( ضيف ) الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح ، يدل على ميل الشيء إلى الشيء . يقال : أضفت الشيء إلى الشيء : أملته . وضافت الشمس
[ ص: 381 ] تضيف : مالت ; وكذلك تضيفت ، إذا مالت للغروب . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=965126أنه نهى عن الصلاة إذا تضيفت الشمس للغروب . وقال
امرؤ القيس :
فلما دخلناه أضفنا ظهورنا إلى كل حاري جديد مشطب
أي أسندنا ظهورنا . ويقال : ضاف السهم عن الهدف يضيف . قال
أبو زبيد :
كل يوم ترميه منها برشق فمصيب أو ضاف غير بعيد
والضيف من هذا ، يقال : ضفت الرجل : تعرضت له ليضيفني . وأضفته : أنزلته علي . ويقال : ضيفته مثل أضفته ، إذا أنزلته بك . وفلان يتضيف الناس ، إذا كان يتبعهم ليضيفوه . وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
ومن هو يرجو فضله المتضيف
والضيف يكون واحدا وجمعا . ويقال أيضا : أضياف وضيفان . ويقال لناحية الوادي : ضيف ، وهما ضيفان . وتضايفنا الوادي : أتيناه من ضيفيه . وكذلك تضايف الكلاب [ الصيد ] ، إذا أتوه من جوانبه . قال :
[ ص: 382 ] ريم تضايفه كلاب أخضع
والمضاف : الذي قد أحيط به في الحرب . قال :
ويحمي المضاف إذا ما دعا إذا فر ذو اللمة الفيلم
وهو من هذا القياس . ويقال : تضيفوه ، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه . قال :
إذا تضيفن عليه انسلا
فأما قول القائل :
لقى حملته أمه وهي ضيفة فجاءت بنز للنزالة أرشما
فهي الضيفة المعروفة من الضيافة . وقال قوم : ضافت المرأة : حاضت . وهذا ليس بشيء ، ولا مما هو يدل عليه قياس ، ولا وجه للشغل به .
فأما قولهم أضاف من الشيء ، إذا أشفق منه ، فيجوز أن يكون شاذا عن الأصل الذي ذكرناه ، ويمكن أن يتمحل له بأن يقال : أضاف من الشيء ، إذا أشفق منه ، كأنه صار في الضيف ، وهو الجانب ، أي لم يتوسط إشفاقا . وهو بعيد ، والأولى عندي أن يقال : إنه شاذ . والكلمة مشهورة . قال :
وكان النكير أن تضيف وتجأرا
[ ص: 383 ] وقال
الهذلي :
إذا يغزو تضيف
أي تشفق . قال
أبو سعيد : ضاف الهم ، إذا نزل بصاحبه . والقياس أنه إذا نزل به فقد مال نحوه .