنها جمعته في جوفها .
ومن الباب الضمد - بفتح الميم - وهو الغيظ ، يجمع في الصدر ولا يزاح فيخف . قال
النابغة :
ومن عصاك فعاقبه معاقبة تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد
يقال : ضمد يضمد ضمدا . قال
أبو بكر : وفصل قوم بين الغيظ والضمد ،
[ ص: 371 ] فقالوا : الضمد : أن يغتاظ على من لا يقدر عليه ، والغيظ أن يغتاظ على من يقدر عليه ومن لا . واحتجوا بقول
النابغة . والقياس في هذه الكلمات واحد . ويقال الضمد ، بفتح الميم : الغابر من الحق . يقال : لنا عند فلان ضمد ، أي غابر حق ، من معقلة أو دين . وأصله شيء قد تجمع عندهم وبقي .